إحراق كنيسة الطابغة: تحريض تمارسه جهات إسرائيلية رسمية

الكنيسة تشهد توافد أعداد كبيرة من الوفود المتضامنة في ظل حالة من الغضب والغليان ومنددين بالجريمة البشعة ومطالبين الشرطة والحكومة الإسرائيلية بأخذ دور جاد أمام هذه الظاهرة المتفشية في السنوات الأخيرة

إحراق كنيسة الطابغة: تحريض تمارسه جهات إسرائيلية رسمية

(أ.ف.ب)

تعرضت كنيسة الطابغة (كنيسة السمك والخبز) الواقعة على الضفاف الشمالية لبحيرة طبريا لاعتداء عنصري، حيث أضرم متطرفون يهود النار فيها واتت على أجزاء كبيرة منها وإحراق كم كبير من الكتب، وخط شعارات بالعبرية تدعو إلى 'إبادة الأغيار'.

وشهدت الكنيسة توافد أعداد كبيرة من الوفود المتضامنة في ظل حالة من الغضب والغليان ومنددين بالجريمة البشعة ومطالبين الشرطة والحكومة الإسرائيلية بأخذ دور جاد أمام هذه الظاهرة المتفشية في السنوات الأخيرة، كما اعتبر البعض أن الأخطر هي حالة التحريض المنفلتة التي تمارسها جهات رسمية في رأس الهرم السياسي الإسرائيلي.

وبدا غضب وسخط كبير لدى النشطاء والمواطنين الذين هرعوا إلى كنيسة الطابغة من القرى المجاورة مثل المغار وعيلبون وغيرهما.

وندد الأب فوزي خوري بهذه الجريمة وقال إن 'هذا المشهد الاجرامي مرعب ونحن نستنكر هذا العمل الإرهابي'. وأضاف أن 'الفاعل ليس فقط من أشعل النار بل هو أيضا من يحرض ويرفض الآخر ولا يقبل بأي نوع من التعددية. وعندما نتحدث ونرفض داعش في الدول العربية نجد أن داعش موجود هنا وبيننا. إن المشهد مؤلم ويعجز اللسان عن الوصف لكن ما يعزي هو حجم التضامن من كافة الديانات'.

أما النائب د. باسل غطاس الذي ندد بهذه الجريمة، فقال إن 'هذا المنظر مذهل وجريمة بشعة أن تمتد أيادي غاشمة وحاقدة. ولا أذكر متى تم حرق كمية كهذه من الكتب. هذه الجريمة تندرج كأصعب جريمة في سلسلة الجرائم وذلك ايضا لقدسية المكان وفظاعة تنفيذ الجريمة مع غياب فعال لدور الشرطة'. وشدد على أن 'مجموعات جباية الثمن لا يهمها المسلم أو المسيحي لأنهم يتغذون على العنصرية الاستيطانية والدينية، والسكوت على مثل هذه الجرائم هي جريمة أكبر. ونطالب دول العالم بالتدخل والضغط لكشف هذه الجرائم واتخاذ الاجراءات ضد مرتكبيها'.

ودعا وديع أبو نصار إلى لجم هذه الظاهرة الخطيرة. وقال 'أعتقد أن هناك فئة ضالة تحتاج الى عمل أمني وتربوي لأن الأمر بات مقلق للغاية وتزداد خطورته أكثر لأنها لم تعد محصورة في مكان واحد بل أصبحنا أمام ظاهرة متفشية في عدة مناطق وتحتاج إلى حلول جذرية'. وأضاف: 'رغم أنه لم تقدم لائحة اتهام واحدة ضد أحد على مدار سلسلة الجرائم التي ظهرت بالسنوات الأخيرة إلا أننا نطالب الشرطة بأن تأخذ دورها وألا تتهاون لما تحمل هذه الأعمال من أبعاد خطيرة ومقلقة على مستقبل التعايش في هذه البلاد وفي الوقت نفسه نحن نتواصل مع مختلف المؤسسات الدولية وآمل أن تكون خطوات فعلية للجم هذه الظاهرة وإدراك حجم خطورتها كما أن واقعنا يحتاج الى تربية وتغيير ثقافي وفكري باتجاه احترام وقبول الآخر'.

من جانبه أكد النائب د. يوسف جبارين على أن إحراق الكنيسة هي 'جريمة بكل المقاييس. والأضرار مذهلة وصاعقة وتدل على حجم العنصرية الموغلة والتحريض على كل ما هو غير يهودي، والآن هذا التحريض يترجم إلى عمل وجريمة دون أن تتخذ الشرطة خطوات فعلية'.

وحول تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن هذه الجريمة، قال جباري إن 'هذه التصريحات ليس لها أي رصيد، لذلك نحن نطالب باستقالة المفتش العام للشرطة. ورغم أنه تمت اعتقالات لشبان من المتدينين اليهود لكن تم إطلاق سراحهم بعد وقت قصير. وعلينا تكثيف العمل الجماهيري، كما علينا التواصل مع المؤسسات الدولية لتعرية إسرائيل وادعائها أنها تحمي الأقليات'.

بدوره قال رئيس مجلس عيلبون المحلي جريس مطر إن 'حجم الجريمة يرمز ويدل على نوعية المجرمين الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال وعلينا أن نتساءل في أي غابة نحن نعيش'. وحول الاعتقالات التي نفذتها الشرطة قال إن 'هناك ما هو أخطر من الفاعل المباشر وهو من يبث مثل هذه السموم وهناك حملة موجهة من العنصريين وعلى الحكومة أن تضع اليد عليهم ونطالب ونناشد الشرطة بأخذ دورها الكامل لمحاصرة هذه الظاهرة التي قد تنعكس على مجمل حياة المواطنين ومستقبلهم في هذه البلاد'.

التعليقات