دورة "تمكين ودعم ذاتي": وعي نحو الكرامة الانسانيّة

أقامتْ بلديّة النّاصرة، صباح اليوم، احتفالاً ختاميًّا بمناسبة إنهاء دورة "تمكين وتدعيم ذاتي" لعاملات من بلديّة النّاصرة، في المركز الثقافي البلدي على اسم محمود درويش...

دورة

أخذت تُلمّع الزجاج بيديها المتعبتين، وعشرات الطلاب يلهون حولها ويصرخون مستمتعين باستراحتهم الصباحيّة، شعرت بألمٍ حادٍ في ظهرها، لكنّها أبت أن تتوقف عن تلميع شباك غرفة الصفّ، لأنها أن توقفت سيقطع رزقها ليوم كامل، فهي ليست كباقي العاملين، فهي إن مَرِضتْ سيقطع عنق رزقها، لا مستحقات ماديّة لها كما ينصّ قانون العمل، في بند 'مستحقات المرض'، فواصلت العمل والألم معًا.

على إثر هذا المشهد، والذي يعتبر واحد من مشاهد انتهاكات كثيرة، أقامتْ بلديّة النّاصرة، صباح اليوم، احتفالاً ختاميًّا بمناسبة إنهاء دورة 'تمكين وتدعيم ذاتي' لعاملات من بلديّة النّاصرة، في المركز الثقافي البلدي على اسم محمود درويش.

وحضر ختام هذه الدورة، التي اشرفت عليها المستشارة للنهوض بمكانة المرأة، ابتهاج مجلّي، عدّة شخصيات هامّة في المدينة، منها رئيس بلدية الناصرة علي سلام ونائبهِ محمد عوايسي، ورئيسة قسم الشؤون الاجتماعية في بلدية الناصرة آمال فار، واختتمت الدورة، بعد أن عَمِل اختصاصيون على تمرير عشرة ورشات عمل وتوعية لمجموعة من عاملات النظافة في بلديّة الناصرة، بشكل أسبوعيّ، نظرًا لعدة الانتهاكات الحقوقيّة التي يتعرضن لها عاملات النظافة، وحاجة تثقيفهنّ وتوعيتهنّ وتحسين جودة حياتهنّ.

وقد أثنت أغلبية المشاركات على أهمية هذه الدورة التي فتحت لهنّ مدارك اجتماعيّة وثقافية جديدة، وجعلتهن أكثر قدرة على مواجهة ما يعترضهن من انتهاكات ومسّ بحقوقهن.

من جهتها، رأت مجلّي أنّ هذه الشريحة من النساء مهمشة مهمة جدًا، ولذلك يجب الاهتمام بشؤونها ومساعدتها بكل الطرق والسُبُل الممكنة من أجل تمكينهن اجتماعيًا، نفسيًا واقتصاديًا، ومن هنا اهتمت الدورة بعدة جوانب كإدارة ميزانيّة ومصروف البيت، التغلب على الصعوبات اليوميّة، والتعامل مع الأزمات، متابعةً أنّ 'غياب عاملات النظافة يصعب تعويضه في المجتمع، فهم ركن أساس في مجالات الحياة العديدة'.

ومن جهته، عبّر رئيس البلديّة عن فتح أبوابه لجميع العاملات، عارضًا عليهنّ 'تشكيل لجنة مكوّنة من ثلاثة نساء للمطالبة بحقوقهنّ، وأكد سلام أن 'تشجيعهِ لمثل هذه المشاريع التي من شأنها أن ترفع من شأن المرأة، وتخدم المواطنين جميعًا، من خلال تحسين ظروف العمل وشروطه وصون حقوق العاملات وكرامتهنّ'، مباركًا هذه الخطوة بإعلانه دعمها من خلال استمرارهِ المساعدة والإصغاء لهن في المستقبل.

وتشكو العاملة ابتسام أبو ليل التي ضاقت بها المصروفات العائليّة، خاصةً وأنّ لديها أبناء يتعلمون في مدارس مما قد يكلّف عليها عبئًا ماديًا ويشكل أزمة اقتصادية، فهي تعمل حتى في العطل المدرسية التي هي شهرين، ولا تأخذ إلا بحسب الساعات التي تعمل بها، بينما الموظفون الباقون يتقاضون رواتبهم وهم في البيت، وحتى الإضراب هي غير مشموله معه'.

ويُذكر أنّ عدد النساء هو 21 عاملة اتفقن على مواصلة اللقاءات بشكل شهريّ، مما قد يساهم في تحقيق فائدة أكبر لهنّ على المدى البعيد.

 

التعليقات