رهط: نزاع على أرض يحرم طلابا من التعليم

بدت مدرسة "التقوى" الشاملة في مدينة رهط، فارغةً من طلّابها الذين لم يصلوا، يوم الأحد، إلى المدرسة، لا هم، ولا الطاقم التدريسيّ، بالإضافة إلى باقي موظّفي وعمّال المدرسة، بعد أن أعلنت لجنة أولياء الأمور في المدرسة الإضراب

رهط: نزاع على أرض يحرم طلابا من التعليم

مدرسة التقوى الشاملة برهط (تصوير "عرب 48")

بدت مدرسة "التقوى" الشاملة في مدينة رهط، فارغةً من طلّابها الذين لم يصلوا، يوم الأحد، إلى المدرسة، لا هم، ولا الطاقم التدريسيّ، بالإضافة إلى باقي موظّفي وعمّال المدرسة، بعد أن أعلنت لجنة أولياء الأمور في المدرسة، في بيان، مساء أمس السبت، الإضراب المفتوح، في أعقاب حوادث العنف الأخيرة، واستمرار الخلاف بين العائلات المتنازعة وخوفًا على سلامة الطلاب، في حين امتلأت بقية مدارس المدينة بالطلاب، وسار دوامها التعليميّ بشكل طبيعي.

ويُعاني أهالي الأحياء "21" و"27" و"32" في المدينة، من استمرار أحداث العنف الناتجة عن خلاف طرأ بين عائلتين حولَ قطعة أرض متنازعٍ عليها في منطقة المدرسة التي يتعلم فيها طلاب من عائلات مختلفة تعيش في الأحياء الثلاثة.

مدرسة التقوى الشاملة برهط (تصوير "عرب 48")

وأدى هذا الخلاف سابقًا إلى إصابة مهندس بلدية رهط، إبراهيم أبو صهيبان، بجروح متوسطة نتيجة تعرضه لعيارات نارية في قدميه، بالإضافة إلى إصابة 5 أشخاص، بينهم 3 قاصرين، بإصابات متفاوتة في شجار نشب في المدينة على الخلفية ذاتها.

وقال عضو اللجنة البلدية لأولياء الأمور في المدينة، شفيق أبو صهيبان، في حديث لـ"عرب 48"، إن الحديث "يدور حول مجموعة من قطع الأرض الملاصقة لمدرسة التقوى، (وتصل إلى) ما يقارب لـ15 دونم. حصلت عائلة معينة على تصاريح من ’دائرة أراضي إسرائيل’ للبناء عليها، ليس بعقود شراء عادية وأحقية بها، إنما في أعقاب تسوية سابقة على أرضهم الأصلية ومبادلتها بدونمات داخل المدينة".

وأضاف أبو صهيبان أن الخلافات "بدأت على الأرض منذ أكثر من عامين، حينما اعترضت فيها لجنة أحد الأحياء، ومعظم العائلات، على حصول العائلة على هذه الأراضي من طرف دائرة الأراضي، ولا سيّما أن جميع العائلات تحتاج لهذه الأراضي نظرًا لقلّة الأراضي المتوفّرة، ولقربها للمدرسة الوحيدة التي تخدم سكّان هذه الأحياء".

وذكر أن "مدرسة التقوى اليوم هي المدرسة الوحيدة في مدينة رهط، بلا مخرج إلى الشارع الرئيسي، وبلا ملعب للأولاد في المدرسة، وبلا قاعة رياضية، (كما أن) الأرض المتنازع عليها هي المكان الوحيد الذي يستطيع أن يخدم توسعة المدرسة وتجهيز هذه المرافق، بالإضافة إلى أنها المكان الوحيد المناسب لإقامة بيوت الأفراح، وهو المكان الوحيد الذي تعودنا إقامة الأعراس فيه على هذه الأرض".

جانب من قطعة الأرض المتنازع عليها (تصوير: "عرب 48")

وأوضح أبو صهيبان أن الخلاف اشتدَّ حينما اعترضت العائلة التي توصّلت إلى التسوية مع دائرة الأراضي، على إقامة الأعراس في الأرض، و"عرضت مستندات شراء وتسويات على الأرض لا نعرف كيف حصلت عليها، وهنا انتقل النقاش حول الضائقة في المرافق من نقاشنا مع المؤسسة إلى نقاش وخلاف بين العائلات وبدأت مظاهر العنف والمشاحنات بالظهور، وشهدنا سنوات من الشجارات التي تفاقمت (ووصلت ذروتها) بالاعتداء على مهندس البلدية الذي حول الأرض المتنازع عليها إلى أراضٍ عامة".

الشرطة تعتقل طلاب المدرسة وتترك المسلحين

وحول أحداث العنف الأخيرة في المدينة، قال أبو صهيبان: "خلال الأشهر الماضية تعرضت المدرسة عدة مرات لإطلاق نار على مبناها وعلى الصفوف، إضافة إلى محاولات تخريب، وفي حين أن من يقوم بإطلاق النار هو شخصية معروفة للجميع للأهالي وللشرطة أيضًا، ويقوم بإطلاق النار من سلاح مرخص حصل عليه من خدمته في الجيش الإسرائيلي، ورغم تكرار إطلاق النار، لم تقم الشرطة باعتقال الفاعل، بل بالعكس قامت في يومي الأربعاء والخميس الماضيين باعتقال 4 قاصرين بسبب إلقائهم الحجارة على جدار من الصفيح (زينكو)، نصبته العائلة حول قطعة الأرض الملاصقة للمدرسة".

إحدى جوانب المدرسة (تصوير: "عرب 48")

"دائرة أراضي إسرائيل مسؤولة عن العنف"

بدوره، قال مسؤول ملف الرفاه الاجتماعي وملف "مدينة بلا عنف" في البلدية، حسن النصاصرة لـ"عرب 48"، إن "الأحداث الأخيرة في مدينة رهط هي أحداث ليست بالسهلة والتي وصلت حتى الاعتداء على مهندس البلدية، ولكن القضية معقدة. الخلاف بدأ على ملكية الأراضي، إذ قامت إحدى العائلات بشراء الأرض المتنازع عليها ولديها الإثباتات والأوراق التي تثبت ذلك، لكن المشكلة برزت في توزيع الأرض واحتياجات العائلات المختلفة بالرغم من هذا كله هناك مبادرات من البلدية ورجال الإصلاح لرأب الصدع وتقريب النفوس، وأنا أعتقد أن مسؤولية العنف تقع على الطرفين والطرفان اليوم مستعدان لتقديم تنازلات لحل الخلاف".

وأضاف النصاصرة: "’دائرة أراضي إسرائيل’ مسؤولة عن العنف كونها لم تكن عاملًا إيجابيًا ومارست أجندتها الخاصة، ولا يهمها مصلحة الناس بل ما يهمها بيع الأراضي والتسويات على الأرض وأمور أخرى تسيطر على عقليتها في التعامل مع العرب، ما يؤدي إلى تطور الخلافات بين العائلات المختلفة وتفكك النسيج الاجتماعي وهو نموذج رأيناه كثيرًا".

التعليقات