"عدالة" يتقدّم بشكوى للسلطات: "خروقات خطيرة" بحقّ معتقلين بمسكوبية الناصرة

بعث مركز عدالة، الإثنين، بشكوى إلى المستشار القضائي للحكومة وقسم التحقيق مع الشرطة "ماحاش"، تؤكّد "ارتكاب خروقات خطيرة واعتداءات وحشية بحق المتظاهرين من خلال العنف المفرط والضرب المبرح الموجه نحو الرأس ونحو الوجه" في مركز "المسكوبية" في الناصرة.

مشاركون في مظاهرة بالناصرة (أرشيفية - "عرب 48")

بعث مركز "عدالة"، الإثنين، بشكوى إلى المستشار القضائي للحكومة، وقسم التحقيق مع الشرطة "ماحاش"، تؤكّد "ارتكاب خروقات خطيرة واعتداءات وحشية بحق المتظاهرين من خلال العنف المفرط والضرب المبرح الموجه نحو الرأس ونحو الوجه" في مركز "المسكوبية" في الناصرة، مطلع الهبّة التي جاءت التحاما مع القدس وغزة، وضد اعتداءات الشرطة والمستوطنين.

جاء ذلك بحسب بيان أصدره المركز يوم الإثنين كذلك، قال فيه إن "الطاقم القانوني في مركز عدالة وثق شهادات معتقلين ومحامين ومسعفين، تُفيد باعتداءات عنيفة أثناء اعتقالات متوحشة ضد المارين والمتظاهرين في الناصرة، من قبل شرطيين ومستعربين واقتيادهم إلى غرفة تعذيب ضيقة، بات المعتقلون فيها طوال ليلة كاملة وسط منع دخول المحامين إلى مركز شرطة المسكوبية ومنع تقديم العلاج للمصابين".

وطالب عدالة "بفتح تحقيق عاجل من قبل ’ماحاش’ ضد جميع أفراد الشرطة الضالعين في هذه الاعتداءات والانتهاكات الصارخة بحقوق المعتقلين، والإطاحة بضابط مركز المسكوبية المسمى إيلي صاروك، من عمله، بالإضافة إلى تحقيق شامل ومعمق على المستوى المنهجي واستخلاص نتائج ضد جميع المسؤولين، مع اختلاف تسلسلهم (في ما يخص) الخروقات الصارخة المذكورة في الشكوى".

وذكر البيان أن مُسعفا "وصف في إفادته معالجة 6 إصابات، 2 منها خطيرة حيث شاهد المصاب شادي بنا، تسيل من رأسه الدماء، ويبدو عليه التعب والإعياء الشديد حد الإغماء. وطلب المسعف من الشرطة نقل المصابين إلى العلاج الطارئ في المشفى لكن طلبه قوبل بالرفض وتم تحويلهما فقط في ساعات الصباح، وسط تشكيل خطر على حياتهما".

وأضاف البيان: "المحاميين الذين أدلوا بإفادتهم وصفوا (أكدوا) إغلاق المركز بوجههم من قبل أفراد الشرطة، ومنعهم من الدخول لساعات طويلة، وواصلوا الانتظار خارج أبواب المسكوبية على مدار أيام من أجل الدخول ومنح الاستشارة للمعتقلين، وتم الاعتداء على إحدى المحاميات التي وصلت لتقديم الاستشارة قال لها الشرطي بعد إسقاطها أرضا: ’اقتربي يا كلبة’ وتم ضرب محام آخر كان برفقتها واقتياده إلى الاعتقال، وتلقى مركز عدالة شهادات محامين آخرين ضُربوا واعتقلوا، وأفاد المحامين أيضا بالإفراج عن عدة معتقلين دون إعادة ممتلكاتهم الشخصية كالنقود والهاتف النقال والنظارات الشمسية، وعن التحقيق مع قاصرين دون حضور والديهم أو حتى إعلامهم بالاعتقال".

وتابع: "تلقى المعتقلون في مركز المسكوبية سلسلة من الاعتداءات والتنكيل، والإهانة التي بلغت حد التعذيب بالإضافة إلى العنف والضرب المتوحش، إذ وصل عدة معتقلين إلى مركز الشرطة يعانون من إصابات تلقوها من المستعربين الذين واصلوا ضربهم واعتقالهم دون التعريف عن أنفسهم، وروى أحد المعتقلين أنه مر بجانب ملثمين يضربون طفلا بقسوة ووحشية، ووقف كي يساعده ولم يعلم أنهم مستعربون من الشرطة فقاموا بالاعتداء عليه واقتياده إلى الاعتقال".

وقال البيان إن المعتقلين "وصلوا إلى المحكمة مع غُرز في الرأس وتورم وخدوش في الوجه، وعلامات زرقاء في الجسد، وآثار لعنف جسدي ونفسي تلقاه المعتقلون والمحامون، وظهرَ في جلسات محاكمتهم، ووثق في ’البروتوكول’ حيث طالبت القاضية بتحويل أحد الملفات إلى ’ماحاش’... بعد أن رأت علامات العنف الظاهرة على المعتقل".

ونقل البيان شهادة باسمِ فايز زبيدات الذي تحدث عن تجربة اعتقاله القاسية، قائلا: "أفراد الشرطة قاموا بجري وضربي طوال الطريق المؤدي من ساحة العين (في الناصرة) إلى المسكوبية وأمروني بالنظر إلى الأسفل رغم أنني لم أعارض اعتقالي، شاهدنا شرطي في الطريق كما يبدو أنه ضابط ما فضحك بصوت عال وقال لهم: ’اعتقلتم هذت فقط؟ لا يكفي أريد المزيد’".

وأضاف زبيدات: "قيدوا يداي بالأصفاد فور وصولنا مركز الشرطة وحولوني إلى شرطي آخر قام بإدخالي إلى غرفة صغيرة تواجد فيها معتقلون آخرون، وأفراد الشرطة قاموا بفك الأصفاد عن يدي وربطي بذات الأصفاد مع معتقلين آخرين... وبدأوا بضربنا ضربا مبرحا بأقدامهم وعصيهم".

وقال المحاميان ناريمان شحادة- زعبي، ووسام شرف في الشكوى، إنه في "غرفة التعذيب في جهة اليسار من مدخل مركز المسكوبية، أجبر أفراد الشرطة المعتقلين بالجلوس أرضًا وسط ربط أيديهم وأرجلهم وجلوسهم أرضًا والرأس موجه نحو الأسفل، وضربهم ضربات قاسية في جميع أنحاء أجسادهم وركلهم بواسطة الأرجل والعصي.. و(ضرب) رؤوسهم بالجداران والباب، مما أدى إلى إصابات بالغة للمعتقلين".

وأضافا بحسب البيان أن "من جازف (من بين المعتقلين) برفع رأسه للأعلى، تلقى المزيد من الضرب الذي استمر حتى امتلأت أرضية الغرفة جميعها بالدماء، كما تم إلزام بعض المعتقلين بالتوقيع على اعتقال منزلي مدته (5) أيام مقابل تلقيهم العلاج ودون استشارة محامي".

التعليقات