اليمين الإسرائيلي يحرض على المحامين العرب في انتخابات النقابة

غدا الثلاثاء انتخابات نقابة المحامين وازدياد التحريض اليميني المسعور على قائمة "نزاهة المهنة/معًا" ومرشحها، هذه المرة، توحدت القوائم العربية اضافة لشركاء يهود مُتنورين.

اليمين الإسرائيلي يحرض على المحامين العرب في انتخابات النقابة

المحامي خالد حسني زعبي مرشح قائمة نزاهة المهنة-معا لرئاسة لواء الشمال

تجري يوم غد الثلاثاء انتخابات نقابة المحامين، حيث سيكون التصويت فيها لمجلس النقابة العامة ولاختيار رئيسها، وكذلك سيصوّت كل محامي لمجلس اللواء الذي يتبع له (هنالك خمسة ألوية) وللمرشح لرئاسة اللواء، أي أن داخل مغلف الاقتراع ستكون هنالك أربعة أوراق، ورقة زرقاء لعضوية اللواء وورقة صفراء لرئاسة اللواء وورقة زهرية لعضوية المجلس العام وورقة خضراء لرئاسة النقابة العامة.

لواء الشمال مُهم ومركزي

يُعتَبَر لواء الشمال أكبر تجمّع للمحامين العرب في البلاد،  ويمتد من منطقة بيسان إلى طبريا مرج ابن عامر، الجليل الأسفل والجليل الأعلى، وبالتالي، هو اللواء الوحيد الذي يحظى برئاسة عربية، وفيه شراكة عربية يهودية كاملة متناغمة، ويعتبر من أنجح الألوية رغم حداثة تأسيسه، حتى أن اللواء برئاسة المحامي خالد حسني زعبي قد نقل قبل أشهر قليلة مكاتبه إلى مبنى جديد فخم وعصري بملكية النقابة, بالقرب من مجمّع المحاكم في مدينة الناصرة، مما سهّل على النقابة العمل ورفع من مستوى الخدمات التي يتلقاها المُحامين، وشكّل لهُم بيتًا دافئًا ومرجعية ثقة ممتازة، يشمل كافة المرافق المطلوبة على أرقى وأحدث طراز.

هجمة عنصرية على قائمة "نزاهة المهنة – معًا" ومرشحها المحامي خالد حسني زعبي

كما تشهد الانتخابات هذه المرة أمرًا ايجابيًا مميزًا، وهو أن المحامين العرب توحدوا في قائمة انتخابية واحدة، أطلقوا عليها اسم قائمة "نزاهة المهنة – معًا" وتضم محامين عرب ويهود يؤمنون بالعمل النقابي المشترك وتدعو إلى المساواة والعدالة ألاجتماعية في الحياة العامة وأمام القانون عند تشريعه وفي تطبيقه على أرض الواقع أيضًا.

قائمة "نزاهة المهنة – معًا" (بطاقة تصويت صفراء) ومرشحها للرئاسة خالد حسني زعبي (بطاقة تصويت زرقاء) تدعم قطريًا، المرشح المحامي "آفي نافيه" للرئاسة (بطاقة تصويت خضراء)، في حين أنها تدعم قائمة نزاهة المهنة وحقوق الانسان (بطاقة تصويت زهرية) في المجلس القطري.

اليمين الإسرائيلي، كما في باقي سياقات الحياة، له مندوبين عنصريين مُتمادين في نقابة المحامين، وكما في كل ميدان أيضًا، يُحاول كسب الأصوات على حساب العرب، وذلك بالتحريض عليهم والتخويف منهم، مكتفيًا بذلك، بدل طرح برنامج انتخابي عقلاني وطبيعي، فمنذ نحو أسبوعين والمواد الإعلانية العنصرية (تحذّر من مغبة) أن "يسيطر" العرب على لواء الشمال مرّة أخرى، كما ينشرون صورًا للمرشح خالد حسني زعبي مع قيادات من القائمة المشتركة أو صورًا له بالكوفية الفلسطينية، ويستخدمون ذلك "لتأكيد نظريتهم" بأن قائمة (نزاهة المهنة – معًا) ومرشحها للرئاسة أمر خطير يجب إقصائه، خاصة وانه انتخب ليكون أول عربي في لجنة تعيين القضاة في البلاد الامر الذي يعتبره العنصريون خطرا على يهودية الدولة !!! ويحاولون من خلال ذلك بإقناع أكبر عدد من المحامين اليهود بالمشاركة بالتصويت، والتصويت للمرشح اليهودي المنافس – كوكش -  من أجل منع هذا "الخطر" وفق تعبيرهم.

