بعد الهدم... تدمير محاصيل زراعية للعرب بالنقب

شرعت الجرافات الإسرائيلية التابعة لما يسمى 'دائرة اراضي إسرائيل'، صباح اليوم الأحد، في تدمير وإبادة المحاصيل الزراعية للعرب في النقب، في الوقت الذي تواصل لجان التنظيم والبناء بتوزيع إخطارات الهدم والإخلاء لعشرات المنازل.

بعد الهدم... تدمير محاصيل زراعية للعرب بالنقب

شرعت الجرافات الإسرائيلية التابعة لما يسمى 'دائرة اراضي إسرائيل'، صباح اليوم الأحد، في تدمير وإبادة المحاصيل الزراعية للعرب في النقب، في الوقت الذي تواصل لجان التنظيم والبناء بتوزيع إخطارات الهدم والإخلاء لعشرات المنازل والمحاولات لإخلاء وتهجير قرية أم الحيران.

وواصلت الجرافات تساندها قوات كبيرة من الشرطة على حرث وتدمير آلاف الدونمات الزراعية التابعة للمواطنين في التجمعات السكنية العربية والقرى التي لا تعترف بها إسرائيل.

وقال خالد أبو خرمه إن 'قوات الهدم والخراب بدأت صباح اليوم بحمله جديدة لحرث المحاصيل الزراعية للمواطنين العرب في عدة قرى في النقب'.

وأضاف أبو خرمة: ' هذه الحملة المسعورة هي استمرارا لحملات التي نشهدها في الأسابيع الأخيرة وتهدف بالأساس إلى زرع اليأس في نفوس المواطنين وحرمانهم من الاستفادة من محاصيلهم الزراعية ودفعهم على الرحيل'.

وأكد أن الأهالي يتصدون لهذه المحاولات ويصرون على البقاء في الأرض ومواصلة زراعتها وحرثها، وسيفشلون بصمودهم مخططات التهجير والترحيل.

وأثنى على صمود الأهالي في الأرض رغم الهدم والتشريد ومحاولات الاقتلاع لهم بتدمير المحاصيل الزراعية.

وتشكل إبادة المحاصيل الزراعية للعرب في النقب حلقة أخرى في سياسة المؤسسة الإسرائيلية وملاحقتها لعرب النقب في إطار سعيها الحميم للسيطرة على الأرض والهيمنة عليها، وفي كل عام وقبيل الحصاد وبعد أن تتزين الأرض باللون الأخضر   تتقدم جرافات عملاقة تابعة لما يسمى بدائرة الأراضي لتحدث خرابا ودمارا واهلاكا وإبادة للمحاصيل الزراعية لتتحول الأرض من خضراء يافعة إلى صفراء قاحلة في مشهد مؤلم يدمي القلب.

والحديث يدور عن إلحاق الأذى بعشرات آلاف الدونمات في كل عام في كافة أرجاء النقب، بحجة أن الأرض التي تم زرعها ليست ملكا لأصحابها حتى وأن ملكوها من الآباء والأجداد منذ عقود طويلة من الزمن، ويبدو المشهد مؤثرا للغاية في نفوس أصحاب الأرض وهم يرون آليات الدمار والخراب تعيث في أرضهم فسادا بعد أن كانوا ينتظرون بفارغ الصبر حصاد زرعهم وتوفير الاعلاف لمواشيهم وما هي إلا سويعات قليلة حتى تبدو حال الأرض جرداء.

وأثبتت التجارب على مر السنين أن إهلاك الزرع في النقب كانت له الثمار الإيجابية في تطوير وتنوع وسائل الصمود والتحدي والرباط على الأرض وتعميق لمفهوم قدسية الأرض والحفاظ عليها وغرس نبتة الأيمان في قلوب أصحابها بأنها لب الصراع المحتدم بين المؤسسة الإسرائيلية وأهل النقب.

ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.

التعليقات