معاذ بدير: بنيت منزلي على حساب علاجي... لكن دون جدوى

لم تسفعه إعاقته ولا وضعه المادي المتدني، ولا الحياة التي ضاقت عليه ولم تفتح له أذرعها، لتحمي منزله الذي كان مهددا بالهدم منذ فترة طويلة، بحث وجال وطرق جميع أبواب المسؤولين والمؤسسات، إلا أن ذلك لم يمنع هدم منزله.

معاذ بدير: بنيت منزلي على حساب علاجي... لكن دون جدوى

لم تسفعه إعاقته ولا وضعه المادي المتدني، ولا الحياة التي ضاقت عليه ولم تفتح له أذرعها، لتحمي منزله الذي كان مهددا بالهدم منذ فترة طويلة، بحث وجال وطرق جميع أبواب المسؤولين والمؤسسات، إلا أن ذلك لم يمنع هدم منزله.

يعيش الشاب معاذ بدير من كفر قاسم، 37 عاما، أب مقعد ومتزوج ولديه ثلاثة أبناء، بالحسرة والغضب والشديدين بعد أن هدمت جرافات بلدية كفر قاسم، خوفا من أن تهدمه السلطات وتغرمه بـ عشرات آلاف الشواقل بيته اليوم الاحد.

وهدم بيت بدير بادعاء عدم تواجد تراخيص بناء، وأن قطعة الأرض الذي بني عليها المنزل، تابعة إلى ما يسمى بـ"دائرة أراضي إسرائيل"، وبموجب ذلك هدم البيت ولم يمنح التراخيص.

وطالب معاذ بدير جميع المسؤولين والمواطنين في الآونة الأخيرة، واللجان الشعبية حماية منزله، إلا ان كل المحاولات جاءت دون جدوى.

وقال معاذ بدير، لموقع عرب 48 إنه، "لا مكان لي الآن أستطيع أن أبات به، لا أنا ولا العائلة، أصبح منزلي هو السيارة كما ترون، أعيش به من الان فصاعدا، ستة أنفار تشردوا ومنهم اثنين معاقين جسديا".

وتابع أنه، "كان هذا المنزل بالنسبة لنا كل حياتنا، وخاصة أنا، هذا البيت بنيته على حساب علاجي، حرمت جسدي من الدواء لأجمع المال وأبني هذا المنزل، كي أستقر أنا وأولادي وأهلي، إلا أن هذه النتيجة في النهاية".

وأضاف أنه، "أنا وقعت ضحية لنصب بعد أن اشتريت قطعة الأرض، بنيت عليها هذا المنزل المتواضع، تبين أنها تابعة لما يسمى بـ"دائرة أراضي إسرائيل".

وحمل بدير المسؤولية على المسؤولين وقال، "ألوم كل من كان بإمكانه أن يساعدني ولم يمد يد العون لي، من أعضاء الكنيست احمد طيبي وعيسوي فريج، الذين طالبتهم مرارا بمساعدتي دون فائدة، وأنا بعد هذه الجريمة أحملهم كامل المسؤولية، أنا لست أقل أهمية من قضية بورما والنازحين الفلسطينيين والسوريين، أنا الآن في عداد المشردين".

وأضاف انه، ’ اشكر كل من ساعدني، وكل ما مثل على انه يساعدني وكان بالأصل يضرني وسبب في هدم بيتي، الان انا احمد الله على كل شيء، وها نحن سوف نقضي اول ليلة لنا هنا في السيارة امام البيت’.

وتابع أن، "هذا المنزل تمنيت أن يبقى كمثل باقي البيوت، وأن يكون لأولادي منزل خاص بهم، أعوضهم عما فاتهم، وأن نفر من نار الاستئجار والمبالع الطائلة، ليخفف الهم الذي ألقى على كاهلي من سنين، أنا إنسان مقعد، ومررت بالكثير من العمليات دون فائدة، ولا أعمل ونعتاش على مال التأمين ليس أكثر، وكانت هذه النتيجة".

وناشد بدير كل من يستطيع المساعدة، وقال "انا عولت بداية على المسؤولين وأعضاء المشتركة الذين خذلوني، وها أنا المقعد سوف أكون مشردا، بعد أن أجبرت على هدم بيتي بيدي خوفا من الغرامة، اعتبروني أخوكم الكبير أو الصغير، ساعدوني".

التعليقات