العراقيب تواصل التصدي للتحريش: إصابة فتاة واعتقال قاصر

يواصل أهالي قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، في منطقة النقب لليوم الثالث على التوالي، صباح اليوم الثلاثاء، لعمليات تحريش الأراضي وفرض أمر واقع عبر تحريشها، بدل الاعتراف بملكية أصحابها.

العراقيب تواصل التصدي للتحريش: إصابة فتاة واعتقال قاصر

العراقيب صباح اليوم الثلاثاء...

يواصل أهالي قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، في منطقة النقب لليوم الثالث على التوالي، صباح اليوم الثلاثاء، لعمليات تحريش الأراضي وفرض أمر واقع عبر تحريشها، بدل الاعتراف بملكية أصحابها.

ولا تزال حالة التوتر والغضب تسود في العراقيب، خاصة بعد أن أقدمت الشرطة على اعتقال فتيين قاصرين من القرية، أمس الإثنين، ثم أطلقت سراحهم، في حين تواصل آليات ما يسمى (الكيرن كييمت) عملية فرض الأمر الواقع تلك تعتبر غير قانونية، حتى بمفهوم القانون الإسرائيلي الذي يشرّع المصادرة.

وعلم 'عرب 48' أن الشرطة اعتقلت فتى قاصرا، اليوم، فيما أصيبت فتاة قاصر وجرى نقلها بواسطة سيارة الإسعاف إلى مستشفى 'سوروكا' في مدينة بئر السبع لتلقي العلاج.

وقال أحد سكان العراقيب، الناشط عزيز صياح الطوري، لـ'عرب 48'، إن 'آليات التجريف تواصل اقتحام أراضينا، صباح اليوم، بهدف تحريشها والسيطرة على ما تبقى لنا من أرض وهي نحو 1300 دونم، كانوا قد فشلوا بالسيطرة عليها في العام 2011 بعد أن صدتهم الجماهير العربية الغاضبة دفاعا عن العراقيب. نحن نؤكد أن كل هذه الجرائم لا تخيفنا ولن تثنينا عن التمسك بأرضنا ووطننا'.

وأضاف أن 'أهالي العراقيب يواصلون ثباتهم وصمودهم على أرضنا، ونهيب بقياداتنا العربية وكوادر الحركات والأحزاب الحضور إلى العراقيب والوقوف مع أهل العراقيب في وجه مصادرة أراضينا'.  

يذكر أن السلطات الإسرائيلية منذ سنوات بمحاولات لتحريش أراضي تقدر مساحتها بنحو 1300 دونم في محيط قرية العراقيب شمال مدينة بئر السبع، رغم أن هذه الأراضي تخضع لإجراءات تسجيل الملكية ومسألة ملكيتها لم تُحسم بعد.

وتجدر الإشارة إلى أنه في ظل غياب تسجيل رسمي لملكية غالبية الأراضي في منطقة النقب، قامت السلطات الإسرائيلية في بداية سنوات السبعينيات بفتح المجال أمام المواطنين في النقب لتقديم طلبات لتسجيل ملكيتهم على أراضيهم وفقًا لقانون تسوية الأراضي الذي سن عام 1969.

وقدم المواطنون العرب في النقب طلبات لتسجيل مئات آلاف الدونمات، ولم تنظر السلطات في الطلبات منذ سنوات السبعينيات إلى يومنا هذا، وقد أطلق على هذه الأراضي اسم 'أراضي تسوية'. وكان أبناء عائلة أبو مديغم قد قدموا طلبات لتسجيل أراضي قرية العراقيب وفقًا للقانون لكن طلبهم، كما باقي الطلبات، لم يبحث حتى الآن.

ويناشد أهالي القرية منذ يوم الأحد الماضي، أصحاب الضمائر الحية والأهل بالتوافد إلى القرية في أعقاب 'اقتحام آليات ما يسمى (الكيرن كييمت) بحماية الشرطة الإسرائيلية ووحدة يوآب الهدامة القرية'.

وتصر السلطات الإسرائيلية على تنفيذ جرائم الهدم والترهيب حيث هدمت آلياتها وجرافاتها قرية العراقيب للمرة الـ100 على التوالي بتاريخ 29.6.2016، وتركت الأهالي تحت العراء قرب مقبرة القرية.

وحاصرت قوات الهدم صباح ذلك اليوم القرية، بعد أن داهمتها معززة بآليات الهدم وبالقوات الخاصة، وهدمت الآليات كافة المنازل في القرية، وشمل الهدم المنازل المقامة داخل المقبرة التي يقيم معظم الأهالي فيها، مما تسبب بحالة من الهلع بين الأطفال والنساء. واقتحمت القوات القرية مرات عديدة، وقامت بتصوير كافة المنازل، في تمهيد لعمليات الهدم، في وقت داهمت فيه المقبرة الإسلامية بالقرية، وحاولت استفزاز الأهالي بجولة وحركات سريعة بالسيارات التي تقلها.

وكانت السلطات قد هدمت القرية في أواخر الشهر الماضي، قبل حلول عيد الفطر، وقبلها في بداية شهر رمضان، مخلفة دماراً وخراباً فيها، فيما يعيد أهلها بناء مساكنهم بعد كل عملية هدم في تحدٍ لممارسات الهدم العنصرية التي تحاول إجبارهم على الرحيل عن مكان سكناهم.

وتطالب إسرائيل أهالي القرية بدفع مبلغ 2 مليون شيقل مقابل مصاريف هدم العراقيب الأول بتاريخ 27.7.2010 وحتى الهدم الثامن. وكانت المحكمة في مدينة بئر السبع عقدت، يوم الإثنين الماضي، جلسة أخرى للنظر بالقضية بعدما ناقشتها بتاريخ 7.2.2016.

ولا تعترف الحكومة بنحو 51 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.

وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص.

ونفذت السلطات الإسرائيلية هدم منازل قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، للمرة الـ100 منذ عام 2010، ويأتي ذلك في إطار مخططات السلطات الإسرائيلية التي تسعى إلى إرغام الفلسطينيين بالنقب على التخلي عن أراضيهم والانتقال للسكن في قرى قائمة من أجل استخدام الأرض لأهداف استيطانية، ولا يزال سكّانها يكافحون ويناضلون لتحصيل حقّهم في عيش كريم لا ينغّصه التّهديد الوجوديّ الدّائم، ما يقابل برفض إسرائيليّ متعنت ومتواصل.

اقرأ/ي أيضًا| التصدي لآليات تحريش أراضي العراقيب واعتقال قاصرين

التعليقات