النقب: السلطات تواصل الهدم والتجريف وإبادة المحاصيل

ونفذت الجرافات والآليات عمليات تجريف الأراضي، أمس واليوم، بحماية قوات كبيرة من الشرطة في عدة قرى في النقب عُرف منها حورة وكسيفة والحُمرا والدريجات.

النقب: السلطات تواصل الهدم والتجريف وإبادة المحاصيل

النقب، صباح اليوم (تصوير خالد أبو خرما)

واصلت السلطات الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، ممارساتها واعتداءاتها ضد المواطنين العرب في النقب، حيث قامت بحرث وتجريف الأراضي وإبادة المحاصيل الزراعية وهدم مساكن الصفيح وحظائر مواشي وتدمير سدد المياه وقلع أشتال الزيتون التي تعود للمواطنين بحجة أنها أرض تابعة للدولة!

وواصلت الآليات والجرافات إبادة المحاصيل الزراعية للعرب الفلسطينيين في النقب، في الوقت الذي تواصل لجان التنظيم والبناء بتوزيع اخطارات الهدم والإخلاء لعشرات المنازل والمحاولات لإخلاء وتهجير قرية أم الحيران، وهدم قرية العراقيب 113.

ونفذت الجرافات والآليات عمليات تجريف الأراضي، أمس واليوم، بحماية قوات كبيرة من الشرطة في عدة قرى في النقب عُرف منها حورة وكسيفة والحُمرا والدريجات.

وقال شهود عيان إن 'الحملة الهدم والتجريف الجديدة بدأت أمس وهي عبارة عن استمرار حملات مسعورة نشهدها في الفترة الأخيرة، وتهدف بالأساس التضييق على المواطنين وحرمانهم من الاستفادة من محاصيلهم الزراعية ودفعهم إلى ترك منازلهم وأراضيهم'.

وتندرج إبادة المحاصيل الزراعية للعرب في النقب ضمن مخططات المؤسسة الإسرائيلية في ملاحقتها لعرب النقب في إطار سعيها للسيطرة على الأرض والهيمنة عليها، وفي كل عام وقبيل الحصاد وبعد أن تتزين الأرض باللون الأخضر، تتقدم جرافات تابعة لما يسمى بـ'دائرة الأراضي' لتحدث خرابا ودمارا وإهلاكا وإبادة للمحاصيل الزراعية لتتحول الأرض من خضراء يافعة إلى صفراء قاحلة في مشهد مؤلم يدمي القلب.

والحديث يدور عن تجريف عشرات آلاف الدونمات في كل عام في كافة أرجاء النقب، بحجة أن الأرض التي جرى زرعها ليست ملكا لأصحابها حتى وإن ملكوها من الآباء والأجداد منذ عقود طويلة من الزمن، ويبدو المشهد مؤثرا للغاية في نفوس أصحاب الأرض وهم يرون آليات الدمار والخراب تعيث فسادا في أرضهم بعد أن كانوا ينتظرون بفارغ الصبر حصاد زرعهم وتوفير الأعلاف لمواشيهم وما هي إلا سويعات قليلة حتى تبدو حال الأرض جرداء.

ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير مثلما يحدث في قرى العراقيب والزرنوق (أبو قويدر) وأم الحيران وغيرها.

التعليقات