انطلقت بعد ظهر اليوم، الجمعة، مسيرة حاشدة في مدينة يافا بمنطقة الساحل، تحت عنوان 'لا للعنف ضد النساء، نعم للحق في الحياة'، وسط مشاركة المئات من أهالي يافا والمنطقة من كافة الأطر السياسية والاجتماعية، في أعقاب جريمتي القتل اللتين راح ضحيتهما، هويدة شوّا وهدى كحيل أبو سراري في غضون أقل من أسبوع.
وانطلقت المسيرة التي دعت إليها ناشطات من مدينة يافا، في تمام الساعة الثانية ظهرًا من شارع يفت 142، حيث جاب المتظاهرون المسيرة مشيًا على الأقدام، وصولًا إلى حديقة الغزازوة.
وكان من بين المشاركين في المسيرة النائبتين حنين زعبي وعايدة توما سليمان عن القائمة المشتركة، بالإضافة إلى ذوي ضحايا القتل في الآونة الأخيرة، ونشطاء اجتماعيين وسياسيين.
ورفع المتظاهرون لافتات منددة بالقتل والإجرام، وتقاعس الشرطة تجاه مكافحة العنف والجريمة، كما هتف المتظاهرون شعارات من بينها 'دم المرأة مش رخيص'، 'احنا هون وينك يا قانون'، 'الصمت هو شريك في القتل'.
وقالت حياة أبو شميس 'خرجنا كي نقول كفى للعنف، ولنقول إن المرأة هي أساس المجتمع، وأن أحدا لم يصرح لأي إنسان بتعنيفها وطمس حريتها'.
وتابعت أن 'النساء اللواتي قتلن كانوا ضحايا لعنف المجتمع الذكوري رغم أنهن كن مهددات لم يستطع أحد إنقاذهن. وها نحن نطلق صرخة موحدة ضد هذه الظاهرة ومحورها، ونقول إن هذه قضيتنا كلنا وليست يافا فحسب'.
وأضافت أن 'الصرخة كانت موجهة للكل بدءًا من الشرطة على تقاعسها إضافة للتربية في البيوت، والذي يربي بعضها على العنف منذ الصغر في نفوس الأطفال، وإضافة إلى تربية مفاهيم ذكورية في المجتمع. الديانات كلها وأخص بالذكر الدين الإسلامي هي أديان تسامح ومن يقوم بهذه الأعمال لا تربطه أي صلة بالدين'.
وقالت الفنانة ربى بلال عصفور إن 'الإحساس مؤلم جدا في هذه اللحظات، وأنا أعلم أن هذه الصرخة التي سنطلقها ليست للموجودين هنا في هذه التظاهرة، إنما للذين يمكثون في البيت ويؤمنون بتعنيف النساء، ويطمسون حقهن ولا يبالون بهن'.
وتابعت أن 'كل النساء الذين قتلن لم يتوقعن ذلك، وكل واحدة فينا متوقع أن تقتل في أي لحظة. العنف ليس فقط القتل إنما طمس الحريات وكبت الآراء'.
واختمت حديثها قائلة 'للرجال أقول: احترموا النساء رجاء ولا تصمتوا على تعنيفهن وتهميشهن من المجتمع فهن أمهاتكم وأخواتكم، وكل مرة ترون العنف ضد النساء تكلموا استنكروا ولا تخجلوا فهذا أقل واجب تؤدونه'.
اقرأ/ي أيضًا | نساء يدفعن حياتهن ثمنا للصمت والتخاذل
يذكر أن جرائم العنف ضد النساء العربيات، تصاعدت في الآونة الأخيرة وبلغت في عشرات الحالات القتل، مع الإشارة إلى أنه تخيم أجواء من الحزن والغضب الشديدين على يافا بعد فقدانها اثنتين من بناتها.
التعليقات