الآلاف في المهرجان الإحتجاجي على اعتقال د. سعيد ومخول في كفركنا...

تحولت بعد عصر الخميس الباحة المتواضعة لمنزل الدكتور عمر سعيد في كفر كنا إلى ميدان وطني بعدما اصطف فيها الآلاف من المتضامنين من ابناء الحركة الوطنية للتعبير عن رفضهم وعزمهم على التصدي للملاحقات السياسية

الآلاف في المهرجان  الإحتجاجي على اعتقال د. سعيد ومخول في كفركنا...
تحولت، بعد عصر الخميس13/05/2010، الباحة المتواضعة لمنزل الدكتور عمر سعيد في كفر كنا إلى ميدان وطني بعدما اصطف فيها الآلاف من المتضامنين من ابناء الحركة الوطنية للتعبير عن رفضهم وعزمهم على التصدي للملاحقات السياسية لقادة العمل الوطني لدى فلسطينيي الداخلي، وآخرها اعتقال الدكتور عمر، القيادي في التجمع، وأمير مخول، مدير "إتجاه" ورئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة.

وقلما شهد العمل الوطني في الداخل نشاطات سياسية يومية متواصلة بمشاركة واسعة ضد سياسات اسرائيل العنصرية، فقد شهد هذا الأسبوع ثلاثة نشاطات حاشدة جراء اعتقال سعيد ومخول، بدءًا بمظاهرة يوم الأثنين في حيفا، ومروراً بالتظاهرة الواسعة قبالة المحكمة في بيتاح تكفا، الأربعاء، وحتى الخميس بالمهرجان الحاشد في كفر كنا.

ووصل الآلاف من القرية وخارجها الى باحة منزل الدكتور عمر في كفر كنا للمشاركة في المهرجان الإحتجاجي الذي دعا له التجمع الوطني الديمقراطي في كفر كنا، فيما كسا علم فلسطيني كبير واجهة المبنى المجاور لمنزل د.سعيد، وغطت لافتات برتقالية خلفية منصة المتحدثين تحمل صور المعتقلين وشعارات تطالب بإطلاق سراحهما من أقبية المخابرات الاسرائيلية، اضافة للافتة كبيرة كتب عليها: "التجمع... إنتماء وكبرياء".

"نور إرادتنا أقوى من ظلام زنازينكم" كان عنوان المهرجان الحاشد الذي افتتحه الناشط السياسي، بكر عواودة. وحيا عواودة في مستهل كلمته الحضور الكبير، وقال: اجتماعنا اليوم هو رسالة بأننا" لن نركع ولن نخضع" ليس من فعل التضامن/ فلا يتضامن الاخ مع اخيه بل هو مناصرة وتدعيم وتأكيد على تصعيد النضال الجماهيري الجماعي والقانوني والسياسي وهو رسالة نطلقها مفادها ان القضية التي يمثلها عمر وامير هي قضيتنا جميعا.... القضية تخص كل واحد منا وتخص ابنائنا ومستقبلهم في وطنهم. هي قضية حدود المواطنة وحدود المسموح والممنوع. نعم، إن اجتماعنا اليوم هو رسالة الى المؤسسة الاسرائيلية تقول وبصوت عال نور إرادتنا اقوى من ظلام سجونكم".

وكانت الكلمة الأولى لرئيس لجنة المتابعة، محمد زيدان، الذي قال: نشدد هنا على اهمية التلاحم والوقوف جنبا الى جنب لمواجهة سياسة الحكومة العنصرية التي تعمل بكافة الجهود والامكانيات ضد الاقلية العربية في البلاد ". وأضاف: "نحن موحدون في النضال في لإطار لجنة المتابعة ضد الملاحقة السياسية".

بدوره قال رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ورئيس بلدية الناصرة، المهندس رامز جرايسي:"نوجه إليهم رسالة ان عليهم ان يتحركوا لوقف هذا المسلسل الذي يستهدف كل ما هو طيب على هذه الأرض ، يستهدفنا كوحدة قومية أقلية عددية، أصيلة في تاريخها ومستقبلها . هذه الحملة ليس فيها جديد بما فيه الخطوة الاخيرة التعسفية باعتقال عمر وأمير، الملاحقة تبدأ بطرف واحد وتنتقل للطرف الآخر وهو المجتمع الإسرائيلي".

وقال رئيس الحركة الإسلامية الشمالية الشيخ رائد صلاح : "ليس فينا معتدل ولا متطرف بل كلنا مخرز حاد في عين الظلم الإسرائيلي ، كلنا كرامة وحرية وصمود في وجه المخابرات الإسرائيلية وستبقى الجميع يردد ويقول في هذا المهرجان نعم لن نركع سوى لله سبحانه وتعالى". وأضاف: لن نسمح للسلطة بالإستفراد بالتجمع ولا بغيره، فإستهداف أي واحد منا هو استهداف لنا جميعاً".

