زمن كورونا: شبح الإخلاء والتشريد يتهدد عائلة بالرامة

يتهدّدُ شبح الإخلاء والتشريد عائلة تضم 5 أنفار من قرية الرامة بمنطقة الشاغور، في أعقاب تلقيها أمر محكمة يلزمها بإخلاء المنزل الذي تقطنه منذ العام 1990.

زمن كورونا: شبح الإخلاء والتشريد يتهدد عائلة بالرامة

أُسرة سيلا قزعورة مهددة بالتشريد

يتهدّدُ شبح الإخلاء والتشريد عائلة تضم 5 أنفار من قرية الرامة بمنطقة الشاغور، في أعقاب تلقيها أمر محكمة يلزمها بإخلاء المنزل الذي تقطنه منذ العام 1990، في حين وقعت العائلة ضحية لتداعيات أزمة كورونا، فقد خسر رب الأسرة مكان عمله منذ بدء انتشار الفيروس في شهر آذار/ مارس الماضي.

وبموجب قرار المحكمة فإن على الأسرة إخلاء المنزل والأرض، لغاية يوم الاثنين المقبل.

وكانت المحكمة المركزية في حيفا قد أصدرت القرار بحق العائلة، مطلع الشهر الجاري، بعد الدعوى التي تقدم بها المجمع المعمداني المسؤول عن الكنيسة المعمدانية بالرامة، وذلك بادعاء ملكيته للأرض.

قزعورة: "ما يصعّب علينا الأمور هم الأطفال"

واستهل رب الأسرة، سيلا قزعورة، حديثه لـ"عرب 48"، بالقول إن "القضية بدأت منذ أكثر من 40 عاما حينما منح المجمع المعمداني أرضا لوالدي من أجل التصرف بها وبناء كنيسة في البلدة، بعدما جرى تعيينه بمنصب قس في البلدة، وبمساهمته قام بتشييد الكنيسة بالإضافة إلى افتتاحه حضانتين للأطفال ومبنى للأيتام بمجهوده الشخصي".

وأضاف أنه "في السنوات الأخيرة، تعرض والدي قبل وفاته لتحريض ومضايقات ضده وصلت إلى حد إغلاق مبنى الأيتام ومطالبته بإخلاء الأرض بعد كل ما بذله من جهد على مدار سنوات طويلة، ومن هنا بدأت المحاكم فيما بيننا إلى أن تلقينا في الأيام الأخيرة أمرا بإخلاء الأرض".

قزعورة: "عرضوا علينا مقابلا ماديا لقاء إخلاء الأرض والمنزل"

وأكد قزعورة أنه "خلال تداول القضية في أروقة المحاكم عرضوا علينا مقابلا ماديا بمئات آلاف الشواقل لقاء إخلاء الأرض والمنزل، الأمر الذي رفضناه من منطلق تمسكنا بالمنزل بسبب عدم وجود مأوى آخر لنا، ناهيك عن أنه لا تهمنا الأمور المادية بقدر توفير مأوى، خصوصًا وأن الحديث يدور عن عائلة لديها 3 أطفال".

وأشار إلى أن "حجم التعاطف والمساندة لنا على صعيد البلدة وخارجها لا يوصف، إذ جرى نصب خيمة اعتصام بجانب المنزل وهناك تنسيق لاجتماع شعبي، يوم الخميس المقبل، من أجل التصدي لقرار الإخلاء الصادر بحقنا".

ووصف رب الأسرة، وهو مرنّم وعازف، شعور العائلة بالقول إنه "نكاد نجهل مصيرنا، وأطفالي في حالة نفسية يشوبها الخوف والقلق الشديدين في ظل الوضع الراهن، وما يصعّب علينا الأمور هم الأطفال الذين باتوا يبكون بسبب تخوفهم مما قد يحصل".

وتساءل "كيف لهؤلاء أن يناموا الليل في منازلهم وهناك أطفال مشردون في الشوارع، ألا ينتابهم شعور بالذنب وتأنيب الضمير؟".

وختم قزعورة بالقول إنه "اعتدنا على أن محبة المسيح تجمعنا، ومن هنا لو عمل أصحاب القرار هذا وفقا لمحبة المسيح لكانت هذه المحبة جمعتنا، لكن مع الأسف فإنهم عملوا من أجل الاقتصاد والأموال وحساباتهم البنكية، ومن هنا إذ أدعو كل من هو صاحب حق أن يتمسك به حتى لو وقفت كل السلطات ضده".

