عكا: الحركة الوطنية الأسيرة تؤبن المناضل فوزي النمر

منير منصور: مع تزامن اعتداءات من شباب عكا اليهود الزعران على عكا القديمة، كان فوزي ومجموعته يتصدون لهم، وفي كل مرة كانوا يطردونهم من عكا القديمة بعد إشباعهم ضربا..

عكا: الحركة الوطنية الأسيرة تؤبن المناضل فوزي النمر

بمبادرة الحركة الوطنية الأسيرة في الداخل (الرابطة) أقيم مساء أمس، الجمعة، في خان الشواردة في مدينة عكا مهرجان تأبين المناضل الكبير فوزي نمر، وكذلك  المناضلين عبد حزبوز، وعمر سيلاوي، وأحمد عبد العال، وحسن يونس، ومحمد غريفات، وقاسم أبو خضرة، وسمير درويش، وصلاح د بوس، ومحمود أبو صغير.

اشترك في المهرجان حشد كبير من أهالي عكا والخارج وعدد كبير من الأسرى المحررين وذوي أسرى من الداخل، وتولى عرافة المهرجان الأسير المحرر داهش عكري،  الذي افتتح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح المناضلين.

وألقى الشيخ عباس زكور كلمة لأهل الفقيد وعن حياته، كما ألقت بهية غريفات كلمات مؤثرة عن الشهيد فوزي نمر، وعن زوجها المناضل محمد غريفات الذي كان رفيقا للنمر، وأيضا زياد درويش أخ الشهيد سمير درويش الذي تحدث عن مسيرتهم النضالية.

وألقى المحامي جريس بولس كلمة عن  حياة فوزي النمر، أما المناضل والأسير المحرر منير منصور، الذي واكب المرحلة وكان عضوا مقاتلا في إحدى مجموعات المقاومة، وعايش المرحوم فوزي النمر في السجون، فقد تحدث عن النمر، مشيرا إلى أنه ولد وترعرع في أزقة عكا القديمة قبل حوالي 75 عاما متنقلا بين الميناء وساحة فرحي وساحة عبود، يلعب مع أصدقائه الأطفال، ومن حين لآخر يقفز في البحر ويسبح كما اعتاد العكيون على ذلك، وقد تميز فوزي عن أترابه الصغار بالقفز عن تلك الصخرة المرتفعة لثمانية أمتار التي مثلت تحديا لأطفال عكا.

"كانت عائلته كثيرة الأولاد، مسحوقة لكنها مكافحة من أجل لقمة العيش،وعمل والده في نقل الثلج على عربة يجرها الحصان، وكان فوزي يرافقه في ذلك ويساعده. واشتد عوده وكان قوي البنيان، الأمر الذي ساعده على جذب الشباب العكي حوله، مع تزامن اعتداءات من شباب عكا اليهود الزعران على عكا القديمة. كان فوزي ومجموعته يتصدون لهم، وفي كل مرة كانوا يطردونهم من عكا القديمة بعد إشباعهم ضربا.

"كانت الحالة في الستينيات من القرن الماضي تتميز بما بات يعرف بفترة (الجدعنة) وكان هو في صلبها تماما فجسده القوي وشخصيته الجذابة، ساعداه بقيادة هذا العمل الاجتماعي الذي تمثل بحماية أهل عكا، والتدخل بين الأهل لحل أي خلاف ينشب فيما بينهم".

في العام 1967 وبعد احتلال مناطق ال1967وبداية التواصل بين شقي الشعب الفلسطيني خصوصًا مع الضفة الغربية انضم فوزي النمر إلى صفوف حركة فتح، بعد أن شكل مجموعة فدائية معه نفذت العديد من العمليات النوعية في تلك الفترة، أبرزها كانت عملية ضرب مصانع تكرير البترول في خليج حيفا، الأمر الذي استدعى أبوجهاد للاتصال به شخصيا والثناء على فعله".

تم اعتقاله وكل المجموعة في أواخر العام 1969، وتم الحكم عليه ب 16 مؤبدا، وكان الحكم الأعلى في تلك الفترة. أمضى فوزي فترة اعتقاله كلها في سجن الرملة المركزي، وكان واحدًا من أولئك الذين صاغوا دستور الحياة الاعتقالية للأسرى، وقام بتنظيم صفوف السجناء والدفاع عن حقوقهم.

في العام 1983 تحرر ضمن عملية التبادل، وتوجه إلى تونس وفي تلك الفترة لم يفارق أبو عمار وعاد معه الى غزة. شكل لجنة التواصل التي أخذت على عاتقها، تنظيم وتنسيق العلاقة مع الداخل الفلسطيني". وقبل عامين أصيب بمرض الباركنسون الذي نال منه في النهاية ولم يمهله طويلا".

واشترك رامز خليفة الذي يعيش في الأردن، حيث نفي من عكا، وألقى  بعض الكلمات عن مسيرة الكفاح وعن مجموعته التي كانت تسمى 778  وخص بالشكر أمه وعائلته التي صبرت على مشواره الصعب.

وأضافت هديل نمر ابنة اخيه كلمات معبرة عن بداية حياته وعن القافلة التي شاركته المسيرة النضالية، وشكرت جميع الحضور وكل من ساهم ودعم بإنجاح المهرجان.

هذا وقد قامت مجموعة من طلاب مدرسة المنارة العكية بأداء نشيد مؤثر جداً. وبعدها ألقى عبدالله بدير كلمات مؤثرة عن الأسرى وعن مجموعة فوزي نمر الذين قاموا بأعمال كثيرة لأجل القضية.

وفي ختام المهرجان عرض فيلم وصور مميزة عن حياة المناضل فوزي نمر، وقام مازن قربي بتقديم أغنيه عن حياة فوزي نمر، ومجموعته وفرقة ولعت مع الفنان سهيل فودة ايضا قاموا بأداء أغنية "لو شربوا البحر".

التعليقات