بيان أسرى الداخل في ذكرى يوم الأرض: الشعب لا ينسى أسراه

في حين يؤكد الأسرى على أن يوم الأرض معركة وجود متواصلة وثقافة كفاح فإنهم يطالبون بإطلاق حملات لإطلاق سراحهم ويحذرون من التلاعب بآلامهم وآمالهم..

بيان أسرى الداخل في ذكرى يوم الأرض: الشعب لا ينسى أسراه
في الوقت الذي أكد في أسرى الداخل الفلسطيني على أن يوم الأرض ليس مجرد حدث من الماضي، بل هو معركة وجود متواصلة وثقافة كفاح ومقاومة شعبية، طالب الأسرى بإطلاق حملة جماهيرية سياسية واسعة لإطلاق سراحهم، كما طالبوا لجنة المتابعة بالتدخل لدى السلطة الفلسطينية ومطالبتها بتحمل كامل المسؤولية تجاه أسرى الداخل.
 
وحذر بيان صادر عن أسرى الداخل من التلاعب بآلام وآمال الأسرى من خلال الترويج لإطلاق سراح 123 أسيرا، مؤكدين أن ذلك خدعة وذر للرماد في العيون.
 
وأكد الأسرى على أنهم ليسوا قضية إسرائيلية داخلية، وإنما مسألة ومسؤولية فلسطينية وعربية بامتياز، وأن الاستسلام للإملاءات الإسرائيلية والتسليم بها يعتبر طعنة للحق الفلسطيني وتنكرا لتضحيات شعبنا.
 
كما حذر البيان من تنازل القيادة الفلسطينية عن أسرى الداخل، ودعا إلى إطلاق حملة شعبوية وحدوية فعالة لتحرير الأسرى، وبضمن ذلك دعم المهرجان الوطني في يوم الأسير.
 
وفيما يلي النص الكامل للبيان، حسبما ورد موقع عــ48ـرب من الأسرى:
 
بيان صادر عن أسرى الداخل – ٤٨
الشعب لا ينسى أسراه
 
من خلف جدران سجون الاحتلال يحيّي أسرى الحرية جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، ونخص جماهير شعبنا في الجليل والمثلث والنقب والساحل، هذه الجماهير صانعة يوم الأرض الخالد، الذي مثّل، ولا يزال، الحدث الكفاحي المفصلي الذي جسد فيه أهلنا الصابرون عظمة صمودهم وإصرارهم على حماية الوطن والذاكرة والإرادة الوطنية والانتماء.
 
 إن الجماهير القادرة على حماية الأرض والوجود بالوعي والمثابرة والتضحيات وأرواح الشهداء، هي أيضاً قادرة، حين تقرر، على تحرير أبنائها من أسرى الحرية. لقد بتنا جميعا ندرك أن الحرية هي هدف قابل للتحقيق، وأن ذلك ممكن حينما تلتقي وتتشابك الإرادة السياسية الوطنية بصمود الأسرى البواسل خلف الجدران معززا بالنضال الشعبي الفلسطيني ومستنهضين بكفاحنا كل أنصار ونصيرات الحرية في العالم. إن يوم الأرض ليس مجرد حدث من الماضي بل هو معركة وجود متواصلة وثقافة كفاح ومقاومة شعبية لمشاريع التهويد ونهب الأرض والوطن والاحتلال بكل أشكاله.
 
الوطن هو معادلة ثلاثية العناصر وهي: الإنسان والأرض والحرية. هذه المعادلة لا شك تفقد معناها حين يُغيّب أي من مركباتها. لقد غيبتنا قيادة م.ت.ف وفصائلها منذ توقيع اتفاقية أوسلو من كل معادلات الحلول والإفراج وتركتنا نواجه مصيرنا نحن وأهلنا وحيدين في السجون.
 
حذار من إستثناء أسرى الداخل – ٤٨
 
من هنا فإننا نناشدكم، أهلنا الأحباء، بالعمل المخلص والسريع على إطلاق حملة شعبية وحدوية فعالة لتحرير الأسرى، مؤكدين أن أسرى الـ ٤٨ هم في صميم وقلب قضية أسرى الحرية وليسوا على هامشها، كما تفعل ذلك السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ومن يدّعون الوصاية على شعبنا ونضاله.
 
أسرى الـ ٤٨ ليسوا قضية إسرائيلية داخلية، بل مسألة ومسؤولية فلسطينية وعربية بامتياز، وما الاستسلام للإملاءات الإسرائيلية والتسليم بها إلا طعنة للحق الفلسطيني وتنكراً لتضحيات شعبنا وتاريخه الكفاحي.
 