وقال رئيس الحركة الاسلامية الجنوبية، الشيخ حماد دعابس :"يجب أن نقف مجتمعين على قلب واحد كلنا في الهم وسواء ، ونحن نواجه هذه الهجمة الشرسة التي تواجه الجماهير العربية ، والتي تعتبر رسالة لكل طفل من أطفالنا ولكل امرأة من نسائنا ولكل رجل وعجوز منا ولكل شاب نقول له ارتدع واجلس في بيتك فان مصيرك مثل فلان وفلان نقول ردا على هذه الرسالة اذا استهدف احدنا في كفركنا وحيفا فان عرعرة النقب ، كابول ، كفرقاسم يقول كلنا كفركنا وكلنا حيفا وكلنا أمير وعمر".

وتحدث محمد كناعنة نيابة عن حركة "ابناء البلد"، وقال: "فلنكن جميعا فخورين بهذا الاعتقال رغم اننا لا نهوى السجون والاعتقال ، وفي هذا الأسلوب يعتقدون بأنهم يخوفوننا ولكننا نقول لهم ولجهاز الشاباك ولعملائه خسئتم خسئتم ،ونقول ان زنازينكم لن ترهبنا وسجونكم لا تخيفنا واعتقالاتكم لن تردعنا"، مؤكداً على استعداد الجماهير العربية الإستمرار في خوض نضالها المشروع مهما كلف الثمن ورغم الإعتقالات والسجون.

وثحدث رجا اغبارية نيابة عن لجنة الحريات المنبثقة عن المتابعة قائلا :"تحدث عن مسيرته النضالية مع الدكتور عمر سعيد، وأكد: "أننا مستمرون لمواجهة المشروع الصهيوني الدنس ، وهذه الحكومة تستهدف جميع المسؤولين اعضاء الكنيست ويلاحقونهم على كل كلمة..". وشدد: " يا عمر ستحطم كل مؤمرات المخابرات على صخرة ابو صخر".

زحالقة : "امير وعمر... انتما ملح الارض نسور فلسطين وصقور الحرية"...

وعن التجمع الوطني الديمقراطي، تحدث رئيس كتلته البرلمانية، النائب د. جمال زحالقة، استهلها بالقول:"اخي امير أخي عمر... انتما ملح الارض، نسور فلسطين وصقور الحرية، شوكة في حلق الظلم ومخرز في عيون الظالمين، لن نقول لكما ارفع راسك يا امير وعمر، فرؤوسكم مرفوعة واقفين على هذه الارض الطيبة ".

وتابع زحالقة "ان المخابرات الإسرائيلية تحيك لعمر وأمير تأويلات وأحاديث، شبيهة لتلك التي أحيكت ضد الدكتور عزمي بشارة، والشاباك اختار الدكتور عمر وأمير عمدا وليس صدفة لان أمير فضح عنصرية إسرائيل للعالم اجمع، وعمر هو شخصية وطنية بارزة ومؤثرة وقيادية في الحركة الوطنية منذ زمن". وأضاف: "هذه ملاحقة سياسية وهي تحصل عندما تحاول السلطة اضفاء بعد أمني وجنائي على عملنا السياسي الجماهيري المشروع. الجماهير العربية اختارت إستراتيجية النضال السياسي الجماهيري، وهناك أقليات في العالم كانت لها خيارات أخرى، وإذا اغلق هذا الباب أمامنا، فقد يضطر الناس الى الذهاب لخيارات اخرى، والسلطة تتحمل المسؤولية".

وأكد زحالقة: "هذه ملاحقة سياسية لأنه فوراً بعد اعتقال الدكتور عمر وأمير بدأت حملة منظمة من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية والسياسيين ضد التجمع الوطني الديمقراطي، فهناك من طلب شطب قائمته ومنع خوضه الإنتخابات وهناك من طالب إعتباره تنظيم غير قانوني، وهناك من طالب حتى بالتحقيق مع نوابه وعرضهم على ماكنة كشف الكذب – بوليغراف، وذهبت الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى التحريض بأن التجمع هو دفيئة لما تسميه المنظمات الإرهابية. فالترجمة السياسية لهذه الحملة هي استهداف التجمع لأنه يطرح تحديات سياسية وقومية وديمقراطية أمام اسرائيل كدولة تعرف نفسها يهودية وديمقراطية".

وتحدثت جنان عبده - مخول زوجة أمير مخول، كما تحدثت أنعام سعيد زوجة الدكتور عمر سعيد عن " السياسة التي يتبعها المحققون والمسؤولون في منع المعتقلين من رؤية عائلاتهم والجلوس مع المحامين "، وكذلك شكرتا جميع من ساندهم ووقف إلى جانبهم في هذه المحنة ".

وأكدت الزوجتان " بأن أعمالهم لن تخيفنا ولن ننحني إليها بل سنستمر في النضال "، "وان الشاباك هو من حاك جميع الاتهامات الكاذبة والظالمة "..................

التعليقات