من قرر أن سورية بالنسبة لي هي "دولة عدو"؟!

سلسلة "يوميات التمييز"، العدد 3

من قرر أن سورية بالنسبة لي هي

"كانت تلك زيارة رسمية، ولذلك في كل مكان ذهبنا اليه، انتظرنا السكان بفارغ الصبر. اعدوا لنا عروض رقص وسيوف، بالضبط كما في القصص والاساطير. كما اعدوا لنا الموائد مع افخر وأشهى المآكل ورقصوا وسط الشوارع، وأينما ذهبنا وقف الناس على السطوح ليشاهدوا عرب 48 الذين ظهروا في النشرات الاخبارية المركزية في التلفزيون السوري. كان ذلك الحلم الذي تحقق".

في الواقع الشرق أوسطي، من الصعب بمكان تحديد وتعريف هويات وفق أماكن جغرافية ومناطق اقليمية. فالهويات القومية والثقافية والاجتماعية والدينية متداخلة في بعضها البعض، وتنتج اندماجا فريدا من نوعه بشكل يجعل كل دولة في الشرق الاوسط تحوي داخل مساحتها اختلاطا لمجموعات مختلفة تنتمي لهويات مختلفة ومتفرّعة. السكان الذين يعيشون في دولة معينة يشعرون بتقارب الانتماء لسكان يعيشون في دولة أخرى، والتنقل من دولة الى أخرى هو امر عادي. ولم تنجح الحدود الاقليمية التي رسمتها الدول الغربية المستعمرة في تغيير هذا الواقع، ونشك في ان تنجح في المستقبل ايضا.
وتنطبق هذه الامور خاصة عندما يدور الحديث عن التنقل من اجل اداء الفرائض الدينية. ففي المنطقة التي خرجت منها الديانات التوحيدية الثلاث، نكاد لا نجد دولة لا تحوي في اطار حدودها مكانا دينيا مقدسا لإحدى الديانات. ولم نسمع قط عن دولة تمنع سكانا معينين من دولة أخرى من الوصول الى اراضيها من اجل اداء فرائض دينهم. والعكس صحيح ايضا: لم نسمع قط عن دولة معينة تمنع السكان الذين يعيشون على اراضيها من زيارة دولة أخرى من اجل ان يؤدوا فرائض دينهم.
بينما، وخلافا لطبيعة وجوهر المنطقة والمكان، تحاول دولة اسرائيل بالقوة فرض الفصل بين الهويات المختلفة، وخلق حدود اقليمية واضحة تشكل في الوقت نفسه ايضا حدود "هويات". ومن خلال تجاهل الواقع الجغرافي-السياسي-القومي-الهوياتي، تحاول منع السكان العرب الذين يعيشون داخل حدودها من خلق أي تواصل مع اجزاء العالم العربي، الذي ينتمون اليه، بذريعة ان الدول العربية هي "دول عدو" من ناحيتها. لكنها تدرك بالطبع، انه من ناحية المواطنين العرب في اسرائيل فإن الدول العربية لا تشكل "دول عدو" بل هي بالذات جزء من هويتهم، بكل اجزائها المختلفة. وربما من اجل توضيح الامر، فإن القصة التي نوردها فيما يلي تجسد هذه المحاولة الاستقوائية، وكيف ينظر اليها من قبل سكان المنطقة الاصلانيين.
"أنا كنت آخر من تم التحقيق معهم. وبعد تحقيق قصير من قبل المحقق الاول، جاءني المحقق الثاني. يبدو لي انه كان يهوديًا-كرديًا، وعندما سألني ما هو مجال عملي، وقلت له انني إمام، قال لي على الفور: 'اعذرني أنا لا اريد ان احقق معك لأنك إمام'. فقلت له حسنا، إذًا أنا اريد التحقيق معك!!". بهذه الكلمات وصف الشيخ أبو حسين كمال زيدان من دالية الكرمل التحقيق الذي أجراه معه في تاريخ 5/2/2008 افراد شرطة الشاطىء (يمار) في حيفا في اعقاب مشاركته في الوفد الديني لرجال الطائفة الدرزية الذين قاموا بزيارة لسورية بين التواريخ 6/9/2007 و12/9/2007. الشيخ زيدان يتذكر التحقيق وهو يهزأ مما يسميه "سخرية زماننا"، ويتابع: "وعندها سألته، ما كل هذا العناء الذي تكبدونه للمشايخ الدروز طيلة الوقت؟ ما هو ذنبنا؟ هل انتهكنا قانونا جنائيا؟ لماذا تتعاملون معنا بشكل مختلف عن بقية الطوائف؟ وببساطة يقف الاثنان هناك لا يعرفان بماذا يجيبان. وعندها قلت لهما: سجلا لديكما وليعلم جميع المسؤولين عنكما: كل طقس ديني او عائلي يجري في سورية وله علاقة بعائلتي او بطائفتي، سأذهب للمشاركة فيه ولا توجد أي قوة في العالم يمكنها ان تمنعني من القيام بذلك".

