لجنة لتقصي الحقائق حول وفاة التلميذ آدم

عقدت اليوم لجنة التربية والتعليم في الكنيست وبمبادرة النواب حنين زعبي وعايدة توما سليمان، لجنة خاصة لبحث ظروف وفاة الطفل آدم حسن من قرية الرينة، والذي توفي بتاريخ 31 كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد فقدانه الوعي فجأة لأسباب لا تزال مجهولة.

لجنة لتقصي الحقائق حول وفاة التلميذ آدم

عقدت اليوم لجنة التربية والتعليم في الكنيست وبمبادرة النواب حنين زعبي وعايدة توما سليمان، وذلك بمشاركة والد الطفل عمر حسن، ورؤساء لجان الأمور وائل عمري ومحمود طاطور، والمحامي امطانس الشاعر، وبحضور النواب يوسف جبارين ومسعود غنايم، لجنة خاصة لبحث ظروف وفاة الطفل آدم حسن من قرية الرينة، والذي توفي بتاريخ 31 كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد فقدانه الوعي فجأة لأسباب لا تزال مجهولة.

يشار إلى أنه قد تعذر على رئيس اللجنة المركزية لأولياء أمور الطلاب، جهاد بصول، المشاركة في الاجتماع، إلا أنه تابع القضية بكافة تفاصيلها.

وأتت هذه الجلسة في أعقاب رفض مديرة لواء الشمال، أورنا سمحون، إجراء تحقيق في الموضوع، وجوابها أنه 'لا حاجة لأي تحقيق في الموضوع'، الذي رأى فيه أعضاء الكنيست العرب استهتارا بحياة آدم، وبحياة كافة الطلاب المعرضين لسقوط مفاجئ في المدرسة.

وقد افتتحت الجلسة النائبة زعبي، وشددت على أن هذا الحدث لا يمكن أن يمر دون محاسبة، ودون استخلاص العبر والحقائق لمنع تكراره، إن موت الطفل آدم (8 أعوام)، داخل مؤسسة تربوية، دون معرفة الأسباب وبصورة ما زالت غامضة للجميع، يطرح الكثير من الأسئلة حول جاهزية المدارس العربية للتعامل مع تلك الحالات الطارئة، وحول وضوح الجهات الطبية التي يمكن الاتصال بها، وحول ضمان سرعة وصولها، وتجهيزها بما هو ضروري، وحول القضية العامة التي تتعلق بتدريبات الإسعاف الأولي للمعلمين، ومسؤولية الوزارة في إلزام المدارس بوجود من هو مؤهل للتعامل مع هذه الحالات، ومسؤوليتها بتوفير الأجهزة اللازمة لحالات الطوارئ تلك.  

وتطرقت زعبي إلى ضرورة إقامة لجنة فحص بأسرع ما يمكن، تكشف عينيا ما حصل مع الطفل آدم، ومنها نستطيع الخروج في توصيات عامة، تؤهل المؤسسات التربوية بتوفير احتياجات ومساقات آمنة أكثر في مثل هذه الحالات.

تغيير فوري في تعليمات وزارة المعارف لمنع الكارثة القادمة

بدورها، أكدت رئيسة لجنة النهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندريّة في الكنيست، النائبة عايدة توما – سليمان، في نقاشها، على هول المصيبة ووقع الكارثة على القرية بشكل عام والأهل بشكل خاص، وقالت: 'تعجز الكلمات عن وصف هول الكارثة، لا يمكن أن تغيب عن ذاكرتي صرخة الأب الثاكل بعد حديثنا الذي أجريناه عقب الحادثة المؤسفة، كلماته تلخّص كل ما قيل وكل ما سيقال، لن يستطيع أي شخص أو أي تغيير إعادة الطفل آدم إلينا، لكن يمكننا بعمل جماعي منع الكارثة القادمة'.

 وأضافت سليمان: أنه 'كنت قد تابعت القضيّة منذ بدايتها ومنذ وصول الخبر الأول تعمّقت في أوامر وزارة المعارف المتعلّقة بعلاج هكذا حالات، الوضع يتطلّب تغيير جذري وفوري، لا يعقل أن تصل سيارة الإسعاف بتأخير 50 دقيقة بدون أي طاقم طبّي يذكر، هذه الشركات التي تقدّم خدمات الإنقاذ لا تعلم أماكن المدارس والمؤسسات التعليميّة التي تتعاقد معها، يجب أن يكون واضح وخلال تنفيذ ومتابعة فورية إلزام هذه المؤسسات بإجراء مسح شامل وفوري لكافة المؤسسات وأن تكون مستعدّة للوصول بالسرعة المطلوبة عند حدوث كل طارئ، يضاف إلى ذلك العديد من الخروقات، مثل طريقة التبليغ المتّبعة في هكذا حالات، وما نوعية التأهيل الذي تمرره الوزارة للتبليغ على هذه الحالات'.

