المدارس الأهلية: افتتاح العام الدراسي مهدد بالخطر

وقالت الأمانة العامة للمدارس المسيحية في البلاد في بيان أصدرته لوسائل الإعلام وصلت نسخة عنه لـ"عرب 48"" إن العالم المسيحي يتابع هذه الأزمة بقلق بالغ، خاصة الفاتيكان.

المدارس الأهلية: افتتاح العام الدراسي مهدد بالخطر

المدارس الأهلية تعاني من سياسة التمييز

أعلنت الأمانة العامة للمدارس الأهلية المسيحية في البلاد أن افتتاح السنة الدراسية في جميع المدارس المسيحية في البلاد بات مهددًا بالخطر، بسبب التقليصات الكبيرة التي أجرتها وزارة المعارف في ميزانيات هذه المدارس من جهة، وتقييدها بجباية رسوم مدرسية زهيدة، أو مبالغ طائلة من أولياء الأمور، من جهة ثانية، وبسبب عدم التجاوب مع متطلبات هذه المدارس التربوية التي تتعلق بمميزات هويتها التربوية.

وتوجهت الأمانة العامة للمدارس المسيحية برسالة لوزير التربية والتعليم نفتالي بينيت، ولكنها لم تتلق ردًا حتى الآن. فتوجهت الأمانة لرئيس الدولة رؤوبين ريبلين، طالبًة تدخله لحل الأزمة، خصوصًا وأن هذه الأزمة ستسبب أزمة دبلوماسية بين إسرائيل والفاتيكان.

وقالت الأمانة العامة للمدارس المسيحية  في البلاد في بيان أصدرته لوسائل الإعلام وصلت نسخة عنه لـ'عرب 48' إن العالم المسيحي يتابع هذه الأزمة بقلق بالغ، خاصة الفاتيكان. كما عبرت الكثير من الكنائس، رؤساء رهبنات، ومنظمات مسيحية عالمية في ألمانيا، إنجلترا، إسكتلندا، فرنسا والولايات المتحدة الأميركية عن بالغ قلقها إزاء مستقبل هذه المدارس.

وأكدت أنه في حال عدم التوصل لحل، فلن تفتح المدارس المسيحية أبوابها في الأول من أيلول المقبل.

        اقرأ أيضا: وزارة المعارف تخرق الاتفاق والمدارس الأهلية تقرر تصعيد الاحتجاج

وجاء في البيان 'لقد استجاب رئيس الدولة لدعوتنا وقام بتعيين جلسة تجمع وزير التربية والتعليم بممثلي المدارس المسيحية في بيته وبحضوره في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، في محاولة منه لحل الأزمة. وفي حال عدم التوصل لحل، فلن تفتح المدارس المسيحية أبوابها في الأول من أيلول المقبل، وسيناريو الأزمة مع العالم المسيحي سيتحقق'.

وأضاف 'نذكّر أن هناك اتفاقية دبلوماسية أولية بين الفاتيكان ودولة إسرائيل منذ سنة 1993 تعهدت فيها دولة إسرائيل بعدم تغيير الوضع القائم في جميع مؤسسات الكنيسة حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي بين الدولتين. ومع أن المحادثات على الحل النهائي ما زالت جارية بين الدولتين إلا أن دولة إسرائيل أخلّت بهذا البند من الاتفاقية بواسطة الخطوات أحادية الجانب التي اتخذتها ضد المدارس المسيحية'.

تفاقم الأزمة

وتابعت الأمانة العامة للمدارس المسيحية في بيانها 'بدأت الأزمة تتفاقم في أعقاب التقليصات الكبيرة والممنهجة التي اتبعتها وزارة التربية والتعليم بحق مدارسنا، بشكل خاص، في السنوات الست الأخيرة بحيث بلغت نسبتها ما يعادل 45%. هذه الخطوة أثقلت كاهل الأهل والمدرسة التي اضطرت إلى رفع الأقساط التعليمية كي توازن ميزانيتها. إن إدارات هذه المدارس والمسؤولين فيها يعارضون بشدة تحميل الأهل عبء هذه السياسة الجائرة وتطالب الوزارة بالتوقف عن اتباع هذه السياسة المجحفة بحق الأهل والمدارس.

