الأسير المحرر حسام خليل: أن تعيش مشهد الأسر يعني أن تنتقل من العام إلى التفاصيل الموجعة

:"حقيقة كنت اسمع قبل الأسر كغيري عن مجموعات وأرقام سجناء وعن سنوات الأسر الطويلة، لكني عايشت وتفاعلت ووجدت أن كل رقم من هؤلاء الأرقام هو حالة وقضية إنسانية

 الأسير المحرر حسام خليل: أن تعيش مشهد الأسر يعني أن تنتقل من العام إلى التفاصيل الموجعة

التقينا مع الأسير السياسي المحرّر حسام خليل، الذي احتضنته جموع الأهل والأعزاء والأسرى المحررين في زفاف وطني ألفته البلدات العربية في الأعوام الأخيرة ليكرم الأسرى بما يستحقون من تكريم، وحاورناه حول تجربة الأسر ومعناها وأثرها عليه.
سألنا حسام عن رأيه بالاستقبال المفعم بالعزة، والذي يختلف عما كان في الماضي حيث كان الأسرى يدخلون بيوتهم كالأيتام، وذلك إما لأسباب من عدم الوعي وإما خوفا، إلا أن الأمر تغير في السنوات الأخيرة حيث أصبح استقبال الأسير يشكل مناسبة سعيدة لها مدلولاتها القيمية، ليس لفرحة الأهل فحسب بل لقطاعات متزايدة من عرب البلاد.
أجابنا حسام خليل: "من الواضح أن مشهد الاستقبال كان لافتا ومؤثرا لاسيما أننا ألفنا هذا المشهد فقط في مناسبات الزفاف التقليدية، أما أن تحولت هذه المناسبات إلى أعراس وطنية تشارك بها هذه الجموع، فهو يدلل على مستوى وعي وموقف يحمل في طياته قيمة ومعنى وإدراك علينا الحفاظ عليها في ظل التراجع العام الثقافي والاجتماعي، إن هذا الاحتضان يمنح الأسير القوة والثقة و يضعه أمام مسؤولياته، أمام نفسه وأمام مجتمعه ليواصل عطاءه ودوره في خدمة بلده. هذا الاستقبال دليل واضح على أن شعبنا وقواه الحية من شانها أن تعزز هذه الروح لدى الشباب للقيام بدورها السياسي والجماهيري دون فقدان البوصلة، كما أن ذلك يعتبر دليلا على أن شعبنا هو شعب يستحق الحياة ويستحق الحرية بجدارة".

عامان ونصف العام ربما في عمر الشعوب لا تعني الكثير بينما في حياة الأفراد قد تحمل الكثير الكثير من الدقائق والثواني المغموسة بالقهر والوجع بل العزة في نفس الوقت لاسيما في حياة الأسر الطويلة المثقلة بالحنين للانعتاق والحرية وحول ذلك يقول خليل: "ربما بالنسبة لي مقارنة مع من تجاوز أسره الربع قرن من القهر والنزف المتواصل هي لاشيء، لكن عامان ونصف العام من معايشة مشهد الأسر والأسرى، على مدار الزمن العنيد هناك، يعني لك تفاصيل تدمي القلب حول تأبيد الوجع الإنساني اليومي لمن أفنى عمره في سبيل قيمة استحقت ذلك الوجع، ويزداد الألم عندما يشعرون انه تم التخلي عنهم، ويزداد عندما أتذكر أنني تركت خلفي 130 أسيرا مر على أسرهم أكثر من عشرين عامًا".
وأضاف: "مع ذلك فكانت بالنسبة لي تجربة خاصة واستثنائية خصوصا مع صغر سني، فقد أكسبتني تجربة إنسانية ثقافية غنية جدا حيث انك تسمع أو تقرأ عن السجن شيء وان تعايش الواقع بتفاصيله وحكاياته وان تتحول جزء حي من المشهد ألاعتقالي فهو شيء مغاير تمامًا".

وحول عالم الأسر ومعنى الأرقام داخل السجون تحدث خليل بتأثر وقال:"حقيقة كنت اسمع قبل الأسر كغيري عن مجموعات وأرقام سجناء وعن سنوات الأسر الطويلة، لكني عايشت وتفاعلت ووجدت أن كل رقم من هؤلاء الأرقام هو حالة وقضية إنسانية تدمي القلب و تحمل كم من المشاعر والأحلام والآمال، وكذلك الأمراض المزمنة والمستعصية وهم يصارعونها بجبروت الأبطال، ومنهم من له أبناء وبنات وأمهات كسر الشوق ظهورهم وأعياهم الانتظار، وهنا لابد أن أتذكر مشهد والدة الأسير وليد دقة في الزيارات الأخيرة له، بعد ربع قرن من الزيارات المتواصلة، حيث أنها عند مقابلته لم تتمكن من التعرف عليه حيث تساءلت من يكون هذا الشاب..!!؟ ولك أن تتخيل بأي حال كان الرفيق وليد".
وحول ما حمل خليل من رسائل قال: رغم الفرحة إلا أنه يؤلمني بقاء آلاف الأسرى وبقاء زميلي وقريبي أنيس الصفوري في الأسر وبودي إطلاق صرخة ونداء إلى كل القيادات والهيئات و الجماهير العربية باسم الأسرى ونطالبهم كأضعف الإيمان الاهتمام بقضاياهم اليومية والتواصل الإنساني معهم للتخفيف من معاناتهم إلى جانب المطالبة بإطلاق سراحهم في أي صفقة تبادل مرتقبة.

 

التعليقات