البروة: آثار حضارة زراعية تعود إلى 10 آلاف عام

الحفريات التي أجريت في موقع القرية المهجرة البروة قد كشفت عن آثار قرية قديمة تعود إلى العصر الحجري الحديث يقدر عمرها بـ 10 آلاف عام

البروة: آثار حضارة زراعية تعود إلى 10 آلاف عام

بينت نتائج دراسة أجراها باحثون من "معهد وايزمان" بالتعاون مع سلطة الآثار، أن الشعوب التي عاشت في الجليل قبل نحو 10 آلاف عام كانت تأكل الحمص والفول والعدس وبقوليات أخرى، وتقوم بزراعتها أيضا، كما تبين أن الآثار التي عثر عليها تدل على تطور اقتصادي واجتماعي.

وقال د. كوبي فاردي، وهو عالم آثار من سلطة الآثار، إن الحفريات التي أجريت في موقع القرية المهجرة البروة، والتي أقيم على أراضيها مستوطنة "إحيهود"، قد كشفت عن آثار قرية قديمة تعود إلى العصر الحجري الحديث يقدر عمرها بـ 10 آلاف عام.

وعثر في المكان على حفرتين غير بعيدتين عن بعضهما البعض، وهما مليئتان بالبذور. وعثر في الحفرة الأولى على آلاف من بذور الفول وبضعة بذور عدس، وفي الحفرة الثانية عثر على أنواع مختلفة من البقوليات، بينها العدس والفول والحمص.

وبحسب د. فاردي، فإن الحفر تشير إلى وجود زراعة في المنطقة. واضاف أن ما يؤكد ذلك هو ما اكتشفته الباحثة فالنتينا كركوتا، حيث قامت بقيام ححم البذور ووجدت أنها بنفس الحجم، ما يشير إلى وجود زراعة حقيقية منظمة، بموجبها يتم جمع البذور لدى نضوجها.

ويقدر الباحثون في "معهد وايزمان" بأن عمر البذور يتراوح ما بين 9890 عاما حتى 10160 عاما، ما يجعلها الأقدم من بين البذور التي يعثر عليها في المنطقة.

وأشار تقرير، نشر في صحيفة "هآرتس"، إلى أن الحفاظ على البذور في حفر تخزين يشير إلى تخطيط زراعي لفترة طويلة، حيث أن البذور التي جرى تخزينها ليس بهدف الأكل فقط، وإنما بهدف الزراعة مستقبلا في السنوات التالية، وهو ما يشير إلى تطور اقتصادي واجتماعي مثير.

كما يشير الكشف إلى أن زراعة الفول في جنوب بلاد الشام بدأت قبل بضعة مئات من السنين مما كان يعتقد استنادا إلى أبحاث سابقة. وبالمقارنة مع البقوليات، فإن الحنطة والشعير لم يعثر عليها في المنطقة، الأمر الذي يؤكد على أن زراعة البقوليات سبق زراعة الحنطة والشعير.

وعدا عن البذور، فقد عثر في المكان على رؤوس سهام وفؤوس ومناجل. كما عثر على نحو 200 قطعة من حجر الزجاج البركاني (أبسيديان)، والذي وصل المنطقة من تركيا، واستخدم لصناعة رؤوس السهام والنصال. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة نظرا لعدم وجود حجر الزجاح البركاني، الذي يطلق عليه حجر السج أيضا، في المنطقة.

التعليقات