القيادات العربية الدرزية تؤكد رفضها لحادثي حرفيش ومجدل شمس

تم التأكيد على أن قيادات الطائفة الدينية والسياسية والاجتماعية ترفض بشكل قاطع استعمال العنف بشَتّى وسائله وأساليبه كتعبيرٍ عن موقف معين، وستقوم باتخاذ إجراءات دينية واجتماعية للحد من أعمال العنف.

القيادات العربية الدرزية تؤكد رفضها لحادثي حرفيش ومجدل شمس

التصدي لنداءات التحريض التي قد تدفع البعض إلى القيام بأعمال غير أخلاقية وغير إنسانية

أجمع مشايخ الطائفة العربية الدرزية في البلاد على رفض العنف بكافة أشكاله واستنكارها للأحداث باليومين الأخيرين في قريتي حرفيش ومجدل شمس والتي تمحورت حول قيام بعض الشباب باعتراض سيارات إسعاف تابعة للجيش الإسرائيلي كانت تقل جرحى من المعارضة السورية.

أتى هذا الموقف  عقب الاجتماع الذي عقد ظهر اليوم الثلاثاء، في مقام النبي شعيب بمشاركة القيادات العربية الدرزية في البلاد، وتم خلاله التباحث بالأحداث التي جرت باليومين الماضيين.

وتم التأكيد على أن مشايخ وقيادات الطائفة الدينية والسياسية والاجتماعية ترفض بشكل قاطع استعمال العنف بشَتّى وسائله وأساليبه كتعبيرٍ عن موقف معين، وستقوم باتخاذ إجراءات دينية واجتماعية للحد من أعمال العنف، وبينت رفضها التعرض لأي إنسان أعزل حتى ولو كان عدوا.

وعقب الاجتماع الطارئ لمشايخ الطائفة العربية الدرزية، تم أصدار بيان تلخيصي جاء فيه : 'نشجب ونستنكر وندين، بشكل لا يقبل التأويل، حادث التعرض لسيارة الإسعاف العسكرية في هضبة الجولان والاعتداء على المصابين الذين اقلتهم. القيم والتقاليد المعروفية الأصيلة والمبادئ الإنسانية الأساسية تحرم بشكل قاطع التعرض لإنسان أعزل حتّى ولو كان عدواً. فكم بالحري الاعتداء على جرحى ومصابين داخل سيارة إسعاف، مهما كانت هويتهم أو انتماءاتهم'.

وتابعت القيادات في البيان: 'الطائفة الدرزية عُرِفت بإغاثة المستغيث وإيوائه والحفاظ عليه. ليس من شِيَم أحفاد سلطان باشا الاطرش القيام بهذه الأعمال المرفوضة جملة وتفصيلا ولا نقبلَ أي عذرا لها. قيادة الطائفة الدينية والسياسية والاجتماعية ترفض بشكل قاطع استعمال العنف بشَتّى وسائله وأساليبه كتعبيرٍ عن موقف معين وستقوم باتخاذ إجراءات دينية واجتماعية للحد من أعمال العنف في هذه الفترة الحساسة التي نعيشها'.

وقال البيان: إننا 'نعيش في دولة قانون ويجب العمل والاحتجاج والتظاهر في نطاق ما هو مسموح به فقط. لا يقبل العقل والمنطق أن يقوم البعض بأخذ زمام الأمور متجاهلين القوانين والأنظمة والأعراف. يخطئ من يظن أنّ من مثل هذه الأعمال تحقق ولو مطلبا بسيطًا أو أنها تعود بالفائدة على إخواننا في سوريا'.

على العكس يؤكد البيان، 'فقد تؤدي أعمالٍ كهذه إلى دواعٍ سلبية من شأنها أن تجلب المضرة لإخواننا بالإضافة إلى أوضاعهم غير المستقرة أصلاً. إن تضامننا الشامل والواضح مع الأخوة في سوريا لا يعني أبدا أن يقوم البعض أو القلة بالتصرف بشكل منافٍ للأعراف والمواثيق الدولية المتبع بها حتّى في حالة الحرب'.

وتابع البيان: 'ندعو نهارا وليلا ونعمل جل وقتنا لمناصرة إخواننا في سوريا. لا نتوقف ولو للحظة عن مد لهم يد العون لهم بكل الوسائل المتاحة أمامنا. نصلي ونبتهل إلى عودة الاستقرار والطمأنينة إلى سوريا وإلى شعب سوريا على مختلف طوائفه وأطيافه، هناك من يحاول أن يَشُّقَ موقف الطائفة الموحد في البلاد عبر بث إشاعات هدفها البلبلة وإحداث خلافات. دعونا نُفَوِّتَ الفرصة عليه'.

توجهت قيادات الطائفة بنداء قائلة: 'نناشد شبابنا وإخواننا أينما كانوا التصدي لنداءات التحريض التي قد تدفع البعض إلى القيام بأعمال غير أخلاقية وغير إنسانية وعليه، سنقوم بحملات توعية لدى أبناء الطائفة عامة والشباب خاصة في جميع القرى الدرزية لتجنب أعمال العنف والتحذير من دواعيها'.

وخلص البيان للقول: 'بالرغم من خطورة الحادث، إلا أنه لا يعبر أبدًا عن أبناء الطائفة في البلاد ويجب التعامل معه كحادث استثنائي ناتج عن تضخيم مفتعل للأمور والأوضاع ووضعه في الخانة الملائمة وتقديم من له ضلعٍ بذلك إلى المحاكمة'. 

يذكر أنه للمرة الثانية خلال ساعات معدودة، تعرضت سيارة إسعاف تابعة للجيش الاسرائيلي، مساء أمس الاثنين، للرشق بالحجارة في منطقة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وقام شبان من المنطقة باعتراض مركبة إسعاف، والاعتداء على المصابين، ما  تسبب بوفاة أحدهما، وأشارت تقارير إلى أنه تم الاعتداء على المصابين السوريين بادعاء أنهما من 'جبهة النصرة'.

ويأتي الهجوم على سيارات الأسعاف التابعة للجيش وتقل جرحى سوريين، في إطار احتجاجات العرب الدروز على نقل مصابين من قوات المعارضة السورية للعلاج في إسرائيل في أعقاب جريمة قتل 20 سوريا درزيا على يد مقاتلي جبهة النصرة محافظة إدلب قبل نحو أسبوعين.

التعليقات