استعرضت جمعية 'معًا'، أمس الإثنين، بحثا محكما تناول وضع النساء ذوات الإعاقة وأمهات لأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة في النقب، أمام لجنة النهوض بمكانة المرأة في الكنيست.
وأظهرت الدراسة أن نسبة ذوي الإعاقة في النقب من المجموع الكلي للسكان بلغت 22.4% مقارنة مع نسبة 20.6% في المجتمع العربي عامة ونسبة 16 % بالمجتمع اليهودي. كما بينت الدراسة ان نسبة النساء ذوات الإعاقة فاقت نسبة الرجال وبلغت 68% من مجموع ذوي الإعاقة.
وأشارت الدراسة أيضا إلى تدني مستوى الخدمات المُقدمة لذوات الإعاقة أو غيابها التام في بعض الأحيان، وتقول ليهاد أدم التي أجرت البحث أن 'هناك مشاكل في تقديم الخدمات وغياب الوعي بالحقوق إضافة إلى خيبة الأمل من مكاتب الشؤون والرفاه وقصور في تهيئة المؤسسات لذوي الاحتياجات الخاصة وضعف في التشخيص'.
وأضافت آدم قائلة ' ذوي الإعاقة وتحديدا النساء يحظون بمعاملة سيئة ومذلة من العائلة والمجتمع التي تنظر إليهم على أنهم عبئ عليها أو عديمي فائدة'
واستمعت لجنة النهوض بمكانة المرأة في الكنيست لشهادات عدد من النساء منهن، عايدة أبو طه، أم لأربع أولاد ذوي إعاقة والتي ذكرت 'من بين أربعة أولادي، الثلاثة الذين تعدوا جيل العشرين لم يخرجوا يوما من البيت للتعليم، أما بنتي الصغيرة وعمرها 15 عاما فقد دخلت إطار تربوي بعد أن توجهت لمكاتب الشؤون'.
وأشارت أيضا إلى أنه 'لم أتلقى يوما مساعدة من أحد ولا أستطيع القيام بأي شيء آخر لأني يجب أن أتواجد بالقرب من أبنائي وبناتي كل الوقت'.
وقالت عضو الكنيست عن القائمة المشتركة ورئيسة لجنة النهوض بمكانة المرأة، النائبة عايدة توما سليمان، في معرض حديثها 'منذ أن توليت رئاسة اللجنة وضعت نصب عيني الاستماع للأصوات المستضعفة في المجتمع, وتعد النساء البدويات ذوات الإعاقة أكثر الفئات تهميشا وأنا سعيدة برؤيتهن هنا اليوم'.
أما عضو الكنيست عن القائمة المشتركة، د. جمال زحالقة، فقد علق قائلا إنه 'وفقا لدراسة أعدتها وزارة الاقتصاد، فإن الدولة تخسر قرابة السبع مليارات شيكل بسبب تدني الخدمات لعائلات ذوي الاحتياجات الخاصة' وأضاف 'هناك الكثير من النساء ممن يرغبن بالخروج للعمل في حال توفرت الرعاية لذويهن من أصحاب الاحتياجات الخاصة'.
وقالت مديرة جمعية 'معا'، صفا شحادة، إنه 'علينا مسالة ومحاسبة المسؤولين لكشف أي تقصير وتسليط الضوء على معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة من النساء'، كما تساءلت عن غياب الخدمة التام عن النساء في القرى غير المعترف بها 'لا يوجد هناك أي خدمات للنساء من القرى غير المعترف بها حكوميا وهذا ذنب على اثم'.
واستعرضت المكاتب الحكومية المختلفة شتى الخدمات المُقدمة لذوي الإعاقة في النقب. وذكر ميخال جادلبتش، الطبيب العام في لواء الجنوب في وزارة الصحة أن 'معدل نسبة وفيات الأطفال يفوق معدلها العام بثلاث أضعاف كما يعاني موضوع الصحة النفسية في النقب من اختلالات كثيرة'.
اقرأ/ي أيضًا | النكبة مستمرة: مهجرون من النقب يقدسون حق العودة
كما تمت مسائلة ممثلي الوزارات المختلفة من قبل النائبة عايدة توما سليمان حول النقص بالمعطيات وعدم رصد ميزانيات وتخصيص برامج للنساء والأمهات وطالبت بتقديم معطيات وافيه وشاملة حول أوضاع النساء والخدمات خلال أسبوعين.
التعليقات