الناصرة: تظاهرة حاشدة ضد الملاحقات السياسية

نظمت مساء اليوم، الثلاثاء، تظاهرة بمشاركة مئات من القياديين والنشطاء السياسيين والمواطنين، قبالة دوار الكسارة (البيج)، في مدينة الناصرة، احتجاجًا على سياسة الاعتقالات التعسفية التي أقدمت عليها الحكومة الإسرائيلية ضد قياديي وناشطي التجمع.

الناصرة: تظاهرة حاشدة ضد الملاحقات السياسية

نظمت مساء اليوم، الثلاثاء، تظاهرة بمشاركة مئات من القياديين والنشطاء السياسيين والنشطاء ورؤساء سلطات محلية، قبالة دوار الكسارة (البيج)، في مدينة الناصرة، احتجاجًا على سياسة الاعتقالات التعسفية التي أقدمت عليها الحكومة الإسرائيلية ضد قياديين وناشطين من حزب التجمع الوطني الديمقراطي.

التظاهرة الاحتجاجية التي دعت لها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، شملت كافة الأحزاب العربية ومركبات القائمة المشتركة التي توحدت لمواجهة الهجمة ضد حزب التجمع، بعد استهداف الحركة الإسلامية وإخراجها عن القانون.

وردد العشرات من المتظاهرين هتافات منددة بالاعتقالات التعسفية مثل 'تجمعنا ما بلين شوكة بحلق الفاشيين'، 'ما بنهاب ما بنهاب إسرائيل دولة إرهاب'، 'شدوا الهمة يا شباب تنغير حكم الإرهاب'.

وأكدت جميع مركبات الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني، في التظاهرة، على أن الهجمة التي تشنها السلطات الإسرائيلية ضد التجمع هي هجمة على العمل السياسي العربي في الداخل، وهدفها تجريم العمل السياسي وتحديد سقف النضال العربي.

وأجمعت القيادات العربية في الداخل أنه لا يمكن  قراءة هذه الملاحقة في السياق السياسي الراهن، بمعزل عن حظر الحركة الاسلامية قبل أشهر، وأن ذلك يهدف لتجريم العمل السياسي وتقويضه، ليطال  كل من تراه المؤسسة الإسرائيلية خارجا عن صوت الإجماع الصهيوني، ومتحديا لها.

وفي حديث لـ'عرب 48' قال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، إننا 'نستمد تشجيعًا كبيرًا من الوقفة التي جرى تنظيمها اليوم، في أقل من 24 ساعة، وتبرز مشاركة كل مركبات وقوى التيارات السياسية في مجتمعنا، علمًا أن هذه الملاحقة لا تطال حزب التجمع وحده، بل المجتمع بأسره، بهدف تجريم العمل السياسي'.

وأضاف بركة، أن 'القضية ليست قضية إدارية ولا مالية، فهنالك وسائل وطرق معروفة لإدارة هذه الأمور، ولكن هذه المداهمات البوليسية والاعتقالات، تدل على أن للحكومة أهدافًا أخرى، ألا وهي تجريم المجتمع العربي، وبهذا لجنة المتابعة قررت إصدار صرخة موحدة'.

أما رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، فأكد لـ'عرب 48' أنّ 'الرسالة الأساسية هي الوقوف مع التجمع دون لبس في ذلك، لسنا أبناء اليوم لنعوم على شبر ماء ونقرأ الأمور قراءة ضيقة، بل نحن نقرأ القضايا قراءة سياسية، وهذه المسرحية بأن يأتوا في منتصف الليل لجمع الشباب وكأنّ شيئًا مهولاً قد حدث، فهذا لا ينطلي علينا، بل هو تغييب للجماهير العربية وتجريم للعمل السياسي، وبالأساس هو عنجهية نتنياهو وحكومته في نزع الشرعية عن العمل الوطني العربي'.

وتابع عودة أنّه 'حتى في المعيار القانوني المجرد، فقد نظرت في كافة التهم التي أرفضها جملةً وتفصيلاً، ويجب التعامل مع الموضوع تعاملًا سياسيًا، ونحن جميعًا نقف مع التجمع دون لبس في ذلك'.

