النقب: مواجهات وإصابات واعتقالات في بير هداج

اندلعت مواجهات اليوم، الأربعاء، بين الشرطة الإسرائيلية وشبان في قرية بير هداج بالنقب، جنوب البلاد.

النقب: مواجهات وإصابات واعتقالات في بير هداج

صور من المكان

اندلعت مواجهات اليوم، الأربعاء، بين الشرطة الإسرائيلية وشبان في قرية بير هداج بالنقب، جنوب البلاد. 

وقال شاهد عيان أنه 'خلال المواجهات وقعت عدة إصابات ونفذت الشرطة حملة اعتقالات ضد الشبان'.

وقالت مصادر في القرية إن 'المواجهات اندلعت في أعقاب قيام السلطات بإلصاق أوامر هدم وإخلاء كافة منازل عائلة أبو مريحيل خلال 24 ساعة، التي أعيد بناؤها في أعقاب هدمها قبل نحو أسبوعين'.

وقال ابن قرية بير هداج، سلامة أبو عديسان، لـ'عرب 48'، إننا 'اعتدنا منذ سنوات على الاقتحامات التي تنفذها المؤسسة الإسرائيلية على القرية دون أن يتركوا أي مجال للتفاوض، حيث تعتقد بأن فرض القوة سيجلب لها الحل، ولكن ذلك سيؤدي إلى تدهور الأمور'.

وأكد إننا 'لن نرحل عن قرية بير هداج حتى لو كلفنا ذلك غاليا كوننا سكان هذه الأرض الأصليين، ومن ناحية أخرى نحن شعب يؤمن بالمفاوضات ولا يستسلم أمام القوة'.

يذكر أن أهالي بير هداج قدموا يوم الأحد قبل الماضي 16.10.2016 نموذجا فريدا مارسوا فيه حق العودة عنوة، بعدما أقدموا في ليلة بلجاء عام 1994 على حمل امتعتهم واصطحبوا ماشيتهم إلى أرضهم، بعدما هُجروا منها إبان النكبة، وتم تجميعهم في منطقة وادي النعم، التي حولتها إسرائيل مكبا للنفايات الكيماوية.

وقد سكن النقب قرابة مئة ألف نسمة تم تهجير غالبيتهم إلى دول عربية مجاورة، وقد بلغ تعداد اللاجئين الفلسطينيين من قضاء بئر السبع وفقا لإحصاءات فلسطينية قرابة المليون، وقد تبقى 12 ألفا منهم، قامت إسرائيل بتركيزهم في تجمعات سكنية في النقب.

وتقوم إسرائيل بعمليات هدم واسعة للبيوت في النقب طالت أكثر من ألف منزل العام المنصرم، في مسعى للسيطرة على الأراضي الشاسعة في النقب والتي تعادل ثلثي فلسطين التاريخية.

ونجح أهالي بير هداج بانتزاع الاعتراف بقريتهم في العام 2004، بعد عقود من النضال أبدوا فيها صلابة وشدة في ظل محاولات إسرائيل المستمرة للنيل منهم والتضيق عليهم، خشية أن تصبح تجربتهم التي بقيت استثنائية مثالا يقتدى به.

وقد سعى أهالي القرية لإقامة قرية زراعية تنسجم ونمط حياتهم وتوصلوا لاتفاقية في هذا الشأن في نهاية العام 2003، إلا أن إسرائيل وبعد أكثر من 13 عاما ضربت بهذه الاتفاقية عرض الحائط، وتحاول اليوم إعادة الزمن الى الوراء والتراجع عن الاتفاقية المبرمة.

وتستمر السلطات الإسرائيلية بجرائم هدم المنازل العربية في منطقة النقب، بادعاء عدم ترخيصها، في حين يناشد المواطنون العرب في النقب وكافة الأهل في الداخل الفلسطيني كافة المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية زيارة النقب ومشاهدة حجم الجريمة المقترفة بحق أهله.

يذكر أن 51 قرية في النقب سلبتها حكومات إسرائيل حقها بالاعتراف وحرمت أهلها من الخدمات الاجتماعية، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.

اقرأ/ي أيضًا| النقب: أهالي بير هداج يمارسون حق العودة ويتحدون المستوطنين

ويشار إلى أنّ العرب في النقب يكافحون ويناضلون لتحصيل حقّهم في عيش كريم لا ينغّصه التّهديد الوجوديّ الدّائم، ما يقابل برفض إسرائيليّ متواصل.

التعليقات