ولمن يتساءل عما يدور الحديث، فإننا نقصد أحد اشكال الملاحقات السياسية التي تنفذ ضد العرب في اسرائيل عن طريق منعهم من زيارة الدول العربية المعرفة كـ"دول عدو" من قبل الدولة. وفق القانون الاسرائيلي، عدد من الدول العربية- تلك التي لا توجد اتفاقية بينها وبين اسرائيل، وبالذات سورية ولبنان- معرفة كـ"دول عدو"، وعليه فإن أي زيارة لهذه الدول تعتبر عملا غير قانوني (من ناحية القانون الاسرائيلي)، إلا اذا اصدر وزير الداخلية تصريحا خاصا يسمح بمثل هذه الزيارة. خلال السنوات الاخيرة، قام العديد من المواطنين العرب في اسرائيل بزيارة سورية ولبنان دون الحصول على تصريح من وزير الداخلية. وكان هدف الزيارات تجديد العلاقة بينهم وبين ابناء عائلاتهم الذين طردوا الى هذه الدول خلال التطهير الإثني الذي تم تنفيذه عام النكبة 1948 من قبل القوات اليهودية، ومنذ ذلك الحين لم تتم بينهم أي صلة. ولكن لدى عودتهم الى البلاد، اكتشف هؤلاء المواطنون انهم أضحوا هدفا لتحقيقات متكررة من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بذريعة زيارة "دول عدو".

ومع ذلك، اذا كان الامر صحيحا بالنسبة للسكان العرب بشكل عام، فإن الامر بالنسبة للسكان العرب-الدروز في اسرائيل- الذين كان تعدادهم حتى نهاية سنة 2006 نحو 118 الف نسمة تقريبا، أي 1,7% من مجموع السكان في اسرائيل و8,3% من مجموع السكان العرب في الدولة - صحيح اضعاف مضاعفة، اذ يضاف للبعد الاجتماعي-القومي بعد لا يقل اهمية- بل اكثر اهمية- الا وهو البعد الديني.

بداية، مادة تمهيدية. انتشرت الديانة الدرزية في مصر وسورية الكبرى في القرن الحادي عشر الميلادي. ومنذ بداية تأسيس الطائفة الدرزية عانى الدروز ملاحقات قاسية ادت الى هجرتهم من مصر واستيطانهم في جنوب لبنان- في منطقة الحدود المشتركة الحالية بين لبنان، سورية وإسرائيل. وبعد ذلك انتقل العديد من ابناء الطائفة الى منطقة جبل لبنان، الذي اكتسب اسم "جبل الدروز". وفي القرن الثامن عشر، في اعقاب الحرب الاهلية في لبنان، بدأ الرحيل الكبير للدروز الى محيط حوران جنوب غرب سورية (جبل الدروز في ايامنا). وكجزء من واجبهم الديني، يدأب الدروز على زيارة قبر النبي هابيل القائم على جبل قاسيون في سورية، الذي يشرف على العاصمة السورية دمشق، ويقومون هناك بأداء الصلاة ويقيمون طقوسا دينية لذكرى النبي هابيل الذي قتل بأيدي أخيه قابيل.

وقد استمر هذا الامر طوال الوقت، ولكن منذ قرابة 60 عاما، اثر قيام دولة اسرائيل، فإن اعضاء الطائفة الدرزية في اسرائيل- مثلهم مثل بقية السكان العرب في اسرائيل- ممنوعون من زيارة اماكنهم المقدسة في سورية ولبنان لأنهما معرفتان كـ"دول عدو" من قبل الدولة.
التحقيق مع الشيخ زيدان هو التحقيق الثاني لشرطة اسرائيل معه ومع اربعة رجال دين آخرين من الطائفة الدرزية، وهم: الشيخ صالح نور الدين حلبي، الشيخ حاتم نور الدين حلبي، الشيخ مهنا نور الدين حلبي والشيخ منير نصر الدين، بعد ان تم التحقيق معهم في المرة الاولى في الوحدة القطرية للتحقيقات الدولية (ياحبل) في شرطة بيتح تكفا.

