الشرطة لا تفارق دير الأسد

سادت دير الأسد في منطقة الشاغور، حالة من الغضب والاستياء منذ إطلاق النار على دورية الشرطة خلال مطاردتها لسيارة بادعاء أنها مشبوهة في أحد أحياء القرية، أول من أمس السبت.

الشرطة لا تفارق دير الأسد

الشرطة في دير الأسد

سادت دير الأسد في منطقة الشاغور، حالة من الغضب والاستياء منذ إطلاق النار على دورية الشرطة خلال مطاردتها لسيارة بادعاء أنها مشبوهة في أحد أحياء القرية، أول من أمس السبت.

وأعقب الحادثة وصول قوات معززة من الشرطة بمساندة مروحية بحثا عن المشتبهين الضالعين بتبادل إطلاق النار مع عناصر دورية الشرطة، وجرى مداهمة أحياء وإغلاق شوارع، وتحولت القرية إلى ما أشبه بمنطقة عسكرية مغلقة، ما أثار ذعر وقلق المواطنين.

 وفي هذا السياق، قال نائب رئيس مجلس محلي دير الأسد، نمر حسين، في حديث لـ"عرب 48"، إن "ما حدث في البلدة لم يكن متوقعا نظرًا لما آلت إليه الأمور. فوجئنا في ساعات المساء بعدما ساد هدوء نسبي عقب إطلاق النار على دورية الشرطة بوصول قوات معززة من الشرطة التي تزود عناصرها بدراجات نارية وكلاب وغيرها، وكان عناصر شرطة ملثمين بشكل أثار الاستغراب".

وأضاف أن "الشرطة أقدمت على إغلاق البلدة بشكل كامل وعلى مدار ساعات دون أي تنسيق مع السلطة المحلية، ولاحظنا منذ ساعات صباح الأمس عودة قوات من الشرطة بوسائل جديدة مثل استخدام الخيول والدراجات النارية بشكل لم تعتد عليه بلداتنا العربية".

وتابع أنه "لطالما طالبنا الشرطة بأن تقوم بدورها في محاربة ظاهرة العنف والجريمة بالمجتمع العربي، وما قامت به الشرطة في دير الأسد كان من الأجدر أن تقوم به منذ فترة طويلة بعدما شاهدنا بأم أعيننا بأن الشرطة قادرة من خلال وسائلها الخاصة على الوصول إلى مرتكبي أعمال العنف وجرائم القتل بالإضافة إلى جمع السلاح غير المرخص".

دير الأسد (تصوير "عرب 48")

وتساءل نائب رئيس مجلس دير الأسد المحلي: "لماذا لا تقوم الشرطة بالعمل مثلما فعلت في دير الأسد عندما ترتكب جريمة قتل في مجتمعنا العربي من أجل ردع المجرمين بهذا الشكل؟ هذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن تعامل الشرطة يختلف عندما تكون الضحية من المجتمع العربي، وهذا يثبت مدى تقاعسها وعلى أنها غير معنية في محاربة العنف والجريمة في بلداتنا".

وأشار إلى أن "الخلفية التي أدت إلى ما حدث معروفة لنا، لا أود الخوض بتفاصيلها في المرحلة الحالية، وبدورنا نقوم بمعالجة الحادثة من خلال قسم الخدمات الاجتماعية والمدارس من أجل عدم تكرار مثل هذه الأحداث، مع الإشارة إلى أن الأجواء هادئة في البلدة وهناك حالة من الترقب والحذر، ونحن ندرك أن الشرطة لن تخرج من البلدة حتى يتم القبض على مرتكبي الحادثة".

وحول حملة الاعتقالات، قال حسين إن "الشرطة اعتقلت 7 شبان بينهم شاب لا تربطه أي صلة بالحدث، أما بالنسبة لباقي المعتقلين فلم نعرف هويتهم ومدى صلتهم بما حدث حتى الآن".

نمر حسين (تصوير "عرب 48")

وعن ظاهرة العنف والجريمة المتفشية في مجتمعنا، أكد أن "المسؤولية تقع علينا جميعا، فنحن بحاجة لنشاط تربوي حتى نحمي أولادنا ونساهم في منع انحرافهم، كما أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على الشرطة باعتبار أنها من تملك الأدوات في جمع السلاح غير المرخص والمنتشر بكثرة في مجتمعنا".

وختم حسين بالقول: "نناشد أهالي بلدتنا بالالتزام بالنظام والتحلي بالصبر وعدم الاحتكاك بالشرطة المنتشرة في البلدة، وفي الوقت ذاته نطالب الشرطة بعدم استفزاز المواطنين الآمنين من أجل تفادي أي صدام أو خلاف بين المواطنين وعناصر الشرطة".

 

التعليقات