زعبي لبرلمانيين سويديين: إسرائيل تفرض علينا قوانين عنصرية

التقت النائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، حنين زعبي، في العاصمة السويدية ستوكهولم، أمس الأربعاء، ممثلين عن أحزاب سويدية،

زعبي لبرلمانيين سويديين: إسرائيل تفرض علينا قوانين عنصرية

زعبي: "أكبر دعم للفلسطينيين هو مقاطعة إسرائيل ومحاكمتها على جرائمها دولياً"

النائبة زعبي:  'الجدار والحصار والتنسيق الأمني حوَلوا الاحتلال إلى احتلال بخس غير مكلف'

وتضيف: 'أكبر دعم للفلسطينيين هو مقاطعة إسرائيل ومحاكمتها على جرائمها دوليا'


التقت النائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، حنين زعبي، في العاصمة السويدية ستوكهولم، أمس الأربعاء، ممثلين عن أحزاب سويدية من بينها الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب اليسار، حزب 'الموديرات' وحزب الخضر، بالإضافة إلى لجنة القدس البرلمانية، وقدمت شرحا وافيا حول ما يتعرض له المواطنون العرب في إسرائيل من تفرقة عنصرية وانتهاك حقوقهم.

الشعب الفلسطيني شعب واحد 

وأكدت زعبي أن 'القضية الفلسطينية لا تتجزأ سياسيا كما أن الشعب الفلسطيني هو شعب واحد لا يتجزأ، وأن الفلسطينيين الذين فرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية هم جزء من الصراع وجزء من الحل، كما أن اللاجئين الذين طردوا من فلسطين، ويشكلون بداية الصراع، ومؤشرا لمشروع السيطرة على الأرض وطرد شعبها، ذلك المشروع الذي لم ينته بقيام دولة إسرائيل، بل استمر بطرق أخرى، اعتمدتها الدولة العبرية بعد قيامها'.

عنصرية إسرائيل

على ضوء هذه المعطيات التاريخية، أوضحت النائبة زعبي أن 'النكبة هي مشروع لم ينته بعد، كما أن الصهيونية هي مشروع لم ينته، بدأت تحت شعار 'أرض أكثر عرب أقل' أو 'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض'، وتستمر على هذا النحو، حيث لا وجود للخط الأخضر ضمن هذا المشروع العنصري الذي يتعامل وفق فكر كولونيالي محض'. كما أوضحت زعبي أن 'إسرائيل صادرت أكثر من 86% من الأراضي الفلسطينية داخل الخط الأخضر، وفرضت نظاما عنصريا يحوي أكثر من 50 قانون عنصري يشمل قوانين تحاكي قوانين نظام 'أبارتهايد' تتعلق بالأرض والمسكن ولم الشمل والتجنس'.

وأكدت أن 'أي دولة أوروبية لم تكن تستطيع أن تفرض قانونًا واحدًا من تلك القوانين دون أن تقوم الدنيا ولا تقعد ضدها، ودون أن تنعت باللاسامية' 

قلب الحقائق

وفيما يتعلق بقوانين الأرض قالت زعبي أن 'ما يسمى بقانون 'لجان القبول' الذي سن عام 2013 هو قانون 'أبارتهايد' بامتياز، يمنع المواطنين الفلسطينيين من السكنى في أكثر من 700 قرية صغيرة بحجة 'التجانس الثقافي' أو'الاجتماعي'، وأن هذه القرى تسيطر على أكثر من 60% من 'أراضي الدولة'، وهي أصلاً أراضي الفلسطينيين التي صودرت منهم، ثم منعوا من استعمالها، أي أن إسرائيل تحدد استعمالات الأرض بشكل حصري لليهود. وهي تتعامل مع الفلسطينيين السكان الأصليين لهذا الوطن بوصفهم 'غزاة' ضمن الخطاب السياسي والقانوني الإسرائيلي'.

وأضافت أن 'إسرائيل تعلل منظومة التمييز القانوني، المشرعنة قانونياً، بأن الدولة هي 'دولة يهودية'! مما يعني اعترافاً إسرائيليا بأن يهودية الدولة ما هي إلاّ شرعنة للعنصرية'.

المواجهة

وبناء على ذلك أكدت زعبي أن 'المواجهة الموحّدة للفلسطينيين هي مواجهة مع المشروع الصهيوني برمته، حيث يشكل الاحتلال إحدى أدواته في السيطرة على شعبنا، بهدف احتلال الأرض وقمع الإنسان أو تهجيره، وأن هذا هو ما يعيدنا للتعريف الوطني لمشروع التحرير الفلسطيني'.