المشايخ الخمسة كانوا من ضمن وفد مكون من 282 رجل دين من الطائفة الدرزية قاموا بزيارة لسورية في شهر ايلول 2007 من اجل اداء فريضة زيارة قبر النبي هابيل في سورية. "في كل دقيقة مرت وأنا في الرحلة، لم اصدق ما تراه عيناي"، يقول الشيخ زيدان، بينما يحاول وصف مشاعره عندما كان في سورية، ويضيف قائلا: "كانت تلك زيارة رسمية، ولذلك في كل مكان ذهبنا اليه، انتظرنا السكان بفارغ الصبر. اعدوا لنا عروض رقص وسيوف، بالضبط كما في القصص والاساطير. كما اعدوا لنا الموائد مع افخر وأشهى المآكل ورقصوا وسط الشوارع، وأينما ذهبنا وقف الناس على السطوح ليشاهدوا عرب 48 الذين ظهروا في النشرات الاخبارية المركزية في التلفزيون السوري. كان ذلك الحلم الذي تحقق".

هذه الزيارة لرجال الدين من الطائفة الدرزية كانت الزيارة الرسمية الثانية لوفد من عرب 48 من اوساط الطائفة الذي سافر الى سوريا منذ سنة 1948. سبقتها زيارة وحيدة فقط في شهر ايلول 2005، كما سيفصل فيما يلي:

قبل قيام الدولة، حافظ الدروز الذين عاشوا داخل ارض فلسطين كل سنة على زيارة قبور الانبياء في سورية ولبنان، وكذا ايضا الدروز من بقية الدول العربية الذين وصلوا الى ارض فلسطين من اجل زيارة قبور الانبياء المدفونين فيها، وبالاساس قبر النبي شعيب على جبل حطين (قرب طبرية). اسرائيل، من جانبها، صرحت في الماضي بأنها لا تعارض قيام الدروز من اسرائيل بزيارة الدول العربية، طالما ان هذه الدول تصادق على زيارتهم بشكل رسمي. بالاضافة الى ذلك، صرحت بأنها تسمح للدروز من العالم العربي بالقدوم لزيارة قبور الانبياء داخل حدودها. ومع ذلك، رغم التصريحات لم تنفذ أي زيارة بشكل عملي، بسبب عدم اعطاء جواب رسمي سوري او لبناني لاستقبال وفود كهذه. السوريون، ومثلهم اللبنانيون، لم يصادقوا على تلك الزيارات، بالأساس لأن عرب 48 يحملون بطاقات هوية وجوازات سفر اسرائيلية.

وحدثت نقطة التحول في أواخر سنة 2003 عندما توفي الشيخ اللبناني أبو حسن عارف حلاوة، الذي كان من كبار مشايخ الطائفة الدرزية في لبنان. وفور سماعهم موعد الدفن الذي تحدد لبعد يومين، أخذ مشايخ دروز من الجليل الحديث عن نيتهم المشاركة في الجنازة. وليد جنبلاط، الذي كانت تربطه علاقات حسنة مع سورية آنذاك، صرح بأنه لا توجد أي مشكلة من ناحيته لاستقبال وفد معزين رسمي من عرب 48، وبذلك نقل مصادقة القيادات السورية واللبنانية شفويا لرجال الطائفة في اسرائيل.

ومن الجدير ذكره ان هذه كانت المرة الاولى منذ قيام الدولة التي تصادق فيها جهات لبنانية وسورية على زيارة رسمية للدروز من عرب 48. ولكن كان لجنبلاط ولسورية شرط واحد ووحيد: انهم ليسوا على استعداد بأن يستقبلوا دروزا هم جزء من المؤسسة الاسرائيلية او مرتبطون بها، مثل أعضاء كنيست وما الى ذلك. عدد قليل من ابناء الطائفة الدرزية الذين كانوا مرتبطين بالمؤسسة الاسرائيلية- مثل مجلي وهبي (حزب الليكود وبعد ذلك كاديما، واليوم نائب وزيرة الخارجية) وصالح طريف (حزب العمل، وأشغل في الماضي منصب وزير شؤون الاقليات في مكتب رئيس الحكومة وكان الوزير غير اليهودي الاول)- احتجا على الشرط الذي وضعه جنبلاط لأنهما لم يستوفيا المعايير التي وضعها لأعضاء الوفد، وفي اعقاب ذلك بذلا كل ما في استطاعتهما من اجل عرقلة سفر الوفد. وقد نجحا في ذلك، ومنعا اعضاء الوفد من الحصول على تصاريح حكومة اسرائيل للسفر الى لبنان: رئيس الحكومة آنذاك، ارئيل شارون، رفض الطلبات بحجة أنه يحظر السفر لدولة عدو وفق القانون الاسرائيلي.