بدوره، قال النائب عن حزب التجمع في المشتركة، باسل غطاس، إن 'التجمع الوطني بقياداته وكوادره يواجه في هذه الأيام مخططًا إسرائيليًا صهيونيًا يدار من قبل أجهزة المخابرات للقضاء عليه، بعد أن فشلوا بضربه سياسيًا، ها هم يحاولون القضاء عليه من خلال فبركة ملف جنائي وتوجيه تهم قضايا إدارية مالية وفساد مالي لا أرض لها ولا أي رابط لها مع الواقع'.

وتابع غطاس، أنّه 'حتى لو كان هناك مخالفات ماليّة تقع في نطاق مراقب الدولة بإدارة تمويل الأحزاب، كما يجري مع الليكود ومع حزب العمل ومع الأحزاب الأخرى، فما يجري هناك لا ينطبق علينا، فهم يريدون قطع رأس الحركة الوطنية ورأس التجمع ولكنهم لن يستطيعوا فعل ذلك'.

ومن جهته، أعرب النائب جمال زحالقة، أن 'هناك حملة ملاحقة سياسية مسعورة ضد التجمع الوطني الديمقراطي في إطار الحملة ضد الجماهير العربية جميعها، وهي حملة يقودها بنيامين نتنياهو، بدأت بإخراج الحركة الإسلامية عن القانون وكان هناك قانون الإبعاد الذي يستهدف التجمع والآن هناك حملة اعتقالات تعسفية ضد قيادات وناشطين في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، نحن الآن لا نواجه هذه الحملة وحدنا بل بوحدة صف تشارك فيها كافة الأحزاب في الداخل، لأن هذه الحملة تستهدف كافة الجماهير العربية وليس التجمع بعينه'. مؤكدًا أن 'هذه الوحدة ستحطم كل المؤامرات ونستطيع منع استهداف أحزاب سياسية أخرى في المستقبل'.

وفي هذا السياق، قال رئيس بلدية طمرة، سهيل ذياب، إنّه 'شارك في هذه الوقفة التضامنية مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي، لنعلن أننا ضد الأعمال التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية بملاحقة أعضاء التجمع، فالتجمع هو حزب كبير ويمثل شريحة كبير من الجماهير العربية، ومن هنا نقول كفى لملاحقة النواب العرب والمواطنين والقوميين والوطنيين العرب'.

وعن بلدية الناصرة، ألقى مدير مكتب رئيس بلدية الناصرة، سليم غميض، كلمة خلال التظاهرة، أكد فيها أن 'الكلمة الواحدة التي تقولها كافة الأحزاب العربية، بالردّ على هذه الهجمة الشرسة تكون من خلال صناديق الاقتراع، والوصول إلى 15 عضو للقائمة المشتركة، مشيرًا إلى أنه 'لا يمكن أن نهزم، ونحن ماضون في طريقنا رغم كل الظروف'.

وعن الحركة الإسلامية الشمالية، أفاد عبد الحكيم مفيد، أنه 'منذ حظر الحركة الإسلامية والسلطات الإسرائيلية تحاول خلق حالة مفادها وجود مجموعات متطرفة تعيش في الداخل، ومحاولة نزع الشرعية من المواطنين العرب، هي محاولات لإعادتنا لأيام الحكم العسكري المتطرف، إضافةً إلى محاولات لتقسيمنا وخلق صورة أن هنالك مجموعة إسرائيلية ومجموعة أخرى غير إسرائيلية، ولكننا نؤكد أننا فلسطينيون'.

اقرأ/ي أيضًا | ملاحقة التجمع: اعتقالات ترهيبية والتفاف شعبي

ومن جهتهِ أكّد نائب رئيس الحركة الإسلاميّة، منصور عباس، على تضامنه مع حزب التجمع الوطني بعد الملاحقات السياسية التي تعرض لها، قائلاً، إن 'رسالتنا واضحة، ألا وهي أنّ على إسرائيل الكف عن هذه الملاحقات والتعامل بالقيم الديموقراطية، فاليمين الإسرائيلي يحاول تعزيز موقعه وشعبيته في الوسط اليهودي من خلال تخويف جماهيرنا العربيّة'.

التعليقات