عصابات "تدفيع الثمن" تضرم النار بسيارتين في إكسال

ارتكب متطرفون يهود جريمة جديدة من جرائم 'تدفيع الثمن'، فجر اليوم الأربعاء، حين تم الهجوم على قرية إكسال قضاء الناصرة وإضرام النيران بسيارتين، والاعتداء على ممتلكات وكتابة شعارات عنصرية وتحريضية تتوعد المواطنين العرب.

عصابات

(عرب 48)

ارتكب متطرفون يهود جريمة جديدة من جرائم 'تدفيع الثمن'، فجر اليوم الأربعاء، حين تم الهجوم على قرية إكسال قضاء الناصرة وإضرام النيران بسيارتين، والاعتداء على ممتلكات وكتابة شعارات عنصرية وتحريضية تتوعد المواطنين العرب.

وتكررت الاعتداءات والتصريحات العنصرية من قبل المنظمات الإرهابية اليهودية أمثال 'تدفيع الثمن' و'لهافا' و'فتية التلال' على المقدسات غير اليهودية ومنازل وسيارات وممتلكات العرب الفلسطينيين في داخل البلاد والضفة الغربية والقدس المحتلتين، دون اتخاذ أي خطوات جدية لوقفها من قبل الحكومة الإسرائيلية وأجهزة الأمن التابعة لها.

وحسب المعلومات المتوفرة، تم بساعات الفجر إضرام النيران بسيارتين وكتابة شعارات تحريضية وعنصرية "أيها  اليهود تعالوا لننتصر".

وشرعت الشرطة بالتعاون مع جهاز الأمن العام 'الشاباك' التحقيق في ملابسات الحادث، إذ رجحت التحقيقات الأولية، أن الجريمة وقعت بساعات الفجر الأولى.

واكتفت الشرطة التي وصلت لمكان الجريمة بجمع أدلة وبيانات وجمع إفادات من مواطنين، وكذلك إجراء تفتيش عن المتشبه بهم وفتحوا تحقيقا بالحادث دون تنفيذ أي اعتقالات.

وسبق أن أقدمت مجموعة من عصابات 'تدفيع الثمن' من تنفيذ جرائم بحق ممتلكات ومساجد وإضرام النيران بسيارات في بعض البلدات العربية في المثلث ومنطقة مرج بن عامر، وخطوا عبارات عنصرية معادية ومسيئة للعرب ومنها 'تدفيع الثمن' و'انتقام' على جدران البيوت والسيارات وثقب إطارات سيارات عدد من المواطنين.

عصابات "تدفيع الثمن".. تقاعس الشرطة وخبايا نشاط "الشاباك"

وفيما يتم توجيه أصابع الاتهام للحكومة وللشرطة بالتقاعس وتحملها مسؤولية هذه الجرائم، يشير ملف تتداوله المحكمة، أن أجهزة الأمن تعمد على تجنيد مخبرين لينشطوا في صفوف عناصر اليمين المتطرف، ورغم علم قوات الأمن بتخطيط عناصر اليمن تنفيذ بعض الجرائم إلا أنها لم تمنع ذلك.

وأتضح خلال جلسة استماع للمحكمة بشأن ارتكاب جريمة "تدفيع الثمن"، أن أحد الأشخاص المتورطين في القضية كان شخصا يعمل مع قوات الأمن المختلفة وقام بتحديث عمله قبل وأثناء الجريمة التي نفذت في العام 2017 في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.

وقبل وقوع الحادث ببضعة أيام، اتصل الشخص البالغ، الذي تجول عبر البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وخدم كمخبر لقوات الأمن، بشخص آخر وأعد ملفًا له يحتوي على رذاذ وزجاجة من المواد القابلة للاشتعال.

وأتضح أن المخبر أعد الملف وأخذه إلى البلدة القديمة في القدس حيث أخفاه في مخبأ.

في يوم تنفيذ الجريمة، وصل الرجل الآخر إلى الاجتماع مع المخبر، وأظهر له الأخير الملف. عندما رأى المشارك الآخر أن هناك زجاجة من البنزين في الحقيبة، رفض تنفيذ عملية الإشعال وإضرام النيران وأخرج الزجاجة. ردا على ذلك، حاول المخبر البالغ أن يقنعه باستخدام الزجاجة وإضرام النيران.

وفي نهاية المطاف، وصل الرجل الآخر إلى حي الشيخ جراح، واختار مبنى يقطنه العرب وكتب على الجدران شعات عنصرية وتحريضية بحسب الاتفاق مع المخبر.

ووفقاً للائحة الاتهام، كان المخبر يقوم بإعداد قضية أخرى هذه المرة في مستوطنة في الضفة الغربية بمواد قابلة للاشتعال وحاول إقناع الطرف الآخر المتورط في جناية أخرى من جرائم "تدفيع الثمن".

وتشير القضية إلى أن المخبر قد أبلغ قوات الأمن قبل وأثناء الجريمة، ولم تمنع قوات الأمن هذه الجرائم لأسباب غير واضحة. سلسلة الأحداث هذه لعصابات "تدفيع الثمن" تذكرنا جدا بالمخبر أفيشاي رافيف ، الملقب بـ"شمبانيا" الذي كان ينشط في صفوف المنظمات اليمينية في الفترة التي سبقت مقتل رئيس الحكومة يتسحاق رابين على أيدي يغائل عمير.