وقالت إن 'على الأوروبيين أن يفهموا أن المشكلة هي ليست القمع والعنصرية والاحتلال فقط، بل هي بالأساس سهولته، وأنه لا شريك إسرائيلي للسلام العادل، لأن إسرائيل انتقلت منذ أكثر من عقد من الزمن لمرحلة إدارة الصراع وليس حله، وأنها باتت تستسهل إدارة الصراع أكثر من أي وقت مضى، وأنها باتت حتى لا تشعر بوجود مشكلة تحتاج إلى حل'.
وأوضحت قائلة إن 'كل ذلك قد تم بمساعدة الجدار والحصار والتنسيق الأمني، وأن تلك الإستراتيجيات الثلاث، الجدار والحصار والتنسيق الأمني حوَلوا الاحتلال لاحتلال بخس وغير مكلف، ومكنّوا المجتمع  الإسرائيلي بألاّ يكون معنيا بأي حل، طالما هو لا يدفع ثمن جرائمه وسياساته القمعية وعنفه المتواصل'.

ضغوط وعقوبات 

وأضافت زعبي أنه 'لا سبيل لأي تغيير يأتي من داخل إسرائيل، بل إن التغيير الممكن الوحيد هو بفرض الضغوط والعقوبات الدولية عليها، وبالتعامل الجدّي مع مسار المحاكمات الدولية، وتفعيل نضال شعبي، هو حق للفلسطينيين طالما الاحتلال والعنصرية قائمة'.

عقدة ذنب 

واعترضت زعبي على قلة الحيلة التي تبديها الدول الأوروبية، قائلة إن 'عقدة الذنب الأوروبية فيما يتعلق بالهولوكوست، والتي يدفع ثمنها الفلسطينيون، أضحت نقطة الضعف التي تقوم من خلالها إسرائيل بابتزاز الأوروبيين، الذين بدأوا يغيرون قناعاتهم السياسية فيما يتعلق بطبيعة وحقيقة الدولة العبرية، لكنهم يخافون من الكشف عن آرائهم، ويحسبون ألف حساب لابتزاز لوبي صهيوني بات أقوى منهم في دولهم، مما يعني أن إسرائيل تُمارس وبنجاح إرهابًا سياسيا دولياً، وأنه يبدو أن على الفلسطينيين أن يحرروا، ليس فقط أنفسهم، بل أن يحرروا الأوروبيين أنفسهم من هذا الخوف.'

جرائم حرب

وناشدت زعبي الأوروبيين، من خلال أعضاء البرلمان السويدي، أن يوجهوا خطابا واضحاً للإسرائيليين، مفاده أن 'الاحتلال والتهجير هو الإرهاب الحقيقي، وأن سياسات إسرائيل واحتلالها وحصارها مسؤولة عن كل عنف، وأن إسرائيل تقتل الطفل الفلسطيني، والشاب في المظاهرة، والفلاح الذي يريد الدخول لأرضه، وتمنع الطالب من التعليم والمريض من تلقي العلاج، والعامل من العمل والتاجر من تصدير بضائعه، وتهدم البنية التحتية، وتلوث المياه، وتسرق الأرض، هذه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وكل نضال ضدها، حسب القانون الدولي، هو واجب إنساني وأخلاقي ووطني من الدرجة الأولى. وأن ذلك ما على الأوروبيين أن يواجهوا به كل مسؤول إسرائيلي يتحدث عن الدفاع عن إسرائيل ضد 'الإرهاب'، وأكّدت أنّ 'من يرتكب جرائم حرب لا يحق له الدفاع عن جرائمه، ولا التحدث في معنى الإرهاب'.

وأنهت زعبي مداخلتها قائلةً، إنّ 'أكبر دعم للفلسطينيين هو مقاطعة إسرائيل ومحاكمتها على جرائمها دولياً'.

يذكر أن زيارة النائبة حنين زعبي إلى السويد شملت مدينة يوتوبوري أيضا والتقت فيها بالجالية الفلسطينية والعربية في 'البيت الفلسطيني' من خلال ندوة موسعة تحدثت خلالها كذلك عن أوضاع الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده عموما وفي مناطق 48 على وجه الخصوص، كما شاركت سفيرة دولة فلسطين لدى السويد، هالة حسني فريز، والسياسي السويدي، بيير شوري، ندوة أخرى في المدينة نفسها.

التعليقات