المتابعة تطلق كراسة مصطلحات المدنيات البديلة للمنهاج الإسرائيلي

المتابعة جمعت بين الأطر المهنية، وذوي الاختصاص وبين مبادرات قائمة لإصدار هذه الكراسة،بركة: نخرج من دائرة توصيف النواقص إلى طرح البدائل، والكراسة قابلة للتعديل والتطوير.

المتابعة تطلق كراسة مصطلحات المدنيات البديلة للمنهاج الإسرائيلي

أعلن في مؤتمر صحفي في مكاتب لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية عصر اليوم الإثنين، عن إصدار الكراسة البديلة، لكراسة مصطلحات المدنيات الصادرة عن وزارة التعليم، المليئة بالنواقص وتشويه الحقائق.

مصطلحات بديلة

وتتضمن الكراسة، تعريفات ورؤية بديلة للمصطلحات الإسرائيلية حول سلسلة من القضايا المرتبطة بالجماهير العربية بالداخل كأقلية قومية، مصطلحات تاريخية ووطنية، تعريفات بالنكبة والأحداث التي سبقتها وتلتها من منظور فلسطيني وطني، إلى جانب إبراز أهم الأحداث التاريخية في نضال الشعب الفلسطيني، مثل: الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939، النكبة، الحكم العسكري، مجزرة كفر قاسم، يوم الأرض، هبة القدس والأقصى،  اللجنة القطرية ولجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب، القرى العربية التي لا تعترف بها إسرائيل، مصادرة الأراضي وقضايا الأرض والمسكن.

وتفتقر كراسة المصطلحات الإسرائيلية إلى بوصلة قيميّة إنسانية كالتي تشير إليها خطة تدريس الموضوع، لا بل إنها ترفع من شأن فصل الدولة اليهودية ومركّباتها، مقابل تفريغ فصل الديمقراطية من مضمونها القيمي والجوهريّ، فيما تهمش التاريخ العربي والفلسطيني وتغيب الرواية الفلسطينية بشكل تام.

الكراسة تطرح القضايا الخلافية

وعقد المؤتمر بمشاركة رئيس المتابعة،محمد بركة الذي أكد أن المتابعة هي السقف الجامع لجميع الجهات ذات الصلة وذوي الاختصاص الذين يعملون للمصلحة الحقيقية للجماهير العربية. في حين قال مركز المشروع البروفيسور أسعد غانم، إن هذا المشروع الأول من نوعه، يطرح البدائل في القضايا الخلافية، مع ما تنشر الوزارة. وتنشر الكراسة ابتداء من اليوم على موقع لجنة المتابعة العليا الذي تم تدشينه اليوم: www.almotabaa.com

وافتتح البروفيسور غانم المؤتمر الصحفي، ووجه تحياته إلى جميع الأطر التي نشطت في هذا الجهد الجامع، وهي منتدى معلمي المدنيات العرب، وجمعية حقوق المواطن في اسرائيل، و'دراسات'- المركز العربي للحقوق والسياسات، لجنة إمتابعة قضايا التعليم العربي، وجمعيات ومؤسسات وأكاديميون ومعلمون عرب، كما وجه التحية إلى المربي عمرو إغبارية المختص بالمدنيات. وقال غانم، أوجه الشكر الخاص إلى رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، الذي أطلق المبادرة الأولى، خلال اجتماع للجنة التعليم البرلمانية التي بحثت في موضوع المدنيات قبل عدة أشهر.

واستعرض غانم، محطات العمل، وشدد على أن الكراسة تطرح القضايا الخلافية التي تظهر في كراسة وزارة التعليم، مثل قضية الهوية، والنظرة إلى الدولة اليهودية، وأيضا مكان المساواة والديمقراطية، وغيرها من القضايا. وقال، إن الحكومة تتعامل معنا كمواطنين من الدرجة الثانية، أو مجرد رعايا، إلا أن الجهد في إصدار هذه الكراسة، يثبت مرّة أخرى، أننا مجتمع قوي، تتواجد به طاقات مهنية ملتزمة بقضاياه ومتمكنة من مجالات عملها وتستطيع أن تطرح الحلول لأبنائه، في كل مجالات الحياة.

