شعبية أم الفحم وأولياء الأمور تدعوان للتصدي لسياسة التجهيل

عمّم مدير وزارة التربية والتعليم الإسرائيليّة، مساء أمسٍ، الإثنين، بيانًا يدعو معلمي المدنيات بالمدارس بالعمل على تكريس يهوديّة الدولة من خلال تدريس حصة المدنيات.

شعبية أم الفحم وأولياء الأمور تدعوان للتصدي لسياسة التجهيل

منظر عام لمدينة أم الفحم (عرب 48)

عمّم مدير وزارة التربية والتعليم الإسرائيليّة، مساء أمسٍ، الإثنين، بيانًا يدعو معلمي المدنيات بالمدارس بالعمل على تكريس يهوديّة الدولة من خلال تدريس حصة المدنيات.

ولاقى هذا البيان شجبًا واستنكارًا من قبل الفعاليات المحليّة في أك أم الفحم، لا سيّما اللجنة الشعبية ولجنة ـولياء الأمور، كما أثار استياءهم أكثر دخول الشرطة إلى رياض وبساتين الأطفال في المدينة للترويج للشرطة.

وفي حديثه لـ"عرب 48"، قال سكرتير فرع التجمع وعضو اللجنة الشعبية محمود الأديب، "إننا قمنا بتعميم بيان ضد سياسة التشويه والتهميش بكل ما يتعلق بمناهج التدريس التي تستهدف وعي وانتماء أبنائنا".

وأضاف أن سياسة التشويه والتهميش ليست بجديدة علينا، "بل اتبعتها المؤسسة الإسرائيليّة بكل أذرعها، وكان آخرها هذا المنشور الذي عممّه مدير وزارة التربية والتعليم، والذي تضمن تخصيص حصة عشية ذكرى النكبة لإقناع الطلاب من خلال معلمي موضوع المدنيات بأن هذه الدولة هي دولة يهودية. ونحن نرى بهذه المصطلحات الجديدة على مدارسنا أنها تهدف إلى طمس وتزييف روايتنا الوطنية؛ وفي أعقاب ذلك، عمّمت لجنة أولياء الأمور في أم الفحم بيانا تضمن رفض ما جاء في بيان الوزارة جملة وتفصيلا وطالبت مدراء المدارس بأن يسعى المعلمون في هذه الحصّة لطرح وتكريس الهوية الوطنية والرواية الصحيحة".
وأشار الأديب إلى أن المثير للسخرية، أيضًا، أن الشرطة "قامت بتنظيم جولة داخل الروضات وبساتين الأطفال في أم الفحم لتبييض صورتها والقول إن الشرطة بخدمة الشعب، خصوصًا وأن الأطفال لا يعرفون أن الشرطة تلاحق وتقمع المواطنين العرب".

وحول موقف البلدية، قال الأديب "للأسف الشّديد، توجّهنا للبلدية للكف عن السكوت، إلا أن موقف البلدية لغاية الآن غير واضح ونطالبها بتوضيح الموقف من خلال إصدار تصريح أو بيان وألا تسمح للشرطة باقتحام البساتين والروضات والمدارس ونحن سنتوجه للبلدية لعقد اجتماع مع اللجنة الشعبية وأولياء الأمور".

في حين قال رئيس لجنة أولياء الأمور المحلية في أم الفحم، المحامي محمد لطفي، لـ"عرب 48"، إن إعلان الوزارة يشمل كافة المدارس بالبلاد وعلى لجنة المتابعة ومؤسساتنا أن تتابع هذا الأمر، أمّا نحن فقد توجهنا لمعلمي المدنيات وأعتقد أن لا خلاف معهم في ضرورة تمرير المواد والمعلومات الصحيحة وتأكيد شرعية وجودنا وحقوقنا ونحن على ثقة بأنهم سيأخذون دورهم، ورفض هذا التوجه الذي يستهدف وعيَ أبنائنا الذي يأتي عشية مرور 70 عامًا على النكبة.

وأضاف لطفي أن هذا البيان "يأتي من مدير عام وزارة التربية والتعليم تماشيًا مع سياسة الوزير، نفتالي بينيت، لتمرير الأفكار اليمينية دون أن يتطرق لمبدأ المساواة وحقوق الأقليات، وكأن حقوق الأقليات تقتصر على حقوق معيشية ويتجاهل أننا مواطنون ولنا حقوق سياسية وتاريخية قومية منذ الأزل، ونحن، من جهتنا، سنتابع هذا الموضوع مع مختلف الفعاليات المحلية وكل الجهات المعنية".

وحول دخول الشرطة لرياض الأطفال والبساتين، قال لطفي "إن هناك إجماعًا على رفض هذه الخطوة، لأنّ قضية التعليم هي من مهمتنا وليست من مهامّ الشرطة ونحن نرى أن هناك تناقضا عندما نطالبهم بمكافحة العنف والجريمة، ويدّعون، بالمقابل، أن ليس لديهم قوى كافية بينما يتفرغون للتجوال والعمل في مدارسنا، الأمر الذي نرفضه لأنه يستهدف، أيضًا، وعي طلابنا وإظهار الشرطة بصفة المربي.

وتساءَل لطفي هل الشرطة والجيش يستطيعون دخول مدارس اليهود المتزمتين؟ وهل يسمح لهم هناك؟ "بالتأكيد إن هذا لن يتم هناك، كما يحق لنا نحن رفض ذلك".

التعليقات