ورغم أن اعضاء الوفد لم يحصلوا على التصاريح، الا انهم اصروا على السفر في "ذكرى الاربعين" لوفاة الشيخ حلاوة. ولكن خلافا للمرة السابقة، فقد ارسلوا رسائل لكل الوزارات الحكومية ذات الصلة، وللشرطة والصحافة أكدوا فيها نيتهم السفر الى لبنان عبر الاردن، حتى وإن لم تكن بحوزتهم التصاريح المطلوبة من الحكومة. كما اكدوا انهم يعفون الحكومة الاسرائيلية من كل مسؤولياتها تجاه الوفد فور خروجه من حدودها. وفي ذلك اليوم تجمع 230 من المشايخ و70 آخرون من ذوي المكانة الاجتماعية المرموقة في الطائفة وسافروا بست حافلات الى قبر النبي شعيب في حطين ومن هناك سافروا باتجاه معبر جسر الشيخ حسين الاردني. ولكن على مسافة 5 كلم قبل وصولهم الى المعبر، اغلقت قوات خاصة من الشرطة الطريق أمامهم وطلبت جوازات سفرهم بحجة ان مكتب رئيس الحكومة يجب ان يصادق على اسماء اعضاء الوفد. وبعد ساعتين من الانتظار تحت الشمس، تلقوا ردا سلبيا فألغيت رحلة التعازي التي خططوا لها.
بعد هذه الأحداث، وفي نفس الفترة (بداية سنة 2004)، شكل الدروز "لجنة التواصل الدرزية" للنضال من اجل حماية حقهم في التواصل مع اخوتهم وأبناء عائلاتهم في الدول العربية، وكذلك من أجل إقامة طقوسهم الدينية في أماكنهم المقدسة في هذه الدول. وقدم مشايخ الطائفة بواسطة لجنة التواصل، التماسا للمحكمة العليا في سنة 2004، طالبوا فيه بإلزام السلطات ذات الصلاحية بإصدار تصاريح لأعضاء الوفد ليتمكنوا من زيارة الأماكن المقدسة في سورية ولبنان.

وبما يتعلق بالزيارة للبنان، كان موقف الحكومة في ردها على الإلتماس ان رجال حزب الله ينتشرون في مناطق واسعة في لبنان، ويسيطرون على معظم الطرق المؤدية الى حاصبيا في جنوب لبنان، حيث تقع هناك "خلوة البياضة" (المقام المقدس الذي كان ينوي اعضاء الوفد زيارته). وقد وضع حزب الله نصب عينيه هدف تجنيد مواطنين اسرائيليين لخدمته من اجل جمع معلومات استخبارية، تساعده في إقامة "مراكز ارهابية"، على حد تعبير الحكومة الإسرائيلية، في اسرائيل وفي الضفة الغربية. وعلى هذه الخلفية، تعتقد الأجهزة الأمنية، بأن سفر مواطنين اسرائيليين الى لبنان قد يشكل خطرا على امن دولة اسرائيل ومواطنيها، وعليه لا يجوز إتاحة القيام بهذه الزيارة.

اما بما يتعلق بزيارة سورية، فقد أدعت الدولة أنه وفق المعلومات المتوفرة لدى الجهات الأمنية، فإن المخابرات السورية، وكذلك المخابرات الايرانية العاملة داخل سورية، أظهرت في الماضي، وتظهر اليوم ايضا، اهتماما بتجنيد المواطنين الاسرائيليين الذين يصلون اليها، حيث وضعت امامها هدف تجنيد وتفعيل مواطنين اسرائيليين للحصول على معلومات حول دولة اسرائيل. ولذلك، وبناء على تقديرات الأجهزة الأمنية، فإن وجود وفد كبير من اسرائيل في سورية يمكن أجهزة هذه المخابرات من القيام بنشاط مريح لها، وبالتالي فإن وفدا كهذا يشكل خطرا حقيقيا على أمن الدولة!

ومع ذلك، بالنسبة لسورية، وافقت الدولة على سفر الوفد، ولكن بعدد من الشروط: (1) ان يتم تشخيص اعضاء الوفد فردا فردا من أجل الحصول على التصاريح المطلوبة؛ (2) ان يستوفي اعضاء الوفد شروط تعريف "رجل دين"؛ (3) يكون السفر بمجموعة منظمة؛ (4) ان يسافر الوفد عبر منفذ القنيطرة فقط؛ (5) مدة المكوث في سورية تكون 48 ساعة؛ (6) يتم تسليم التزام موقع من قبل كل واحد من الملتمسين بأنه لن يغادر حدود سورية بشكل عام والى لبنان بشكل خاص.