بركة: نطمح أن يكون لنا حكم ذاتي ثقافي

وقال رئيس المتابعة محمد بركة إننا بهذا المشروع نخرج من دائرة توصيف النواقص، لنضع بدائل ورؤى، وهذا واقع جديد وقد يأتي يوم ونقول فيه إن هذا لليوم سجل مرحلة، جديدة في شكل مواجهتنا للقضايا. وقال، إن هذه المبادرة الأولى، ستكون فاتحة لمبادرات أخرى، من بينها على سبيل المثال ما يغني ويثري منهاج اللغة العربية.

وأعلن بركة عن تدشين موقع لجنة المتابعة على الإنترنت بنشر مادة المدنيات. وقال إنه في الأيام المقبلة سيتواصل العمل لاستكمال الموقع. ووجه بركة تحياته إلى جميع الأطر والمختصين الذين عملوا على هذا المشروع، وخص بالذكر البروفيسور أسعد غانم الذي كان الشخص الدافع والمتابع لبلورة هذه الكراسة إضافة إلى مساهمته المباشرة في الصياغات. وقال إن المتابعة بدورها كانت السقف الجامع لكل اصحاب الخبرات والمختصين، وهذا ما نسعى له كمتابعة في عدة مجالات.

وتابع بركة قائلا إننا نطمح أن يكون لنا حكم ذاتي ثقافي للمواطنين العرب، كي نكون شركاء في صياغة المناهج وليس مجرد متلقين. وأشار بركة إلى أن المبادرة متحركة، وتوجه إلى كافة ذوي الاختصاص لأن يقدموا ملاحظاتهم ورؤاهم لغرض الاقتراب إلى الاكتمال.

 طرح مبادرة استثنائية

وشارك في المؤتمر الصحفي، ممثلو الأطر المشاركة وذوي الخبرات، من الذين شاركوا في العمل، فقد أثنى المربي محمد حيادري، رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، الذي حيّا المبادرة والجهد الجماعي، طارحا العديد من القضايا الشائكة التي تواجه كوادر المعلمين، مع المنهاج الرسمي. وقدم المربي المختص عمرو إغبارية، الذي كان أحد الاشخاص المركزيين في صياغة الكراسة، والدمج بين المبادرات، إننا لا نطرح رد فعل، بل نطرح مبادرة استثنائية، وهو فاتحة لتغيير في هذا الاتجاه.

وقالت الاستاذة داليا حلبي من مركز 'دراسات'، إن المركز بدأ بمشروع قبل عام، ولكن رأى أهمية للعمل المشترك في هذا المشروع الهام والحيوي. وقدم المربيان شرف حسان وخلود ادريس، من جمعية حقوق المواطن، مداخلتين حول المضامين، وقال حسّان، إن هذا المشروع يؤكد أننا لسنا عاجزين، بل قادرون.

خلفية المبادرة

وجاء في بيان لطواقم العمل، عن خلفية المبادرة، أنه 'مع مطلع العام الدراسي الماضي (2015-2016) أصدر قسم التفتيش على موضوع المدنيات ملف المصطلحات الرسمية والذي حدد المركبات المطلوبة لتعريف وعرض المصطلحات المختلفة في موضوع المدنيات، والتي يجب أن يعتمد عليها الطلاب في إسرائيل في كتابة إجاباتهم في امتحانات بجروت المدنيات'.

