العراقيب: النساء والأطفال يتحدون قوات وجرافات التدمير

أطلقت الشرطة، مساء أمس الخميس، سراح الشيخ صياح الطوري وأولاده الثلاثة عزيز وعادل وعلي من العراقيب، مسلوبة الاعتراف، في النقب، جنوب البلاد.

العراقيب: النساء والأطفال يتحدون قوات وجرافات التدمير

هذه أرضنا... من العراقيب لن تمروا

أطلقت الشرطة، مساء أمس الخميس، سراح الشيخ صياح الطوري وأولاده الثلاثة عزيز وعادل وعلي من العراقيب، مسلوبة الاعتراف، في النقب، جنوب البلاد.

وكانت الشرطة قد اعتقلت صباح أمس، الشيخ الطوري وأولاده في الوقت الذي استمرت قوات التدمير الإسرائيلية، لليوم الخامس على التوالي، في عدوانها على أهالي القرية الصامدين على أراضيهم، بعدما اعتدت خلال الأيام الماضية على الأطفال والنساء والمتواجدين، وواصلت تجريف وتحريش أراضي القرية.

باقون ما بقي الزعتر والزيتون

ويواصل أهالي قرية العراقيب الصمود والثبات والتمسك بأرض الآباء والأجداد والتصدي لجرائم المطاردة والتجريف ومصادرة الأرض وتهويدها. ويبرز دور النساء والأطفال في التصدي لقوات وجرافات التدمير.

وتشن قوات التدمير منذ ستة أيام هجوما جديدا على قرية العراقيب، التي جرى تدميرها أكثر من مائة مرة خلال السنوات الست الأخيرة. وهاجمت الأهالي من النساء والأطفال والشيوخ والرجال، الصامدين على أراضيهم المهددة، واعتدت على الأطفال والنساء، إذ أصيب عدة أطفال بإغماء كامل، وتم نقل بعضهم إلى المستشفى للعلاج، واعتدت الشرطة بوحشية على عدد من المتواجدين، وأسفر الاعتداء عن كسر كتف أحد أبناء القرية، وجرى اعتقاله أيضا.

ويعم التوتر والغضب في العراقيب، في حين تواصل آليات ما يسمى (الكيرن كييمت) عملية فرض الأمر الواقع تلك تعتبر غير قانونية، حتى بمفهوم القانون الإسرائيلي الذي يشرّع المصادرة.

جرائم هدم المنازل وسلب الأرض

وتواصل السلطات الإسرائيلية منذ سنوات محاولات تحريش ما تبقى من أراضي العراقيب التي تقدر مساحتها بنحو 1300 دونم في محيط القرية شمال مدينة بئر السبع، رغم أن هذه الأراضي تخضع لإجراءات تسجيل الملكية ومسألة ملكيتها لم تُحسم بعد. تجدر الإشارة إلى أنه في ظل غياب تسجيل رسمي لملكية غالبية الأراضي في منطقة النقب، قامت السلطات الإسرائيلية في بداية سنوات السبعينيات بفتح المجال أمام المواطنين في النقب لتقديم طلبات لتسجيل ملكيتهم على أراضيهم وفقًا لقانون تسوية الأراضي الذي سن عام 1969.

وقدم المواطنون العرب في النقب طلبات لتسجيل مئات آلاف الدونمات، ولم تنظر السلطات في الطلبات منذ سنوات السبعينيات إلى يومنا هذا، وقد أطلق على هذه الأراضي اسم 'أراضي تسوية'. وكان أبناء عائلة أبو مديغم قد قدموا طلبات لتسجيل أراضي قرية العراقيب وفقًا للقانون، لكن طلبهم كما باقي الطلبات، لم يبحث حتى الآن.

وتصر السلطات الإسرائيلية على تنفيذ جرائم الهدم والترهيب حيث هدمت آلياتها وجرافاتها قرية العراقيب للمرة الـ100 على التوالي بتاريخ 29.6.2016، وتركت الأهالي تحت العراء قرب مقبرة القرية. وحاصرت قوات الهدم صباح ذلك اليوم القرية، بعد أن داهمتها معززة بآليات الهدم وبالقوات الخاصة، وهدمت الآليات كافة المنازل في القرية، وشمل الهدم المنازل المقامة داخل المقبرة التي يقيم معظم الأهالي فيها، مما تسبب بحالة من الهلع بين الأطفال والنساء. واقتحمت القوات القرية مرات عديدة، وقامت بتصوير كافة المنازل، في تمهيد لعمليات الهدم، في وقت داهمت فيه المقبرة الإسلامية بالقرية، وحاولت استفزاز الأهالي بجولة وحركات سريعة بالسيارات التي تقلها.

وكانت السلطات قد هدمت القرية في أواخر الشهر الماضي، قبل حلول عيد الفطر، وقبلها في بداية شهر رمضان، مخلفة دماراً وخراباً فيها، فيما يعيد أهلها بناء مساكنهم بعد كل عملية هدم في تحدٍ لممارسات الهدم العنصرية التي تحاول إجبارهم على الرحيل عن مكان سكناهم.

يهدمون العراقيب ويغّرمون أهلها

وتطالب إسرائيل أهالي القرية بدفع مبلغ 2 مليون شيقل مقابل مصاريف هدم العراقيب الأول بتاريخ 27.7.2010 وحتى الهدم الثامن. وكانت المحكمة في مدينة بئر السبع عقدت، يوم الإثنين الماضي، جلسة أخرى للنظر بالقضية بعدما ناقشتها بتاريخ 7.2.2016.

ولا تعترف الحكومة الإسرائيلية بنحو 51 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.

وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص.

وتتعنت السلطات الإسرائيلية في سياستها الهدامة إذ تهدف من خلال هدم قرية العراقيب رغم حرمانها كأخواتها البلدات العربية من الخدمات الأساسية وسلب الاعتراف بها إلى إرغام العرب الفلسطينيين بالنقب على التخلي عن أراضيهم والانتقال للسكن في قرى قائمة من أجل استخدام الأرض لأهداف استيطانية، ولا يزال سكّانها يكافحون ويناضلون لتحصيل حقّهم في عيش كريم لا ينغّصه التّهديد الوجوديّ الدّائم، ما يقابل برفض إسرائيليّ متعنت ومتواصل.

ويبقى أهالي العراقيب في صمودهم وثباتهم على أرضهم رغم كل جرائم الهدم وتجريف الأرض وتحريشها والاعتداءات الشرسة، مؤكدين أنه لا يضيع حق خلفه مُطالب مهما طال الزمن، وأنهم باقون في أرض وطنهم ما بقي الزعتر والزيتون.

اقرأ/ي أيضًا | العراقيب: اعتقال الشيخ صياح الطوري ونجله عزيز

التعليقات