"نحن عارضنا كل هذه الشروط"، يقول الشيخ علي معدي، رئيس لجنة التواصل الدرزية. "الشرط الثاني هو تمييزي بشكل مباشر، حيث انهم يفترضون أن زيارة الأماكن المقدسة مقتصرة على المشايخ ورجال الدين، وهذا غير صحيح لأنه يحق لكل درزي أن يزور هذه الأماكن المقدسة لكافة أبناء الطائفة الدرزية". كما انهم عارضوا الشرط الخامس بسبب ضيق الوقت الذي توفر لهم خلال زيارتهم. "أيظنون ان سورية مثل اسرئيل، اذ السفر من دمشق الى جبل الدروز يستغرق 4-5 ساعات سفر مثلا، أي نحو نصف يوم. ولذلك رأينا ان هذا الشرط ايضا غير منطقي"، يقول الشيخ معدي. وكان رجال الطائفة قد بعثوا برسالة الى القيادة السورية طلبوا فيها منح الوفد الدرزي تصريحا لدخول اراضيها. وللمرة الأولى منذ ستين عاما، ارسلت سورية ردا بواسطة الصليب الأحمر أعلنت فيه أنها ترحب بالوفد، ولكن عبر المنافذ الدولية فقط.

وللتوضيح، تجدر الاشارة الى ان منفذ القنيطرة يعتبر منطقة سورية محتلة (بعد حرب 1967)، ولا تسري فيه علاقات دبلوماسية بين اسرائيل وسورية. وخلافا للسكان الدروز في الجولان، الذين يعتبرون وفق القانون الاسرائيلي "سكانا" اسرائيليين (أي، ليسوا مواطني الدولة)، وتعتبرهم سورية مواطنين سوريين بكل ما تعنيه الكلمة لأنهم من ناحيتها يعيشون داخل حدود الجولان المحتل، فإن الدروز في الجليل يعتبرون مواطنين اسرائيليين، ولذلك لا يمكنهم الدخول الى سورية الا عبر المنافذ الدولية- أي، عن طريق دولة ثالثة (الاردن مثلا). ويقول الشيخ معدي بهذا الصدد: "مثلما ان المسلم السني يجب ان يعبر عبر منفذ حدود وعليه فإنه يسافر الى السعودية عبر الاردن، نحن ايضا طلبنا السفر الى سورية عبر الاردن، لكن طلبنا رفض. ومن ضمن بحثنا عن خيارات، طلبنا السفر جوا من مطار اللد كما الدبلوماسيين في الامم المتحدة، الا ان هذا الطلب قد رفض أيضا. وكان ادعاء المحكمة العليا أنه بناء على مواد سرية قدمتها وزارة الأمن للنيابة وللقضاة، ثمة احتمال كبير جدا بأن تستغل أجهزة المخابرات الايرانية او السورية المشايخ الدروز فيما اذا سافروا من اسرائيل عبر المنافذ الدولية"، ويضيف "اين المنطق هنا؟" هل اذا خرجنا فقط من منفذ القنيطرة، لا تستطيع اجهزة المخابرات العربية ان تصل الينا؟ أي منطق أعوج هذا؟".

الجلسة الأخيرة في المحكمة العليا عقدت في تاريخ 11/8/2005، وأعلن فيها القضاة أنهم سيصدرون قرارا نهائيا في الالتماس قريبا. ولكن، كون ان موعد عيد زيارة مقام النبي هابيل يحل في بداية شهر ايلول من كل عام، وحتى ذلك الموعد لم تصدر المحكمة قرارها النهائي في الالتماس، قرر نحو مائة من المشايخ من اعضاء الوفد السفر دون انتظار قرار المحكمة، الذي صدر أخيراً في تاريخ 11/9/2005، أي بعد سفرهم. ولهذا السبب، ردت المحكمة العليا في قرارها الالتماس ولكنها منحت الملتمسين الذين لم يسافروا إلى سورية مع هذا الوفد فرصة أخرى للتوجه الى المحكمة العليا مستقبلا.