للنقابة تأثير مباشر على المحامين وعلى الجمهور العام والعدالة في إسرائيل

كما أن تحريضًا من العنصريين، وبدعم مباشر جهوري واضح فاضح من قبل جمعية استيطانية متطرفة هي جمعية "إم ترتسو  "، جاء فيه أنهُم يستكثرون على العرب أن يكون المحامي خالد حسني زعبي رئيس لواء الشمال عضوًا في لجنة تعيين القضاة، الأمر الذي قض مضاجعهم وجعلهم لا ينامون جيدًا في الليل !.

ويتناغم هذا التحريض مع محاولات اليمين إضعاف المحكمة العليا من خلال التأثير على تركيبة المحكمة وطريقة تعيينهم، وذلك ضمن الحملة الأكبر التي تحاول تفريغ المؤسسة القضائية من أي إمكانيه للتأثير على القيم الديمقراطية في الدولة.

يذكر أن وزيرة القضاء، أيليت شكيد دأبت منذ دخولها الوزارة على طرح اقتراح قانون لإعادة هيكلة نقابة المحامين بحيث يتم إلغاء الألوية وتفريغها من أي قوه وتأثير، وذلك لتركيز القوه باللجنة القطرية وإلغاء أي قوة ممكنة للألوية، وبضمنها لواء الشمال الذي يمثل غالبية المحامين العرب من أي قوة وتأثير، بما في ذلك المشاركة في لجنة تعيين القضاة.

أمرٌ آخر حاولوا التأثير عليه هو إفشال المصادقة على افتتاح صندوقين انتخابيين في المحكمة الشرعية في باقة والمحكمة الشرعية في الطيبة، إذ أن القانون حتى الآن كان ينص على فتح  صناديق اقتراع في المحاكم المركزية، ولكن كان اقتراح قائمة "نزاهة المهنة وحقوق الإنسان" أن يفتتح صندوق في الطيبة وآخر في باقة وذلك للتسهيل على مئات المحامين من المنطقة الوصول لصناديق الاقتراع.

 يذكر انه وفق الاجراءات المعمول بها حتى اليوم لم تفتح أي صناديق للاقتراع في أي بلد عربي! إلا أن رئيس النقابة اليميني "دورون برزيلاي"، وبدعم مُباشر من وزيرة "العدل" الجديدة "أييلت شكيت" من حزب "البيت اليهودي" العنصري، عارض الموضوع وقدم التماسا للمحكمة ضد هذا الاجراءـ إلا أن قائمة "نزاهة المهنة وحقوق الإنسان" استطاعت إفتتاح هذان الصندوقان عن طريق المحكمة المركزية في اللد التي أقرت بشرعية وقانونية الطلب، واعتبرت أن قرار منع هذه الصناديق فيه إجحاف وتمييز كبير ضد المحامين في المنطقة.

ماذا سيحصل غدًا الثلاثاء

يقول المراقبون، أن حركة نشطة في يوم الانتخابات (الثلاثاء القريب 16.6.2015)، وممارسة المحامين العرب والمحاميين اليساريين العقلانيين لحق التصويت، دون الاستهانة بأي صوت، سيؤدي إلى محافظة المحامين العرب وشركائهم اليهود على استمرار الانجازات في لواء الشمال، وإلا فستذهب  قيادته لليمين وكذلك الأمر في النقابة العامة، كما أن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على التمثيل العربي والتمثيل اليساري في لجنة اختيار القضاة، الأمر الذي سيؤثر أيضًا بشكل مباشر على المحاكم الاسرائيلية وسيرها والإجراءات فيهاـ وحتى على قرارات المحاكم.

الأمر سيؤثر أيضًا بشكل مباشر على الكثير من الخدمات التي تعطيها النقابة بشكل عام واللواء بشكل مباشر للمحامين، مثل استخدام مبنى النقابة الجديد والفخم في لواء الشمال واللجان المهنية المختلفة التي أقيمت (وعددها 26 ) والمحكمة التأديبية ودورات الاستكمال وأمور نقابية أخرى كثيرة هامة.

المحامي رائد عمري عضو لجنة الانتخابات المركزية قال : "إن ما يجري في انتخابات نقابة المحامين هذا العام هو نسخة وجزء مما جرى في الانتخابات العامة بالبلاد ، وسيكون لها تأثير لا يستهان به، وعلى المحامين العرب وشركائهم اليساريين أن يدافعوا عن أنفسهم فيها كما يدافعون عن موكليهم في المحاكم، لما في ذلك من تأثير مباشر عليهم، وعلى الجمهور الواسع أيضًا."

التعليقات