الصحة الإسرائيلية تحذّر: هذه البلدات العربية الأكثر تأثُّرا بكورونا

حذّرت وزارة الصحة الإسرائيلية، مساء يوم الجمعة، من ارتفاع عدد مرضى فيروس كورونا في القرى والبلدات العربية، لافتةً إلى أن كلا من طمرة، وعرب الشبلي، وجسر الزرقاء، وباقة الغربية، وجت المثلث، وأم الفحم، ودبورية، تشهدُ تصاعُدًا في الدالة التصاعدية للمصابين

الصحة الإسرائيلية تحذّر: هذه البلدات العربية الأكثر تأثُّرا بكورونا

طواقم فحص كورونا في بني براك (توضيحية - أ ب)

حذّرت وزارة الصحة الإسرائيلية، مساء يوم الجمعة، من ارتفاع عدد مرضى فيروس كورونا في القرى والبلدات العربية، لافتةً إلى أن كلا من طمرة، وعرب الشبلي، وجسر الزرقاء، وباقة الغربية، وجت المثلث، وأم الفحم، ودبورية، تشهدُ تصاعُدًا في الدالة التصاعدية للمصابين بالفيروس، فيما يُطرَح تساؤل؛ حول مدى دقة النسب، وبالتالي الصورة الحقيقية لتفشي الوباء، بسبب تدني نسبة الفحوصات في البلدات العربية.

وذكر الناطق الطبي بلسان وزارة الصحة، الدكتور زاهي سعيد، أن "المعطيات في المجتمع العربي تدعو للتفاؤل ولكن نحذر من أن يتحول هذا التفاؤل إلى استهتار ويحول دون الالتزام التام بالتعليمات"، كما ناشد "المواطنين عامة، وسكان البلدات المذكورة بالالتزام التام بالتعليمات حفاظا على سلامة الجميع ولمنع تفشي وباء كورونا".

وأضاف سعيد: "يكفي عدم انضباط شخص واحد فقط بالتعليمات حتى يعاود المرض التفشي والاستفحال في القرى والبلدات العربية. لذلك من الضروري الالتزام بالتعليمات حتى نستطيع الانتصار معا على مرض (وباء) كورونا"، موضحا: "نحن على تواصل مع رؤساء البلديات والمجالس المحلية في محاولة للحد من انتشار الوباء".

وقال مساعد مدير المستشفى الإنجليزي في الناصرة، الدكتور أمير عليمي، تعليقا على استقبال أول مريض كورونا في المستشفى، إن "أعداد المرضى في المجتمع العربي في ازدياد وهذا يعطينا (يُضيء) الشارة الحمراء. كنا نتمنى أن يبقى قسم النصر خاليا من المرضى، ولكننا استقبلنا اليوم المريض الأول".

وأضاف عليمي: "قسم النصر موجود بمعزل عن باقي أقسام المستشفى ومجهز بأحدث التجهيزات الإلكترونية، وعليه فإن بقية الأقسام في المستشفى تتابع عملها كالمعتاد".

وتابع: "ننصحكم باستمرار التباعد الاجتماعي، والبقاء على حذر، واتخاذ تعليمات وزارة الصحة على محمل الجد، لنجتاز هذه المرحلة".

من جانبه، قال رئيس المجلس المحلي في جسر الزرقاء التي تعاني من "تعامل عنصري" من قِبَل الشرطة، مراد عماش، تعليقا على ازدياد عدد مُصابي كورونا في بلدته: "جميع المرضى في جسر الزرقاء بحالة بسيطة ونرجو لهم السلامة، ونؤكد حرصا على سلامتكم، وعلى حياتكم أن تحافظوا على البقاء في بيوتكم، وأن تبتعدوا عن اللقاءات والتجمهرات وأن تلتزموا بالمحافظة على توجيهات وتعليمات وزارة الصحة لنضمن لأنفسنا الخروج من الأزمة بأسرع وقت ممكن".

كشف معطيات جديدة حول المُصابين العرب

على صلة، كشفت معطيات جديدة حصل عليها النائب د. يوسف جبارين من وزارة الصحة عن ارتفاع مقلق بعدد مرضى كورونا في البلدات العربية في الأيام الأخيرة.

وأوضحت المعطيات الّتي جاءت في التقرير الجديد أن نسبة حالات المرض لمن هم فوق الـ60 عامًا في المجتمع العربي هي 8.3%، مقارنةً بنسبة 13% في البلاد عامة بنفس الفئة العمرية، إلا أن "النسبة المتدنية للفحوصات بين العرب قد تُخفي صورة مقلقة أكثر لانتشار المرض (الوباء)".

وبلغت نسبة المُصابين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، 47% من مجمل الإصابات في المجتمع العربي، فيما وصلت النسبة العامة في نفس المرحلة العمرية في البلاد، إلى27%.

نسبة الفحوصات المتدنية في المجتمع العربي

وأكّد التقرير الصادر عن مركز المعلومات القطري لمواجهة الفيروس على أهمية مطلب القيادات العربية بزيادة عدد الفحوصات في البلدات العربية، إذ يشدد التقرير على نسبة الفحوصات المتدنية في المجتمع العربي وأهمية زيادتها بشكل جدي، فالنسبة المنخفضة من شأنها أن تفسّر حالات المرض المنخفضة نسبيًا في البلدات العربية مقارنة بالمجتمع اليهودي.

وأشار التقرير إلى تحديات خاصة في مواجهة انتشار المرض في المجتمع العربي وخاصة طبيعة السكن في المجتمع العربي الّذي يجمع بين الأجيال الشابة والمسنّة بسبب السكن قريبًا من الأهالي والأجداد، إضافةً إلى النشاط الاجتماعي البارز في شهر رمضان الّذي بات على الأبواب.

وقال النائب جبارين: "هناك وجهان بارزان لهذه المعطيات، فمن جهة ما زلنا نشهدُ حالات مرض منخفضة من الناحية النسبية في مجتمعنا، وبالأخص لدى أهالينا الّذين يزيدون عن الـ60 عاما، لكن من جهة أخرى ما زلنا غير متأكدين أن هذه النسب تعكس الصورة الحقيقية بسبب تدني نسبة الفحوصات في البلدات العربية ومن هنا نؤكد على ضرورة زيادة الفحوصات بشكل جدي".

وحول اقتراب شهر رمضان في ظل أزمة كورونا، قال جبارين: "يعود علينا شهر رمضان الفضيل هذا العام في ظل أزمة كورونا، مما يفرض علينا إحداث تغيير بأنماطنا الاجتماعية المتعارف عليها خلال هذا الشهر، وخاصة التعامل بحذرٍ شديد مع أهالينا الكبار في السن".

التعليقات