وكان هناك توجه ثان للمحكمة العليا في شهر نيسان 2006، وفي هذه المرة ارفق الملتمسون تواقيع نحو 4000 من المشايخ الدروز دعما للالتماس. وقدمت الدولة من جانبها الادعاءات نفسها التي قدمتها في الالتماس الأول. وقد ردت المحكمة العليا الالتماس، ولكن هذه المرة بتسويغات مختلفة: كما كان متوقعا، تبنت المحكمة ادعاءات الدولة بأن سفر المواطنين الدروز الى سورية ولبنان "يشكل خطرا على أمن الدولة". وبعد ان المحت المحكمة للحق الاساسي للمواطن في اسرائيل في الخروج خارج دولته، وبالذات الحق في ممارسة الطقوس الدينية، لكن المحكمة خلصت الى القول ان ممارسة هذا الحق مشروطة بعدم توفير الامكانية المحتملة للمس بأمن الدولة. وقررت المحكمة أنه بالفعل يوجد تخوف معقول، وأقرت ان اصدار التصريح المطلوب في الالتماس قد يمس بأمن الدولة، وأن رفض السلطات استصدار تصاريح لأبناء الطائفة الدرزية وللملتمسين نابع من دوافع أمنية مثبتة ومعقولة، وأن الرفض منطقي ولا اساس للتدخل من طرفها. جدير بالذكر، انه خلال البحث في الالتماس، قدمت النيابة للمحكمة، بحضور محامين من طرف النيابة فقط، "مواد سرية" من اجل تبرير موقفها. ولم يطلع الملتمسون على المواد المذكورة ولم تتسنّ لهم فرصة تفنيدها في المحكمة بتاتا.

ناهيك عن مجرد حقيقة ان المحكمة العليا تبنت، كنهجها دائما، ادعاءات الدولة بشأن الخطر على أمن الدولة، دون ان تفحص صدقية هذا الادعاء، فإن هذا القرار يعني عمليا، ان جميع المواطنين الدروز، جميعهم دون استثناء، يعتبرون مشتبهين، الأمر الذي يتناقض مع المبدأ القضائي الذي ينص على أن تقييد أي حق من حقوق الانسان، ومن بينها الحق في التنقل ومغادرة الدولة، يجب ان يكون فقط استنادا الى معلومات مؤكدة، بان ممارسة هذا الحق من قبل شخص معين قد تشكل خطرا على أمن الدولة او المواطنين.

وعندما حل شهر ايلول 2007، واستنتج اعضاء الطائفة الدرزية ان الدولة مصرة على رأيها بمنعهم من زيارة سورية- رغم التصريحات واللغة الجميلة بشأن حقوق الانسان وحق المواطن في اسرائيل في مغادرة دولته، وبالذات حق ممارسة الطقوس الدينية- قرروا السفر الى سورية، وكانت هذه الزيارة الرسمية الثانية لهم، وكان من بين أعضاء الوفد المشايخ الخمسة الذين ذكروا أعلاه.
رغم أن الزيارة الأولى جرت في شهر ايلول 2005، الا انه فقط في شهر ايلول 2006 تسلم 28 شيخا من اعضاء الوفد الأول استدعاء للتحقيق لدى شرطة اسرائيل. وفي التحقيق، صادرت الشرطة جوازات سفر المشايخ لمدة ثلاثة أشهر، وعلى ما يبدو من اجل منعهم من السفر مرة أخرى الى سوريا في الشهر نفسه (رغم انهم لم يخططوا لسفر كهذا في هذه السنة).
وقد استمرت حملة التحقيقات المزعجة التي اجرتها الشرطة مع المشايخ الذين شاركوا في وفد الزائرين لسوريا، بعد الزيارة الثانية ايضا. ويقول الشيخ علي معدي، رئيس لجنة التواصل الدرزية، الذي تابع مجريات الامور عن كثب وقامت الشرطة بالتحقيق معه ايضا: "أنا اعرف شخصياً جميع المشايخ الذين تم التحقيق معهم واستطيع القول بكل تأكيد انهم جميعا يشعرون بأن هناك عناصر من الشرطة تحاول "تلبيسنا" ملفات لأنهم يعرفون انه لا توجد لدينا أي نوايا في زياراتنا سوى اداء فرائضنا الدينية، هذا من جهة، ومن الجهة الثانية رؤية ابناء عائلاتنا الذين يقطنون هناك".
وفي تلك التحقيقات، سألت الشرطة المشايخ الدروز المحقق معهم، بشكل مكثف وأكثر من مرة واحدة، عن الاماكن التي زاروها في سوريا وعن الاشخاص الذين التقوهم هناك. ويذكر الشيخ زيدان ان مصورا خاصا قد رافقهم طيلة مدة الزيارة، والاشرطة التي اعدها فيما بعد وصلت الى ايدي الشرطة: "اعرف عددا من المشايخ الذين اجلسهم المحققون وشاهدوا معهم، لمدة تسع ساعات، الاشرطة التي توثق زيارتنا هناك. لا يوجد أي شيء باطل في الاشرطة وكنا نعرف انها ستصل الى الشرطة في نهاية الامر. ولكن لماذا ينكل المحقق بشيخ في سن جده، في حين هو يعرف ان الهدف من ذلك هو فقط التخويف ومنعه من زيارة سورية مستقبلا، دون أي علاقة بالزيارة نفسها التي جرت في الماضي"!
التجمع الدرزي الاول منذ 60 سنة
يستذكر الشيخ معدي زيارته الاولى الى سورية، ويقول: "مكثنا هناك مدة اسبوع. وكانت هذه المرة الاولى، منذ قيام الدولة، التي يدخل فيها وفد رسمي من عرب 48 الى سورية. العديد من الاشخاص، رسميين وغير رسميين، انتظروا لاستقبالنا في معبر جابر: السفير السوري في الاردن ونائب وزير الأوقاف السوري ومفتي دمشق وآخرون". ويضيف: "خلال الرحلة، رافقتنا سيارات حراسة سورية من امامنا ومن خلفنا".

