حيفا: خطر الإغلاق يتهدد النزل التأهيلي للسجناء العرب

أبلغت مصلحة تأهيل السجين الرسمية في البلاد جمعية بيت النعمة في حيفا بأنها لا تنوي تجديد التعاقد معها لدعم نزل تأهيل السجناء.

حيفا: خطر الإغلاق يتهدد النزل التأهيلي للسجناء العرب

(صورة توضيحية)

أبلغت مصلحة تأهيل السجين الرسمية في البلاد جمعية بيت النعمة في حيفا بأنها لا تنوي تجديد التعاقد معها لدعم نزل تأهيل السجناء.

وأكدت مؤسسة بيت النعمة في حيفا في بيان أصدرته أمس الخميس، إنه "في الوقت الذي يستمر دعم نزل للسجناء اليهود مصلحة تأهيل السجين تبلغ بيت النعمة بإيقاف دعم النزل التأهيلي الوحيد للسجناء العرب في البلاد، وإن إيقاف هذا الدعم يعني الإعلان عن إغلاق النزل وإلحاق الضرر بنزلائه المتواجدين حاليًا بمرحلة علاجية مصيرية لضمان إصلاحهم الاجتماعي وعدم رجوعهم إلى السجون. وقد تذرعت مصلحة تأهيل السجين بأسباب اقتصادية في الوقت الذي يستمر فيه دعم نزل أخرى".

يذكر أن بيت النعمة والذي تأسس عام 1982 على يد طيب الذكر المرحوم كميل شحادة وزوجته أغنس، يهتم بعدة مجالات في العمل الاجتماعي: نزل تأهيلي للسجناء العرب، خدمات اجتماعية لعائلات مستورة ومركز اثراء للأولاد والشبيبة.
 
وتعتبر نسبة العرب الكبيرة من السجناء الجنائيين (42%) الدليل الأبرز على الحاجة الملحة لوجود أطر علاجية وتأهيلية خصيصًا للعرب. هذه الفئة من السجناء تنتمي لها ميزاتها الثقافية الخاصة، وهي بحاجة ماسة إلى إطار علاجي يلائم تقاليدها ولغتها ليتسنى تأهيل هؤلاء السجناء على أفضل نحو للعودة الى المجتمع كأفراد ينعمون بحياة نظيفة، خالية من السموم والجنوح.

ويعتبر النزل الإطار الوحيد القائم في البلاد الذي يُعنى بسجناء عرب مع خلفية إدمان والذين حظوا بإفراج مبكر من لجان الثلث شريطة أن يكملوا علاجهم بنزل بيت النعمة. ويتلقى السجناء بعد إطلاق سراحهم العلاج التأهيلي بالنزل مدة 9 أشهر ضمن إطار عائلي، مهني ومتخصص بمعالجة موضوع الإدمان ومن بعدها يتابع طاقم النزل العلاج خلال تواجد الشخص في بيئته المجتمعية الخاصة.

يقطن حالياً في النزل 13 سجينًا في مراحل متقدمة من العلاج ومصيرهم مجهول حتى الآن، ناهيك عن خطر فشل برنامجهم العلاجي في أي إطار بديل لا يلائم احتياجاتهم.

نجح بيت النعمة على مدار ثلاثة عقود في مساعدة المئات من السجناء العرب، وساهم في إعادة انخراطهم في المجتمع. ويعمل النزل وفق ترخيص من وزارة الرفاه الاجتماعي ويوظف كادرا مهنيا من اختصاصيين اجتماعيين ومرشدين. تعدت نسبة النجاح بالعمل 70%، وهذا مؤشر واضح على نجاعة العمل. وتكللت سنة 2015 بنجاح 19 سجينا بإنهاء الفترة العلاجية المكثفة بنجاح ملحوظ.

وقالت مؤسسة بيت النعمة إن "قرار سلطة تأهيل السجين هذا هو تعسفي ويمس بأدنى حقوق الأقلية العربية. من جهة أخرى لا تزال السلطة تموّل وتشرف على عدد من أطر التأهيل للسجين في الوسط اليهودي".

ورفضت مؤسسة بيت النعمة بشدة هذا القرار وأعلنت عن بدء خطوات احتجاجية منها الإعلامية والقانونية والجماهيرية لإلغاء المخطط لإغلاق النزل وإلحاق الضرر بالأفراد وبالمجتمع العربي على حد سواء.

التعليقات