ورأت كافة الأوساط المهنية والسياسية، كما جاء في البيان، أن 'كراسة المصطلحات الرسمية تفتقر إلى بوصلة قيميّة إنسانية كالتي تشير إليها خطة تدريس الموضوع، لا بل أنه رفع من شأن فصل الدولة اليهودية ومركّباتها، مقابل تفريغ فصل الديمقراطية من مضمونه القيمي والجوهري وذلك عن طريق تقليص تعليم فصل الديمقراطية ومحاولة حصر الديمقراطية بإجراءات تنفيذية، فقط لا غير، أهمها حكم الشعب وحسم الأكثرية، مع محاولة طمس مفهوم الديمقراطية الذي يشير إلى ضرورة الحفاظ على حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وتقبل المختلف والتعددية'.

وأضاف البيان، أنه 'نتيجة تغييب وتجاهل المختصين والمهنيين العرب، من معلمين ومرشدين وأكاديميين، في سيرورة كتابة كراسة المصطلحات، جاءت بعض مضامينه بشكل مغاير تماما لما نريد لها أن تكون، خاصة المصطلحات التي لها دلالة تاريخية وتعرض الرواية الصهيونية متجاهلة روايتنا الفلسطينية، مثل المصطلحات التي تعرّف وتعرض الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل: العرب في إسرائيل؛ المسيحيون في إسرائيل والدروز في إسرائيل'.

وأشار البيان إلى أن 'المحكمة العليا قامت في أواخر شهر تموز الفائت بإصدار أمر مؤقت لإيقاف العمل بهذه الكراسة نتيجة الشوائب التي تخللت عملية إصداره والمغالطات الموجودة في بعض المصطلحات والمضامين، على حد تعبير القضاة'.

وتابع البيان أنه 'لما في الأمر من أهمية ورمزية في آن واحد، وانطلاقا من رؤيتنا المغايرة تماما لما يمثله الملف الرسمي، جاءت مبادرة، لطرح كراسة بديلة، بدعم من لجنة المتابعة العليا، لتشكيل طاقم مهني، يضم منتدى معلمي المدنيات، ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي، وأطر تنشط في مجال التربية والتعليم: جمعية حقوق المواطن في اسرائيل، ودراسات – المركز العربي للحقوق والسياسات، وأكاديميون ومعلمون عرب، بتركيز البروفيسور أسعد غانم'.

ووأضاف 'تتضمن الكراسة، تعريفات ورؤية بديلة لسلسلة من القضايا المرتبطة بجماهيرنا العربية، بدءا من تعريفنا كأقلية، وتعريفات النكبة وما قبلها وما بعدها، وأحداث وأيام تاريخية وكفاحية في جماهيرنا العربية، مثل: الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 / نكبة 48 / البقاء/ الحكم العسكري/ مجزرة كفر قاسم/ يوم الارض/ هبة القدس والاقصى/  اللجنة القطرية ولجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب/ القرى الغير معترف بها في إسرائيل'.

ووضح أنه 'لحساسية الموضوع، ولتفادي أي ضرر قد يلحق بالطلاب الذين يتقدمون للبجروت في موضوع المدنيات والملزمين في كتابة الإجابات وفق الموجّه الرسمي، تلخص عملنا بإجراء إضافات فقط على المصطلحات المختلفة، أو إضافة مصطلحات مع الإبقاء على النسخة الأصلية التي اصدرها التفتيش على موضوع المدنيات بحذافيرها'.

اقرأ/ي أيضًا | زعبي: المطلوب توحيد موقفنا من التعاطي مع كتاب المدنيات

وأكد أنه 'يمكن لطلابنا ومعلمينا الاعتماد على هذا الملف كمصدر مقبول لامتحانات البجروت دون أي خوف أو تردّد. فهذا الملف مطابق تماما للملف الذي اصدرته الوزارة، باستثناء الإضافات النوعية ( كتبت بخط مغاير وتم تلوينها باللون الاصفر ووضعها بين أقواس) التي تعبر عن رؤيتنا المغايرة لبعض القضايا/ المصطلحات المتداولة في هذا الملف'.

التعليقات