وحسب روايات المشايخ، الامر المثير للغاية بالنسبة لهم كان دخولهم الى سوق الحميدية بالحافلات الى ان وصلوا الى المسجد الاموي. هذه السوق، التي يبلغ طولها حوالي 2 كلم، هي احدى الاسواق الكبرى في سورية والاكثر اكتظاظا في الشرق الاوسط، وتعتبر السوق الاهم الى جانب سوق خان الخليلي في القاهرة بمصر. ولدهشة اعضاء الوفد، صادقت الحكومة السورية على دخولهم داخل السوق بالسيارات، وعن ذلك يقول الشيخ معدي بفخر واعتزاز: "ما عدا سيارة رئيس الحكومة السورية التي تدخل الى السوق صباح عيد الاضحى، ليصلي في المسجد الاموي، لا تقترب أي سيارة الى هناك بتاتا، ولدهشة جميع اعضاء الوفد سمحوا لنا بالدخول هناك بالحافلات. جميع الناس وقفوا يتفرجون وكأن جسما غريبا هبط من السماء، حتى ان سائق الحافلة الاردني قال لنا: "نحن لا نصدق ما تراه أعيننا. لم اتخيل مرة انني سأقود حافلة او سيارة في هذا الشارع".
ناهيك عن الجانب التاريخي الذي سجله وفد عرب 48، كانت هذه المرة الاولى التي اجتمع فيها سوية دروز من سورية ولبنان واسرائيل والاردن منذ عام 1948، وكان هذا بمثابة التجمع الاول للدروز في الشرق الاوسط منذ نحو 60 عاما. ويحاول الشيخ معدي وصف متعته النفسية والوجدانية هناك، فيقول: "لا يمكنني وصف المشاعر الجياشة التي غمرتني هناك، سواء على الصعيد الرسمي او الشعبي، الجميع هناك اجهشوا بالبكاء في لحظة اللقاء. لقد عاملونا بإصالة وغمرونا باحترام عظيم. عندما دخلنا الى سورية لم أكن أعرف احدا ، لكن الدفء الذي غمرونا به يكاد لا يصدق. كان الامر وكأن شقيقين التقيا بعد 50 سنة من الانقطاع. كان ذلك المشهد مؤثرا للغاية".
ومقابل الشيخ معدي، الذي شارك مع الوفد في الزيارتين الى سورية، فإن الشيخ زيدان شارك في زيارة الوفد في المرة الثانية فقط. وقبل ذلك، كان قد زار سورية كجزء من زيارات شخصية قامت بها عائلات عربية في الماضي . بيد ان الشرطة لم تحقق معه حول تلك الزيارة. ويقول باستغراب: "عندما سافرنا كوفد رسمي لأهداف دينية فإنهم يحققون معنا، بينما لا يحققون معنا حول زيارة شخصية!!". ويتابع: "أنا لا افهم هذا المنطق. يقومون بمنعنا من ممارسة حقوقنا الاساسية كمجموعة اقلية تريد ممارسة طقوسها الدينية ولا يمكن ان يستمر ذلك بهذه الصورة. من قرر ان سورية بالنسبة لي هي دولة عدو؟".
يستذكر الشيخ معدي زيارته الاولى الى سورية، ويقول: "مكثنا هناك مدة اسبوع. وكانت هذه المرة الاولى، منذ قيام الدولة، التي يدخل فيها وفد رسمي من عرب 48 الى سورية. العديد من الاشخاص، رسميين وغير رسميين، انتظروا لاستقبالنا في معبر جابر: السفير السوري في الاردن ونائب وزير الأوقاف السوري ومفتي دمشق وآخرون". ويضيف: "خلال الرحلة، رافقتنا سيارات حراسة سورية من امامنا ومن خلفنا".

