اهالي أسرى 48 يترقبون الايام القادمة بقلق وامل

ويطالب شقيق الأسير يونس القيادة الفلسطينية بالإصرار على موقفها، وعدم الخضوع لأي ضغوطات أمريكية أو إسرائيلية، لأن إطلاق سراح الأسرى استحقاق على "إسرائيل" الالتزام فيه، دون أي مماطلة أو تنصل.

اهالي أسرى 48 يترقبون الايام القادمة بقلق وامل


ينتاب أهالي أسرى الداخل المحتل حالة من القلق والخوف في ظل الحديث عن أن "إسرائيل" سلمت المبعوث الأمريكي لعملية التسوية مارتن انديك قائمة بأسماء 26 أسيرًا تنوي إطلاق سراحهم ضمن الدفعة الرابعة ممن اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو، مستثنية بذلك أسرى الداخل.

ورغم تلك المخاوف إلا أنهم يترقبون بشغف ولهفة ما ستحمله الأيام القليلة القادمة من أخبار بشأن قضية الإفراج عن أبنائهم من سجون الاحتلال، علها تكون سارة وتنهي رحلة طويلة من آلامهم وعذاباتهم.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التصريحات الصادرة عن بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية، وبعض التسريبات والتكهنات الإعلامية بشأن رفض الإفراج عن أسرى 1948، واستبدالهم بأسرى آخرين، الأمر الذي رفضه المسؤولون الفلسطينيون، واعتبروه خطوة كارثية، ستدفع السلطة للتوجه إلى المؤسسات الدولية.

وحتى اللحظة لا توجد أي تأكيدات إسرائيلية رسمية بشأن الإفراج عن هذه الدفعة في موعدها المحدد التاسع والعشرين من مارس الجاري حسب الاتفاق أو تأجيلها، حيث ما زال الغموض سيد الموقف، لأن "إسرائيل" تسعى لابتزاز الجانب الأمريكي لتحقيق مكاسب إضافية.
لحظات عصيبة

وتقول والدة الأسير كريم يونس (76عامًا) من قرية عارة لوكالة "صفا" :"أعيش هذه الأيام لحظات عصيبة، وأعد الأيام والساعات كي أرى ابني كريم بين أهله وعائلته، ولكني في الوقت ذاته أخشى من عدم رؤيته، والإفراج عنه، لأن "إسرائيل" دائمًا تراوغ وتماطل، ولا تلتزم بأي اتفاقيات".

وتضيف بنبرة حزينة "أدعو الله عز وجل ليلًا نهارًا أن يحقق أمنيتي الوحيدة بتحرر ابني من السجون واحتضانه، وأن تتكحل عيناي برؤيته، قبل أن أفارق الحياة، فأنا لا أشعر بطعم هذه الحياة طالما ابني ما زال يقبع خلف القضبان، ويعيش عذابات السجن".

وتتابع "خلال زيارتي الأخيرة له في سجن هداريم وجدت معنوياته عالية جدًا، وسألني عن استعداداتي لاستقباله في حال أفرج عنه ضمن الدفعة الرابعة، فهو على يقين أن الإفراج عنه سيكون عاجلًا أم آجلًا".

وترفض عائلة الأسير يونس التنازل عن حقها بالإفراج عن ابنها، قائلة "في حال رفضت إسرائيل إطلاق سراح كريم وباقي أسرى 48، فإننا لن نسكت، وسنضغط باتجاه إجبارها للإفراج عنهم من خلال الاعتصامات والمظاهرات الاحتجاجية".

ويعتبر الأسير يونس عميد الأسرى الفلسطينيين وأقدمهم، حيث اعتقل في السادس من يناير 1983 بتهمة قتل جندي إسرائيلي، وقد خاص مع الأسرى عشرات الاحتجاجات والإضرابات عن الطعام، وتذوق عذابات العزل والعقاب، كما أنه يعد من أبرز قيادات الحركة الأسيرة ورموزها.

وتوفي والده الحاج يوسف العام الماضي، دون أن يحقق حلمه باحتضانه وهو محرر من سجون الاحتلال بعد هذه السنوات الطويلة، ودون السماح للأسير بإلقاء نظرة الوداع على جثمان والده.