وطالبت النائبة سليمان، في نهاية نقاشها، بإقامة لجنة تحقيق بالحادثة وبكافة القوانين التي تضعها وزارة المعارف للتعامل مع هكذا حالات لمنع الكارثة القادمة. 

أنا هنا لإنقاذ الضحية القادمة

وفي كلمة مؤثرة للغاية، عرض الوالد الثاكل، عمر حسن، أمام لجنة التعليم، تفاصيل الحادثة، وأكّد عمر على أنه كان بالإمكان منع الكارثة.

وقال حسن: 'كنت على ثقة كاملة أن ابني آدم بأمان لحظة إرساله للمدرسة، اليوم أنا أعلم أنى كنت مخطئ، اليوم أنا أخشى من إرسال ابني الثاني إلى المدرسة.

وأضاف حسن: أنه 'لا يمكن لأي شخص أو أي تعليمات جديدة إعادة ابني آدم إلى الحياة، لكن أنا هنا اليوم لمنع الجريمة القادمة، أنا هنا لإنقاذ الضحيّة القادمة، ابني آدم لم يمت كما يقولون، ابني آدم تمّ قتله بسبب سلسلة الإهمال المتتابعة، خلال الشرح هنا قيل أنّه تمّ إرسال ثلاث سيارات إسعاف لعلاج ابني، هذا غير دقيق، ما تمّ إرساله هي أقرب إلى سيارات أجرة من سيارة إسعاف، السيارات تفتقر إلى أبسط المتطلبات الأساسيّة لعلاج أي مصاب'.

وتابع حسن: 'أنا وصلت إلى المدرسة بعد ثلاث دقائق على الحادثة، لا أعلم ماذا بلّغت المدرسة، ولماذا جرى كل هذا، لكن أعلم جيدًا أنه كان يمكن إنقاذ ابني آدم، إذ تبعد محطّة الإسعاف أقل من 7 دقائق عن مكان المدرسة، لكن نقله للعلاج تطلّب منهم أكثر من خمسين دقيقة'.

وفي حديثه تطرق حسن عن متابعة وزارة المعارف لهذه القضيّة، وقال: إنه 'توجّهنا من خلال لجنة أولياء أمور الطلاب إلى وزارة المعارف ومديرة منطقة الشمال، أورنا سمحون، التي وبدون أي فحص أو متابعة جديّة قررت ألا مكان للجنة تحقيق فيما حدث، متجاهلة هول الحادثة'.

 التعامل بفوقية مع جهاز التعليم العربي

ومن جهته، قال النائب يوسف جبارين إنه زار العائلة واستمع إلى تفاصيل الحادث المحزن والتراجيدي، وإنه لا شك أن الحادث بحاجة إلى تحقيق جدي من قبل وزارة المعارف من خلال لجنة تحقيق، مؤكدا أن رد مديرة لواء الشمال بالوزارة، بعدم الحاجة لفتح تحقيق، هو مهزلة وبعيد عن الموضوعية والمهنية، علمًا أن أسئلة كثيرة بقيت مفتوحة حتى اليوم. وأكد جبارين أن وزارة المعارف تتعامل بفوقية مع جهاز التعليم العربي، ولا تكترث بسلامة الطلاب العرب وأمنهم.

وأضاف جبارين: أن على وزارة المعارف المبادرة لفحص جهوزية جهاز التربية والتعليم للتعامل مع مثل هذه القضايا وتوفير مجال الإسعاف الأولي، وتهيئة الطاقم التدريسي مهنيا في هذا المجال، لمنع حوادث مستقبلية. وأكد جبارين: 'فقدنا طالبًا غاليًا علينا، وعلينا أن نمنع الفقدان القادم'.

واختتم الجلسة رئيس كتلة القائمة المشتركة، النائب مسعود غنايم، حيث قال: حياة الطلاب والحفاظ عليها وصحة الطلاب يجب أن تكون الأولويّة الأولى في جهاز التّربيَة والتّعليم، على ضوء وفاة الطالب آدم حسن المؤلم والمؤسف والتطورات التي سمعناها يجب إقامة لجنة فحص من أجل معرفة ما جرى، إقامة لجنة الفحص واستخلاص العبر مهم لمنع المأساة القادمة وللحفاظ على حياة طلابنا، الخدمات الطبيّة في المدارس بحاجة لتحسين وتطوير، والتثقيف الصحي للهيئة التدريسية أساسي حتى يعرف المعلم كيف يتعامل وضع الحالات الطارئة، رحم الله الطالب آدم حسن وتعازينا لوالديه وعائلته.

ومن جدير بالذكر أنه، وفي نهاية الجلسة، طلب رئيس اللجنة من ممثلي وزاراتي المعارف والصحة بتشكيل لجنة وزارية لتقصي الحقائق حول وفاة الطالب آدم، وتقديم الأجوبة حتى نهاية شهر آذار/ مارس الحالي كأقصى حد.

التعليقات