النقب: جرافات السلطات تواصل حرث الأراضي وإبادة المحاصيل

لليوم الثاني على التوالي وتزامنا مع جولة يقوم بها وزير الزراعة أوري أريئيل ووزيرة القضاء أييلت شاكيد، في قرى النقب اليوم الإثنين، تواصل السلطات الإسرائيلية ممارساتها واعتداءاتها ضد المواطنين العرب في النقب، حيث تقوم بحرث آلاف الدونمات وإبادة المحاصيل الزراعية التي تعود للمواطنين بحجة أنها أرض تابعة للدولة!

النقب: جرافات السلطات تواصل حرث الأراضي وإبادة المحاصيل

النقب، اليوم (تصوير خالد أبو خرما)

لليوم الثاني على التوالي وتزامنا مع جولة يقوم بها وزير الزراعة أوري أريئيل ووزيرة القضاء أييلت شاكيد، في قرى النقب اليوم الإثنين، تواصل السلطات الإسرائيلية ممارساتها واعتداءاتها ضد المواطنين العرب في النقب، حيث تقوم بحرث آلاف الدونمات وإبادة المحاصيل الزراعية التي تعود للمواطنين بحجة أنها أرض تابعة للدولة!

وواصلت الجرافات الإسرائيلية التابعة لما يسمى 'دائرة اراضي إسرائيل'، صباح اليوم الإثنين، إبادة المحاصيل الزراعية للعرب في النقب، في الوقت الذي تواصل لجان التنظيم والبناء بتوزيع إخطارات الهدم والإخلاء لعشرات المنازل والمحاولات لإخلاء وتهجير قرية أم الحيران.

ونفذت الجرافات تجريف الأراضي بحماية قوات كبيرة من الشرطة في عدة قرى في النقب.

وقال خالد أبو خرما، إن 'هذه الحملة المسعورة هي استمرار لحملات التي نشهدها في الأسابيع الأخيرة وتهدف بالأساس إلى زرع اليأس في نفوس المواطنين وحرمانهم من الاستفادة من محاصيلهم الزراعية ودفعهم على الرحيل'.

وتشكل إبادة المحاصيل الزراعية للعرب في النقب حلقة أخرى في سياسة المؤسسة الإسرائيلية وملاحقتها لعرب النقب في إطار سعيها الحميم للسيطرة على الأرض والهيمنة عليها، وفي كل عام وقبيل الحصاد وبعد أن تتزين الأرض باللون الأخضر، تتقدم جرافات عملاقة تابعة لما يسمى بـ'دائرة الأراضي' لتحدث خرابا ودمارا وإهلاكا وإبادة للمحاصيل الزراعية لتتحول الأرض من خضراء يافعة إلى صفراء قاحلة في مشهد مؤلم يدمي القلب.

والحديث يدور عن تجريف عشرات آلاف الدونمات في كل عام في كافة أرجاء النقب، بحجة أن الأرض التي جرى زرعها ليست ملكا لأصحابها حتى وإن ملكوها من الآباء والأجداد منذ عقود طويلة من الزمن، ويبدو المشهد مؤثرا للغاية في نفوس أصحاب الأرض وهم يرون آليات الدمار والخراب تعيث فسادا في أرضهم بعد أن كانوا ينتظرون بفارغ الصبر حصاد زرعهم وتوفير الأعلاف لمواشيهم وما هي إلا سويعات قليلة حتى تبدو حال الأرض جرداء.

الجدير ذكره أنه يعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير مثلما يحث في قرى العراقيب والزرنوق (أبو قويدر) وأم الحيران.

التعليقات