ويطالب شقيق الأسير يونس القيادة الفلسطينية بالإصرار على موقفها، وعدم الخضوع لأي ضغوطات أمريكية أو إسرائيلية، لأن إطلاق سراح الأسرى استحقاق على "إسرائيل" الالتزام فيه، دون أي مماطلة أو تنصل.

ويشير إلى أنهم لم يتلقوا أي أخبار رسمية بشأن استثناء أسرى الداخل من الدفعة الرابعة، وما زالوا ينتظرون ذلك، مؤكدًا على ضرورة أن تشمل تلك الدفعة جميع الأسرى بلا استثناء.

وكانت سلطات الاحتلال ألغت الأسبوع الماضي زيارات بعض أهالي أسرى الداخل لأبنائهم، دون تقديم أي تفسير لذلك، مما أثار حالة من الغضب والخوف من التراجع عن التزامها بإطلاق سراحهم.


أمل اللقاء

ويقول شقيق الأسير رشدي أبو مخ من قرية باقة الغربية "إننا نعيش على أعصابنا، ونشعر بالإحباط خوفًا من عدم الإفراج عن شقيقي الذي يقبع بسجون الاحتلال منذ 24 مارس 1986، وهو محكوم بالسجن المؤبد قضى منها حتى الآن 28عامًا".

وتتابع عائلة الأسير أبو مخ وسائل الإعلام الفلسطينية وتصريحات المسؤولين لحظة بلحظة علها تبشرهم بخبر تنسم ابنهم الحرية، وتقول "أملنا بالله عزو وجل كبير، وبإذنه سيتم الإفراج عن ابننا وكافة الأسرى".

ويشير شقيقه إلى أن والدته تعاني من حالة صحية صعبة، ودائمًا تستفسر عن موعد الإفراج عن شقيقي رشدي، وتنتظر على أحر من الجمر لحظة إطلاق سراحه، واحتضانه بعدما غيبته قضبان الاحتلال سنوات طويلة.

بدوره، قال وزير شؤون الاسرى والمحررين برام الله عيسى قراقع في تصريح صحفي إن الأسرى بالسجون سيبدؤون بخطوات احتجاج سياسي إذا لم تلتزم "إسرائيل" بالإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، وعددهم 30 أسيرًا.

وأضاف أن "إسرائيل" تمارس لعبة الابتزاز البشع تحت عنوان الأسرى، وتستخدمهم أداه للضغط والحصول على مكاسب سياسية على حساب الحقوق المصيرية للشعب الفلسطيني، وهذا ما نرفضه تمامًا.

وكشف أنه في حال تنصل "إسرائيل" من الإفراج عن تلك الدفعة حسب الأسماء والموعد، فإنه لا خيار أمام القيادة الفلسطينية سوى التوجه للانضمام بشكل رسمي للهيئات والمؤسسات والاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع.

وحمل قراقع حكومة الاحتلال المسؤولية عن نتائج وتداعيات عدم الإفراج عن الأسرى على مستوى الشارع الفلسطيني وداخل السجون أيضًا، وخاصة أن الأوضاع بالسجون صعبة ومتفجرة، وهناك حالة احتقان وغضب في الشارع الفلسطيني بسبب المحاولات الإسرائيلية تعطيل الإفراج عن تلك الدفعة.

وكان مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان فؤاد الخفش قال في بيان صحفي إن الاحتلال سلم الجانب الأمريكي قائمة بأسماء 26 أسيرًا من أصل 30، واستبدل 14 اسمًا من أسرى الداخل بأسماء لأسرى اعتقلوا بعد أوسلو، وقاموا بأعمال نضالية قبل توقيع الاتفاقية، وهو الأمر الذي حدث في الصفقة الأولى، والتي شملت أحد هذه الأسماء.

وأضاف أن الذي يحدث اليوم هو الأمر الذي حذرنا منه قبل تسعة أشهر ، وقلنا للجانب الفلسطيني إن الاحتلال لم يلتزم في يوم من الأيام بأي صفقة ما لم يتم الاتفاق على كل التفاصيل، وإن ترك هؤلاء الأسرى رهينة المزاج الاسرائيلي خطأ كبير، وها هو اليوم يحدث ما حذرنا منه.

وطالب الخفش السلطة بسرعة إعلان وقف المفاوضات مع الاحتلال، وإعلان الرئيس محمود عباس بنفسه التوجه للمؤسسات الأممية، ورفع شكاوي على الاحتلال لما يقوم به من جرائم.

 

التعليقات