إن حقنا نحن فلسطينيي الـ ٤٨ وحق أسرى الـ ٤٨ لا يخضع لاعتبارات "خط أخضر" احتلالي، ولا لاعتبارات اتفاقيات أوسلو التي استثنتنا من الإفراجات، بل ينبثق من حق الشعب الفلسطيني، كل الشعب الفلسطيني، بالوطن والحرية. وعليه:
 
فإننا نحذر من التلاعب بآلامنا وآمال أسرنا مما تروج له قيادة السلطة الفلسطينية و م.ت.ف بأنها تطالب إسرائيل والرباعية الدولية بالإفراج عن ١٢٣ أسيراً ممن يقبعون في السجن من فترة سبقت إتفاقيات أوسلو، حيث لا يعدو ذاك إلا كونه خدعة وذراً للرماد في العيون. إن النطق الرسمي بهذا الرقم هو تضليل أخلاقي وسياسي خطير، لأن هذا العدد يستثني أسرى الـ ٤٨ الذين مضى على أسرهم ما يقارب ثلاثة عقود من المعاناة والقهر الإسرائيلي ومن ظلم "ذوي القربى" ممثلا أساسا بالقيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية المعارضة التي تنكرت لنضالهم وتضحياتهم وميزت ضدهم مقارنة بباقي الأسرى الفلسطينيين، هذا فضلاً عن الخيبة التي مُني بها أسرى الداخل جراء استبعاد غالبيتهم من صفقة التبادل الأخيرة.
 
يعلم أهلنا الشرفاء أننا في مواجهة قهر الإحتلال والنظام العنصري فإننا نستبسل ونصمد، ولكن في مواجهة تنازل القيادة الفلسطينية عن مصيرنا فإننا نتألم ونتوجع.
 
أهلنا الصابرين الكرام!
 
بهذا المعنى الواضح، فإننا أمام فضيحة سياسية خطيرة تتنازل فيها قيادة الشعب الفلسطيني عن قطاع من أبنائها وبناتها المناضلين، وتتنكر لفلسطينيتهم ولكفاحهم، وتلقي بهم بعيدا عن أسرهم وشعبهم لاعتبارات السياسة الإسرائيلية ولإملاءات التنسيق الأمني البغيض الذي ندعو لوقفه فوراً، لكن الأمل بشعبنا يبقى كبيراً، فهو صاحب الحق، حيث لا مثيل لفعل وإرادة الجماهير الشعبية في حمل مشروع الحرية.
 
إننا نناشد لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ومن خلالها كل الأطر والمؤسسات والفعاليات المعنية بما يلي:
 
*       تشكيل وفد رسمي للقاء الرئيس الفلسطيني أبو مازن، ومطالبته بتحمل كامل المسؤوليات تجاه أسرى الـ ٤٨ وفي مقدمتهم الأسرى الذين مضى على اعتقالهم ما يقارب الثلاثة عقود منذ أن انخرطوا في النضال التحرري الفلسطيني، والعمل على تحررهم وتصحيح الغبن التاريخي تجاههم.
 
*      إطلاق حملة جماهيرية سياسية واسعة ومثابرة لكسر الموقف الإسرائيلي الرسمي تجاه أسرى الداخل، وتحديد أحكامهم المؤبدة كخطوة تمهيدية لتحريرهم.
 
*        إن العمل الوحدوي ليس أمراً مفروغاً منه، فما تمثله لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية كإطار جامع لهو نتاج لإدراك حقيقي بأن المعركة لاستعادة الحق الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ودولته العنصرية لا يستقيم إلا بالنضال الوطني المشترك، وعليه فإننا كأسرى حرية ندعو إلى تكامل أدوار كل الأطر والمؤسسات والحركات التي تعمل في قضية الأسرى وتحريرهم وذلك ضمن لجنة المتابعة العليا، وعلى مستوى شعبنا الفسطيني بالدعوة إلى بلورة مرجعية فلسطينية عليا لتحرير الأسرى، وذلك ضمن م.ت.ف وتمثل كل الشعب الفلسطيني بمن فيه فلسطينيي الـ ٤٨ من خلال لجنة المتابعة.
 
*        دعم المهرجان الوطني الحاشد في يوم الأسير، ومشاركة وحضور كل الأطر السياسية والأهلية والشبابية والطلابية والحقوقية وعائلات الأسرى.
 
وحين تتحرك الجماهير موحدة فإن النصر لها..

التعليقات