الناصرة: دعوات لإلغاء مشاركة أوركسترا الشرطة الإسرائيلية في مسيرة الميلاد

ودعا تجمع الناصرة جمعية الموكب لرفض استخدامها كأداة لتلميع صورة الشرطة التي يربطها بعصابات الجريمة والخاوة في الناصرة علاقات تواطؤ وغض طرف.

الناصرة: دعوات لإلغاء مشاركة أوركسترا الشرطة الإسرائيلية في مسيرة الميلاد

مسيرة الميلاد بالناصرة(أرشيف "عرب 48")

واصل الرافضون لاستقبال أوركسترا تابعة للشرطة الإسرائيلية، في مسيرة الميلاد السنوية التي تُقام في مدينة الناصرة عشية احتفالات عيد الميلاد، التعبير عن غضبهم لمشاركة الشرطة بالمسيرة، عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وأفاد مراسل "عرب 48" أن ضغوطا كبيرة تمارس على جمعية "الموكب لمسيرة عيد الميلاد المجيد" لإعادة النظر في قرارها السماح لأوركسترا الشرطة المشاركة في المسيرة الاحتفالية التقليدية التي ستقام في الرابع والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري في الناصرة، بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

وفجّر قرار "جمعية الموكب لمسيرة الميلاد" الموافقة على إشراك أوركسترا الشرطة، غضب العديد من الأهالي والقوى السياسية في المدينة الذين رأوا في هذه الخطوة بأنها "أمر مبالغ فيه" بحيث أنه لا مكان للشرطة في هكذا احتفال إلا بالحفاظ على الأمن والنظام العام كما في كل عام.

وتجدر الإشارة إلى أن المبادرة جاءت من قبل أوركسترا الشرطة، وأن "جمعية الموكب" التي يركز أعمالها نبيل توتري، وافقت على طلب أوركسترا الشرطة، بادعاء أن "مسيرة الميلاد تعبر عن الوحدة والتآخي بين الجميع، مسلمين ومسيحيين ويهود وغير ذلك، وأنها لا تحمل طابعا سياسيا على الإطلاق".

ودعت مؤسسات وهيئات نصراوية إلى مقاطعة المسيرة الاحتفالية إذا لم يتم إلغاء مشاركة أوركسترا الشرطة بالمسيرة. وقالت إن دور الشرطة في تهميش المجتمع العربي والتعامل مع المواطنين العرب بعقلية أمنية صرفة، وتقاعسها في حل قضايا العنف المستشرية في المجتمع العربي، إضافة إلى كونها تمثل سلطة قامعة "لا مكان لها في احتفال ميلادي كهذا".

ومنذ يوم أمس ونحن في موقع "عرب 48" نحاول الاتصال مع نبيل توتري للحصول على تعقيب منه، إلا أنه لا يجيب على هاتفه النقال.

تجمع الناصرة: جمعيّة الموكب عليها أن تكون أكبر من أن تستخدم كأداة لتلميع صورة الشرطة المتواطئة مع العنف والجريمة

وأصدر التجمع الوطني الديمقراطي بيانا هنأ فيه المسيحيين الفلسطينيين وكافة شعبنا بالميلاد المجيد، مؤكدا على الدور الروحي والنضالي في الأديان، الذي لا يقبل الظلم ولا يسكت عليه.

كما دعا البيان جمعية الموكب لرفض استخدامها كأداة لتلميع صورة الشرطة التي يربطها بعصابات الجريمة والخاوة في الناصرة علاقات تواطؤ وغض طرف.

وقال التجمع إن "الشرطة تعرف مدى انعدام شرعيتها وشرعية أدائها داخل المجتمع العربي، وتحاول البحث عن حلقات تكسب من خلالها هذه الشرعية، فنراها تستغل مؤسستنا التعليمية لذلك، مستغلة حقيقة سيطرة الوزارة الإسرائيليّة عليها، وتستغل طورا آخر بعض مؤسساتنا الدينية تخجيلا. فلماذا نخجل من أن نقول كلمتنا للذي يلاحق شبابنا بسبب عمل سياسي وطني شرعي، وللذي يسمح للعنف وللجريمة وللخاوة، ونحن من يعاني كل يوم من ذلك ونطالب الشرطة بالعمل ضد هذه الآفات؟".

وأضاف: "نحن كأحزاب لا نتعامل مع مؤسساتنا الطائفية من باب أي حساسية طائفية، ولا نؤمن بأن الدِّين هو فوق الناس أو خارج الناس، كذلك نحن نرفض الفرز بين مؤسسات شعبنا، فمؤسساتنا الطائفية كما أحزابنا هي مؤسسات صادرة من نبض شعبنا وتعمل من أجله، ونرفض من يجيرها ضد أهدافها الأساسية: العمل من أجل الإنسان، والإنسان هو الكرامة والحق والعدل. وكما لم يعاد أنبياؤنا شعبَهم، ولا أداروا ظهرهم للظلم والقمع، كذلك نهيب بمؤسساتنا الدينية والطائفية ألاّ يخالفوا هذه الشرائع".

وختم تجمع الناصرة بالقول: "نحن نعي محاولة الشرطة السيطرة على شعبنا من خلال العالم السفلي، لذلك نحن نأتمن مؤسساتنا الاجتماعية والسياسية والدينية والطائفية على شبابنا، ونطالبها بألا تسمح للشرطة بتجييرها لصالحها، وباستخدامها لتلميع صورتها. وكما لم يعاد أنبياؤنا شعبَهم، ولا أداروا ظهرهم للظلم والقمع، كذلك نهيب بمؤسساتنا الدينية والطائفية ألاّ يخالفوا هذه الشرائع".  

هذا، وقد توجهت سكرتارية تجمع الناصرة، في وقت سابق، برسالة إلى إدارة جمعية الموكب للتراجع عن قرارها الموافقة على مشاركة أوركسترا الشرطة، معلقين آمالهم على أن تقوم الجمعية بتأكيد قيم محبة الخير للناس، حيث لا أعظم من الخير المتمثل في محاربة الظلم.

التعليقات