عبد أبو شحادة: "جرائم القتل في يافا ليست عنفا عاديا"

لم تفك الشرطة سوى ألغاز 37 جريمة قتل، من أصل 94 ارتكبت خلال العام 2019، أي أن 57 جريمة قتل ما زالت ضد مجهول.

عبد أبو شحادة:

ضحايا جرائم القتل: سراج جربان، غانم حناوي أدهم عياش، وعبد عياش.

انطلقت الرصاصات في شارع "ييفت" في يافا مساء أول أمس الإثنين، حين كان يعج الشارع بمئات المارين، صغارا وكبارًا، فأصابت الشاب سراج جربان، وأردته قتيلا، على مرأى ومسمع من الحاضرين.

فرّ القاتل على الرغم من زحمة المكان، وتوارى من العيون، ولم يعرف اعتقال مشتبهين، رغم أن قوات كبيرة من الشرطة على عادتها تتجول في ساعات المساء في يافا وخاصة في شارع "ييفت".

لم يكن مقتل جربان الجريمة الأولى في العائلة، فقد قُتل شقيقا زوجته بإطلاق رصاص، وهما أدهم عياش (21 عاما) الذي قتل في العام 2011، وعبد عياش (34 عاما) قتل في العام 2017 وحارسه الشخصي.

كما قُتل الشاب غانم حناوي (30 عاما) وهو من سكان مدينة اللد، ويكون نسيب الضحية سراج جربان، وقتل هو الآخر حين تواجد في مدينة يافا.

وشهد المجتمع العربي ارتفاعًا خطيرًا  في جرائم العنف خلال العام الماضي، بنسبة وصلت نحو 25 في المئة مقارنة بالعام السابق، وفق مركز "أمان" لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي.

في المقابل، لم تفك الشرطة سوى ألغاز 37 جريمة قتل، من أصل 94 ارتكبت خلال العام 2019، أي أن 57 جريمة قتل ما زالت ضد مجهول.

ووفق معطيات مركز "أمان" أيضا فإن 30 في المئة من جرائم القتل كانت انتقامًا لجرائم سابقة، و 80 في المئة من الجرائم ارتكبت عن طريق استخدام السلاح.

وفي حديث لموقع "عرب 48" قال عضو بلدية يافا تل أبيب، عبد أبو شحادة إنّه "يوجد تمييز بين المواطن العربي واليهودي في يافا تل أبيب، وهذا يتضح في الميزانيات التي توزع من اجل الأمن والأمان للمواطن، العنصرية تتجلى هنا، ويبدو أن دماء العربي أرخص من دماء اليهودي بنظر المؤسسات".

وقال أبو شحادة: "لا أحبذ التطرق إلى العنف والجريمة بالأعداد والأرقام، الأمور لا تقاس بالأعداد، إذا كان عدد الجرائم في بلد قليلًا، فهذا لا يعني أن أمور البلد على ما يرام، لا يجب أن نتعامل بالأرقام وخاصة في حالات القتل".

وأوضح أبو شحادة أنّ "علينا أن نفرق بين العنف والجريمة المنظمة، والتي هي بحد ذاتها مؤسسة، لها جنودها ومحاموها، مدينة يافا تجذب تلك المؤسسات الإجرامية بسبب الاقتصاد المزدهر فيها، وباتت مطمعا لهم. هنا علينا أن نفرق بين هذه المنظمات الإجرامية وبين الجريمة التي ترتكب خلال شجار صدفة".

واعتبر عضو البلدية أنّ "على الشرطة مسؤولية كبيرة لما يجري، الأمر ليس بزيادة عدد أفراد الشرطة في يافا أو بإقامة محطات شرطة إضافية، لا تقاس الأمور هكذا، إنما تقاس بالنجاح الذي يتمّ تحقيقه على أرض الواقع، مع خطة شمولية من أجل دحر الجريمة".

وأشار أبو شحادة إلى أنّ "أكثر من يتذمر من الوضع في يافا هم اليهود الذين سكنوها في الفترة الأخيرة، لأنهم اعتادوا على أمن شخصي متكامل في بلدانهم، لذا فإنهم حولوا يافا إلى شيكاغو وبلد تسكنها الأشباح".

واعتبر أنّ "الحلول لديهم تأتي فقط بالقوة لأنهم يفكرون عسكريا فقط، شرطة وجيش وسجن واعتقال، أنا ضد أن ينتشر أفراد الشرطة بكثافة في يافا لأن هذا منه الممكن أن يخلق احتكاكا بين الناس، ويسبب مشاكل أكثر، نعلم ما هي عقلية الشرطة لذا فإن هذه الطريقة غير مجدية".

وأكّد أبو شحادة أنّ "علينا أن نسأل ماذا فعلت الشرطة في العام السابق 2019؟ ماذا حققت؟ ولماذا اختفت العائلات الإجرامية في المجتمع اليهودي وفي مجتمعنا تزداد قوتها؟".

وأشار إلى أنّ "المشكلة ليست في يافا، المشكلة قطرية، مؤسسات الإجرام تتمدد وتصل إلى يافا غالبها لتفرض سيطرتها أكثر بسبب الانفتاح الاقتصادي في المدينة".

واختتم أبو شحادة حديثة بالقول إنّ "ضائقة السكن في يافا هي أحد المسببات لارتفاع الجريمة والعنف، إذ تختلف عن بقية القرى والمدن العربية للعديد من الأسباب، وعلى رأسها التربية والتعليم"، معتبرًا أنّ "علينا التّوقّف عن جلد ذاتنا، فنحن مجمع بغالبيته بسيط بعيد عن العنف والجريمة وفينا من يشرفنا بين المجتمعات، وفينا المتعلم والناجح، المجرمون قلة قليلة".

التعليقات