محمود إغبارية: يجب أن نعيد للعمل الشعبي مكانته

تنفيذا لاتفاق التناوب على رئاسة اللجنة الشعبية في مدينة أم الفحم، في المثلث الشمالي، تولى القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، محمود أديب إغبارية، هذا الأسبوع رئاسة اللجنة الشعبية بالمدينة

محمود إغبارية: يجب أن نعيد للعمل الشعبي مكانته

تنفيذا لاتفاق التناوب على رئاسة اللجنة الشعبية في مدينة أم الفحم، في المثلث الشمالي، تولى القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي،  محمود أديب إغبارية، هذا الأسبوع رئاسة اللجنة الشعبية بالمدينة خلفا للرئيس السابق عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مريد فريد.

وتأتي هذه المهمة كتكليف وليس تشريفا في التحديات الجمة التي يواجهها المجتمع العربي عامة، ومدينة أم الفحم على وجه الخصوص، لا سيما في ظل الهجمة الشرسة والمتصاعدة ضد الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني.

وفي هذا السياق، يرى إغبارية، الرئيس الجديد للجنة الشعبية، أهمية بالغة في تكريس وتنجيع فكرة العمل الشعبي ولا بديل عن ذلك.

في حديثه مع موقع عرب 48، اعتبر إغبارية أن 'أي منصب أو موقع نتولاه في ظل وضعيتنا الخاصة في الدولة العبرية ليس فيه أي تشريف بل هو تكليف وطني ومجتمعي إنساني من الدرجة الأولى، ومسؤولية كبيرة تنبع من روح العمل التطوعي في سبيل نهضة وحماية مجتمعنا لما يتعرض له  من آفات، ومن استهداف سلطوي وتخريب منهجي'.

وأضاف أن 'الأمر يتوقف، أولا، على قدرتنا في تعزيز العلاقة والثقة بين اللجنة الشعبية والبلدية وبين المواطن الذي يشكل محور اهتمامنا الأساس تحت سقف الهم الوطني العام والفحماوي على وجه الخصوص، وهذا يتطلب رؤية وإستراتيجية عمل واضحة ومعرفة استثمار عناصر القوة لدينا، وهي كبيرة، فيما أحسنا استخدامها وتوظيفها'.

وأشار في هذا السياق إلى أنه من المعروف أهمية باقي وسائل المواجهة البرلمانية والإعلامية والقانونية، وكذلك أهمية التدويل التي انطلقت مؤخرا.

وتابع 'أعتقد أن العمل الشعبي هو سيد الأدوات، وعلينا تنجيعه، واستحداث آليات أكثر تطورا بما يتناسب مع المستجدات والتحديات الكبرى، وهذا يتطلب تنسيق وتشبيك عوامل القوة في تضافر وتوحيد الجهود ضمن إستراتيجية عمل وخطة واضحة'.

تحديات كبرى وملفات حارقة

وحول سلم الأولويات اعتبر إغبارية أن جميعها ملفات حارقة، خاصة أن الدولة تتعامل مع مواطنيها العرب بعداء سافر ولا تعترف بهم كمواطنين.

وأشار إلى جملة من الملفات الحارقة، مثل ملف الأرض والمسكن والهدم، وملف العنف والجريمة الذي بات يشكل الخطر الأكبر على النسيج الاجتماعي والوطني مع فقدان الأمن والأمان الشخصي بكل تداعياته وإسقاطاته على البنية والثقافة المجتمعية والوطنية.

 وشدد على أنه 'من ضمن مهماتنا الملحة، سنعمل على تعزيز العلاقة مع قطاعات الشباب والطلاب بصفتهم القوة الأساس، وهذا يستوجب خطة شاملة وبرنامجا لمساعدة الطلاب وقطاعات الشباب وانخراطهم في العمل التطوعي بما يعزز من انتمائهم لبلدهم ومجتمعهم وأخذ دورهم الطليعي، وهذا يستدعي إيلاء ملف الثقافة والشباب أهمية قصوى، وهذا جزء من المهمات المباشرة التي نعمل للاضطلاع بها، وبالتالي أعتقد أن الأمر لم يعد يحتمل التردد والتلكؤ، فجميعها ملفات حارقة، وعلينا أن نستنفر كل قوانا لحماية أنفسنا وتحصين مجتمعنا، وهذا يحتاج إلى عمل مدروس وعمل ميداني مثابر إلى جانب الوسائل الأخرى.

آمل ألا يكون التدويل بديلا

وشدد إغبارية على جملة محاذير هامة، رغم أهمية التدويل والتضامن العالمي، وقال 'علينا استخدام كل السبل الكفيلة بإحراج الدولة العبرية وفضح عنصريتها وعدائها للمواطنين العرب،  لكن أهمية أي خطوة يحددها عملنا الميداني والنضال الشعبي، وعلينا ألا نعول كثيرا على الرأي العام رغم أهميته، بل علينا الاعتماد على أنفسنا أولا، وهذا يتطلب هيكلة أطرنا التمثيلية وتنجيع أدائها سياسيا وميدانيا بما يعزز من خطوة التدويل وحشر المؤسسة الإسرائيلية بالزاوية وإحراجها، وهذا يستوجب التشبيك بين كل القوى الفاعلة والتنسيق مع اللجان الشعبية القطرية لمواجهة التحديات موحدين بوحدة قضايانا ووحدة المصير'.

وأضاف أن العمل الشعبي اليوم يكتسب أهمية أكبر في ظل تصاعد السياسات العنصرية المتمثلة بهدم المنازل العربية خاصة بعد إحالة هذا الملف وبشكل مستهجن لوزارة الامن الداخلي مما يعني أن مساكن المواطنين العرب ستعالج كمسألة أمنية.

ويرى إغبارية أن فكرة التدويل المجردة من مكوناتها الشعبية والسياسية الداخلية من حيث وحدة العمل والتنسيق والنضال الميداني المثابر سيكون بمثابة هروب 'يعكس حالة من اليأس والإحباط من القدرة على التأثير في ساحتنا، وهذا لا يجدي نفعا فحسب، بل بل سيلحق بالغ الضرر بمكانتنا ودورنا وحيوية نضالنا'.

وخلص إلى القول إن 'النضال الشعبي يجب أن يكرس له كل الجهد بصفته الركيزة الأساسية التي ترتكز عليها باقي الأدوات البرلمانية والقضائية والإعلامية والمناورة السياسية، وبدونها نحن نجرد أنفسنا من كل عناصر القوة'.

التعليقات