تعقيب رابطة الكنائس المعمدانية في البلاد

وجاء في تعقيب لرابطة الكنائس المعمدانية في البلاد، أن "جورج قزعورة هو قس مسيحي من الناصرة أرسله المجمع المعمداني إلى قرية الرامة في سنوات السبعينيات ليكون قسيس الطائفة المعمدانية هناك، لهذا الغرض انتقل للسكن على أرض تتبع لهذا المجمع".

وتابعت "بعد سنوات أقام القس جورج قزعورة جمعية خيرية من خلالها بدأ العمل على مشروع بناء بيت للأولاد الأيتام يتبع للكنيسة المعمدانية هناك، وقام بتجنيد أموال من كنائس ومؤسسات مسيحية خارج البلاد لهذا الغرض، بحكم وظيفته وموقعه كقسيس الكنيسة في الرامة".

ومضى البيان "بعد عدة سنوات فشل مشروع بيت الأيتام الذي أداره القس جورج قزعورة، وبسبب فشل المشروع أغلقت الجمعية بعد تورطها مع مسجل الجمعيات، وبعد ذلك خسر القس كل أعضاء كنيسته التي أغلقت أبوابها وبقي للسكن في أرض الوقف ولم يتركه كما هو متبع أن يغادر رجل الدين أرض الوقف عندما تنتهي خدمته".

وأوضحت الرابطة في بيانها "حاول مسجل الجمعيات مصادرة الأرض وكل ما عليها من مباني، بسبب سوء إدارة الجمعية الخيرية التي أسسها القس جورج قزعورة، ولولا صحوة البعض لتمت خسارة الملك كله، بعد كل هذا طلب المجمع المعمداني من القس جورج قزعورة إخلاء الأرض، إذ كانت المحاولات بكل الطرق السلمية وعرض عليه تعويضا ماليا سخيا ليبدأ حياته من جديد، لكنه رفض كل العروض وانتقل الموضوع إلى القضاء عام 2014".

ونوهت إلى أن "المجمع المعمداني في البلاد هو صاحب الملك وهو الذي قدم الدعوى لإخلاء المكان وليس رابطة الكنائس المعمدانية في البلاد، إذ أن المجمع يمثل المعمدانيين الأميركيين بينما الرابطة تمثل الكنائس العربية، وبناء عليه حاول عدد من المعمدانيين المحليين الوساطة والمساعدة فقدم المسؤولين عن الملك والكنائس المحلية عدة عروض مالية بهدف فض النزاع بطرق سلمية إلا أن القس جورج قزعورة رفضها كلها".

وأكملت "في عام 2015 توفي القس جورج وفي عام 2016 توفيت زوجته أيضا، لكن ابنه سيلا وهو متزوج مع أولاد استمر بالسكن في أرض الوقف بدون مقابل بعد وفاة والديه واستمر في المحاكم وخسر في محكمة الصلح وأيضًا في الاستئناف بالمحكمة المركزية، وبالرغم من أن المحكمة قررت أنه لا يحق لسيلا أي تعويض، إلا أن أصحاب الملك وأيضًا المحليين عرضوا مبلغا من المال لمساعدة سيلا ليستأجر منزلا ويشق طريقه لوحده".

وأضافت أن "المحكمة تطرقت في قرارها المفصل في محكمة الصلح بحيفا إلى الادعاء بأن القس جورج قزعورة قام ببناء بيت الأيتام وبيوت العائلة من أمواله الخاصة، وقالت بالحرف الواحد إن ذلك غير صحيح، وبناء عليه قررت المحكمة أن المتبرعين الذين قدموا الأموال كان هدفهم بناء بيت للأولاد الأيتام يتبع للكنيسة المعمدانية وليس له شخصيا وليس لبيوت خاصة لعائلته طيلة الحياة، وهذا ما أكدته المحكمة والقضاء".

واختتمت الرابطة بيانها "بالرغم من كل هذا، نقوم في الأسابيع والأيام الأخيرة بمساع لإقناع سيلا قزعورة الخروج من أرض الوقف المسيحي التي يسكن فيها وقبول تعويض يساعده وعائلته في بداية حياة جديدة، ومن هنا إذ نؤكد أن لا أحد منا يرغب في أن يشرد أطفال أو الإساءة لعائلة، مهما كانت وخصوصًا سيلا وهو ابننا والعديد يعرفه منذ كان طفلا صغيرا وهو ابن لقس معمداني".

التعليقات