فعاليات حقوقية وسياسية تحمل الحكومة والشرطة جرائم "تدفيع الثمن"

وأعرب الفلسطينيون عن استيائهم العارم من استمرار التحريض على قتل العرب والعنصرية المتفشية والمتكررة، في ظل تكرار هذه الجرائم العنصرية، محملين الشرطة مسؤولية عدم ردع هذه الظاهرة باعتبار أنها متساهلة في قضايا من هذا القبيل خاصة عندما يتعلق الحدث بالعرب.

وفي أعقاب عملية "تدفيع الثمن" التي وقعت فجر اليوم في قرية إكسال، عمم الائتلاف لمناهضة العنصرية بيانًا على وسائل الإعلام أكد من خلاله على أن تقصير الشرطة في التحقيق في حوادث الكراهية و"تدفيع الثمن" المتكررة يكسبها الشرعية.

وأوضح الائتلاف على لسان المحامي نضال عثمان أن توسع الظاهرة، التي بدأت في الضفة الغربية وانتشرت إلى البلدات العربية في الـ 48، مؤشر خطير يتوجب على الشرطة قراءته بالصورة الصحيحة، علمًا وأنه حتى الآن في معظم قضايا "تدفيع الثمن" والكراهية لم يكن هناك معتقلين مما يؤكد عدم الجدية من قبل الشرطة في التعامل مع الموضوع.

إلى ذلك، استنكر النّائب مسعود غنايم جريمة "تدفيع الثّمن" التي اقترفتها العصابات العنصرية في قرية إكسال.

وقال إن "هذه العصابات العنصرية تعيث فساداً ضد كل ما هو عربي منذ سنوات ولم تسلم منهم بيوت وممتلكات ودور عبادة من مساجد وكنائس، لم تكتف هذه القطعان السائبة بجرائمها واعتداءاتها على شعبنا في الضفة الغربية، حيث كل أسبوع نسمع عن عمليات اعتداء وحرق لحقول ومحاصيل زراعية وممتلكات في قرى فلسطينية، ومنذ سنوات أخذت هذه العصابات بممارسة جرائمها ضدنا كعرب في الداخل، إن هذا النهج العنصري الإجرامي ينطلق ويتغذى من فكر واجندة سياسية دينية عنصرية تساندها أحزاب يمينية بعضها بالائتلاف الحكومي".

وأضاف: "الحكومة والسلطات والشّرطة لم تقم حتى الآن بواجبها بل وتتساهل مع مثل هذه العصابات، ولذلك نحمّل هذه السلطات المسؤولية عن ترك هذه العصابات دون محاسبة وردع وعقاب".

المتابعة: الاعتداء الإرهابي على أكسال نتيجة "طبيعية" للتحريض السلطوي

دانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، اليوم الأربعاء، الاعتداء الإرهابي على قرية إكسال، التي داهمتها عصابة إرهابية من اليمين الإسرائيلي المنفلت، وأقدمت على حرق سيارتين، وخط شعارات عنصرية على جدران في القرية. وقالت إن هذا الاعتداء، هو نتيجة "طبيعية" للتحريض العنصري الذي يبدأ في رأس الهرم الحاكم.

وقالت المتابعة، إن ما وقع في قرية اكسال، هو استمرار للاعتداءات الإرهابية من عصابات المستوطنين، المعروفة بتفاصيلها الدقيقة للأجهزة الإسرائيلية، ولكن لا تتم الملاحقة إلا ما في ندر، ليخرج لاحقا الجناة الإرهابيون من دون أي عقاب، أو عقاب هامشي لا يصد ولا يردع، بل يشجع على ارتكاب جرائم أبشع.

وقال البيان، إننا نتابع في الأسابيع تصاعد الجرائم المثيلة لما جرى في إكسال، في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، وليس غريبا أن تصل إلى إكسال وغيرها.

وشدد على أن الحكومة وسياساتها تشكل تربة خصبة لنمو عصابات الإرهاب. فمن يشجع ويدعم تحويل مسجد الظاهر عمر الزيداني في طبرية، إلى مجمع تجاري ومتنزه سياحي. ومن يحث على سن قانون لمنع أذان المساجد. ومن يحاول تمويه الاعتداءات على كنائس القدس، وحرق كنيسة الخبز والسمك، شمال بحيرة طبرية، فإنه يكون الاب الروحي والموجه الأساس لكل عصابات الإرهاب.

وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، لقد قرأنا في وسائل الإعلام أن الشرطة ستعطي قضية الاعتداء على قرية أكسال أولوية، بمعنى على حساب باقي الجرائم التي تكاثرت بشكل مقلق في أنحاء مختلفة من الضفة والقدس المحتلة، فهذا تصريح بائس لغرض التسويق الإعلامي، وكأن ما يجري في الضفة هو أمر "مشروع"، واقلقتهم فقط الجريمة في اكسال.

وتابع بركة قائلا، إنه لا يمكن الفصل بين هذه الجرائم، التي منبعها واحد، ودفيئتها واحدة، وهي السياسة العنصرية، ونهج التحريض العنصري المستفحل بقيادة شخص بنيامين نتنياهو. وقال، إنه لا يمكن اجتثاث هذه الجرائم جذريا من دون اجتثاث العقلية العنصرية المسيطرة على سدة الحكم الإسرائيلي.

 

التعليقات