وفقا لمعطيات معهد الأبحاث التابع للكنيست فإن الطالب في المدرسة المسيحية يتلقى دعمًا يعادل 34% فقط مما يتلقاه أي طالب آخر في المدارس الرسمية (وذلك قبل التقليصات الأخيرة منذ سنتين)، وعليه فإن تصريحات الوزارة التي تشير إلى أن نسبة الدعم تتراوح بين 65% إلى 75% غير صحيحة على الإطلاق. ونذكر أن مدارسنا محرومة ومحظور عليها الالتحاق بمشروع أفق جديد رغم مطالبنا المتواصلة. ومن المدهش والمثير فعلا أن يعلن الوزير بالأمس عن خطته خفض عدد الأولاد في الصفوف إلى 32-34 طالبًا واستثناء مدارسنا الاهلية من هذا المشروع.

حرمان طلابنا من نيل حقوقهم التعليمية

وقالت المدارس الأهلية إن 'هذه الخطوات تثير قلقنا البالغ لما لها من أبعاد خطيرة تمس بمستوى عطاء مدارسنا، ونستهجن استبعاد طلابنا من نيل حقوقهم التعليمية والتربوية التي يجب أن يكفلها القانون، والتي يجب أن تشغل القيمين على هذه القوانين. إننا نرفض أن يكون طلابنا الضحية الأولى لهذه السياسة.

إن اتفاقيات الائتلاف الأخيرة التي أبرمت مع الأحزاب اليهودية المتدينة، والتي تقع مدارسها تحت نفس التعريف القانوني لمدارسنا 'معترف بها غير الرسمية' تكفل لها تلقي ميزانيات إضافية تبلغ مئات ملايين الشواقل، بالرغم من أن الدولة تغطي جميع مصاريفها من تعليم، بناء، صيانة وغيرها، مما يعمق الفجوة ويزيد التمييز الصارخ ضد مدارسنا. نحن لسنا ضد أي خطوة تكفل تطوير عملية التعليم في أي جهة وفي أي موقع، لكننا نطالب بأن تشملنا كما تشمل غيرنا بشكل عادل'.

واستطردت 'إن توجهنا لوزير المعارف واضح وصريح: نريد مساواة في الميزانيات تضمن تخفيف العبء الواقع على الأهل أسوة بالمدارس الرسمية أو اليهودية المتدينة. لقد أجرت الأمانة العامة للمدارس المسيحية مباحثات مع مندوبي وزارة التربية لمدة ثمانية أشهر، لكنها وللأسف وصلت لطريق مسدود، مما أدى إلى إنهاء هذه المحادثات، لأن همّ الوزارة الوحيد كان تحويل هذه المدارس إلى مدارس رسمية ووضع اليد عليها وهو عملياً مصادرة هذه المدارس من أصحابها الرسميين.

           اقرأ أيضا: المشتركة تدعم نضال المدارس الأهلية ضد سلبها الاستقلالية

وأكدت المدارس الأهلية المسيحية أنه يتعلم في المدارس المسيحية في إسرائيل قرابة 33 ألف طالب وطالبة من جميع شرائح المجتمع والأديان والطوائف. غالبية هذه المدارس قائمة قبل قيام الدولة وبعضها قبل مئات السنين. هذه المدارس أقيمت على أملاك الكنيسة وبواسطة تبرعات من كنائس ومؤسسات مسيحية من خارج البلاد.

56% من طلاب الناصرة في خطر

وأوضحت الأمانة العامة للمدارس المسيحية أن 'إغلاق المدارس يعني أن 56% من طلاب الناصرة و 70% من الطلاب العرب في حيفا، وأعدادا أخرى في شتى المدن والقرى من الجش في الشمال حتى يافا- تل أبيب والرملة في الجنوب، من أطفال من جيل 3 سنوات وحتى طلاب الثاني عشر سيبقون دون أطر تعليمية إذا لم تستجب الوزارة لطلباتنا العادلة. يؤسفنا جدا أن تصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم، ونتوجه للأهل بأسى وحزن عميقين معلنين أن مدارسنا في وضعها الراهن وإزاء ما تعرضت له من غبن متواصل خلال السنوات الأخيرة غير قادرة على فتح أبوابها في الأول من أيلول. ونحمل كامل المسؤولية للوزارة والقيمين عليها وللحكومة التي لم تحرك ساكنا لوضع حد للإجحاف، وندعوها لإيجاد حل عادل يكفل لهؤلاء الطلاب أطرا تعليمية. وعليه نناشدكم أيها الأهل الكرام، التواصل مع السطات المحلية في قراكم ومدنكم لتأمين أطر تعليمية لأولادكم، في حال لم تفتح مدارسنا أبوابها'.

>> المدارس الأهلية: نواجه أزمة مادية بسبب سياسة الوزارة

>> جبهة الناصرة تتضامن مع المدارس الأهلية ضد سياسة التمييز

التعليقات