23/11/2016 - 18:00

عصفور: لماذا نتوقع هطول الأمطار في الخريف؟!

يتساءل الكثير منّا عن سبب عدم سقوط الأمطار في مثل هذا الفصل، وربما مقارنةً بالعام الماضي، حيثُ سقطت أمطار وفيرة في مثل هذا الموسم.

عصفور: لماذا نتوقع هطول الأمطار في الخريف؟!

(رويترز)

يتساءل الكثير منّا عن سبب عدم سقوط الأمطار في مثل هذا الفصل، وربما مقارنةً بالعام الماضي، حيثُ سقطت أمطار وفيرة في مثل هذا الموسم.

يعتقد البعض أنّ هناك سببًا يتعلّق بتقلب المناخ والتغييرات التي تحدث في العالم بينها ما هو متعلِّق بالبيئة، والآخر متعلق ربما بالطبقات الجوفيّة للأرض.

ولمعرّفة حقيقة ما يجري، أجرى موقع 'عرب 48' هذا اللقاء مع بروفيسور مصطفى عصفور من قرية كابول، وهو عالم فلكي، يحمل دكتوراه في علوم الأرض والفضاء.

*هل بالإمكان أن تفسِّر لنا سبب انحباس المطر؟

هناك خطأ كبير يرتكبه الكثير من الناس، وهو نابع عن سوء فهم، فالبعض يتناسى أننا نتحدث عن شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، ونحنُ في فصل الخريف الذي يبدأ من 21/9 وينتهي في 22/12، ما يعني أن لا شيء غير طبيعي من حيثُ الطقس والتقلبات والتغييرات الحاصلة، ونحنُ نلحظ جوًا جافًا مع تقلبات بين حار ودافئ وبارد، وقد أسماه العرب في الماضي، بالخماسيني، والتي تتصِف بالحر والشرد وقليلاً من البرد، هذه هي مميزات الخريف بتقلباته وعدم استقراره، وعدم هطول الأمطار أمرٌ طبيعي.

وحول سؤال أنّ خريف العام الماضي كان ماطرًا في مثل هذه الفترة، أجاب عصفور أنه 'إذا كانت هناك ظروفا خاصة في سنة ما، وتساقطت فيها الأمطار بغزارة، أو حدثت انفجارات براكين كثيرة في مكانٍ معيّن، فيمكن أن يؤثر على أماكن أخرى، ويؤدي لهطول الأمطار، هذه العوامل يمكن أن تغيِّر في المناخ، لكنّ هذا لا يعني هطول أمطار أقل أو أكثر'.

وأضاف أن 'هناك خمسة أشياء هي من علم الغيب ولا يمكن معرفتها، بينها هطول المطر، فرغم التكنولوجيا والتطورات من الصعب معرفة تضاريس بعد الغد، وكم بالحري عند الحديث عن فصل في السنة، وأؤكد أنّ جميع خبراء العالم لا يمكنهم أن يتنبأوا بسقوط الأمطار في فصلٍ ما، الأمر لا يمكن أن يظهر في دقائق، بل هو مسار مُستمر، ومعظم التحريات تؤكد أننا نستطيع التأكد والوثوق من المعلومات بمعدل 70% لمدة يومين فقط'.

تغيُر بنمط ونسبة هطول الأمطار

وفي إجابة عن التغيُر بنمط ونسبة هطول الأمطار بشكلٍ عام ردّ عصفور: 'نعم هناك تغيير من سنة لسنة بنسبة هطول الأمطار، والبحوث العلمية في السنوات الأخيرة تُظهر أنّ سقوط الأمطار تأتي على فترةٍ زمنيّة قصيرة ما يجعل الأرض عطشى، في المقابل يمكن أن تحدث فيضانات أيضًا، وأعترف أنّ هناك خللا بما يتعلق بسقوط الأمطار، وهنا يمكن التحدث عن تساقُط أمطار بشكلٍ بطيء وموزّع، وهذا ما وصفه العرب بـ'مربعينية الشتاء'، وهي عبارة عن 40 يومًا من الأمطار من 20/12 وحتى 30/1، ويجب الانتباه أنّ 'المربعينية' تكون فيها الأمطار غزيرة والبرد قارس جدًا'.

وأشار إلى أنه 'يجب عليّ التأكيد أنّ المناخ هو كل شيء، ليس فقط درجة حرارة أو أمطار، بل كل العوامل التي تعطي المناخ تركيبة معيّنة، تبرز بينها النباتات والسهول والجبال وكل ما تحدثه الطبيعة من أمور معروفة وأخرى لا تزال قيد البحث'.

وأنهى أنه 'لعلّ أصعب موضوع في العالم، ليس الذرّة، كما نعتقد وإنما علم الفلك، وهو علمٌ صعب جدًا فقد تتغير درجة الحرارة من 40 درجة، وبعد 10 دقائق تصبح -10، كما هناك حركة جبهات هوائية أو حارّة، ومن يتابع الظواهر وتغييرها فليتابع المتغيرات داخل الغلاف، ولا ننسى العواصف التي تظهر في السنوات الأخيرة، مثل 'تورنادو' و'الهوريكان'، من هُنا على القلقين بشأن حالة الطقس، أن يطمئنوا فكل شيءٍ يسير وفق ما عرفناه في الماضي، وسيستمر إلى أيامنا، لكن تقلبات الطقس أمرٌ في علم الغيب، وليس لنا فيه أي سلطة'.

التعليقات