وحسب روايات المشايخ، الامر المثير للغاية بالنسبة لهم كان دخولهم الى سوق الحميدية بالحافلات الى ان وصلوا الى المسجد الاموي. هذه السوق، التي يبلغ طولها حوالي 2 كلم، هي احدى الاسواق الكبرى في سورية والاكثر اكتظاظا في الشرق الاوسط، وتعتبر السوق الاهم الى جانب سوق خان الخليلي في القاهرة بمصر. ولدهشة اعضاء الوفد، صادقت الحكومة السورية على دخولهم داخل السوق بالسيارات، وعن ذلك يقول الشيخ معدي بفخر واعتزاز: "ما عدا سيارة رئيس الحكومة السورية التي تدخل الى السوق صباح عيد الاضحى، ليصلي في المسجد الاموي، لا تقترب أي سيارة الى هناك بتاتا، ولدهشة جميع اعضاء الوفد سمحوا لنا بالدخول هناك بالحافلات. جميع الناس وقفوا يتفرجون وكأن جسما غريبا هبط من السماء، حتى ان سائق الحافلة الاردني قال لنا: "نحن لا نصدق ما تراه أعيننا. لم اتخيل مرة انني سأقود حافلة او سيارة في هذا الشارع".

ناهيك عن الجانب التاريخي الذي سجله وفد عرب 48، كانت هذه المرة الاولى التي اجتمع فيها سوية دروز من سورية ولبنان واسرائيل والاردن منذ عام 1948، وكان هذا بمثابة التجمع الاول للدروز في الشرق الاوسط منذ نحو 60 عاما. ويحاول الشيخ معدي وصف متعته النفسية والوجدانية هناك، فيقول: "لا يمكنني وصف المشاعر الجياشة التي غمرتني هناك، سواء على الصعيد الرسمي او الشعبي، الجميع هناك اجهشوا بالبكاء في لحظة اللقاء. لقد عاملونا بإصالة وغمرونا باحترام عظيم. عندما دخلنا الى سورية لم أكن أعرف احدا ، لكن الدفء الذي غمرونا به يكاد لا يصدق. كان الامر وكأن شقيقين التقيا بعد 50 سنة من الانقطاع. كان ذلك المشهد مؤثرا للغاية".

ومقابل الشيخ معدي، الذي شارك مع الوفد في الزيارتين الى سورية، فإن الشيخ زيدان شارك في زيارة الوفد في المرة الثانية فقط. وقبل ذلك، كان قد زار سورية كجزء من زيارات شخصية قامت بها عائلات عربية في الماضي . بيد ان الشرطة لم تحقق معه حول تلك الزيارة. ويقول باستغراب: "عندما سافرنا كوفد رسمي لأهداف دينية فإنهم يحققون معنا، بينما لا يحققون معنا حول زيارة شخصية!!". ويتابع: "أنا لا افهم هذا المنطق. يقومون بمنعنا من ممارسة حقوقنا الاساسية كمجموعة اقلية تريد ممارسة طقوسها الدينية ولا يمكن ان يستمر ذلك بهذه الصورة. من قرر ان سورية بالنسبة لي هي دولة عدو؟".
تنظر الدولة لهذه الزيارات كزيارات "غير قانونية"، لأنها تمت دون الحصول على مصادقة وزير الداخلية، من خلال تجاهل ان المواطنين العرب من ناحيتهم لا يرون في تواصلهم مع مواطنين دول عربية تواصلا مع دول عدو، بل توثيق علاقات واستمرارية التواصل بين اجزاء العالم العربي، الذي ينتمون اليه اجتماعيا وقوميا ودينيا. اضف الى ذلك، انه بالنسبة للمواطنين العرب- الدروز، يدور الحديث عن اكثر من ذلك- عن اداء فرائض دينية، لم يتمكنوا من تأديتها على مدى اكثر من 50 عاما بسبب اغلاق الحدود بين دولة اسرائيل والدول العربية، هذا الاغلاق الذي فرض على سكان المكان ايضا مقاطعة وفصلا عن بقية المجموعات السكانية.

السلطات الاسرائيلية تدرك ان هذه الزيارات للمواطنين العرب لا تمس بأمن الدولة بأي شكل كان، انما هدف الزيارات هو ممارسة الطقوس الدينية الخاصة بأبناء الديانات المختلفة التي تعيش في اسرائيل، وكذلك من اجل المحافظة على التواصل بين ابناء العائلة الواحدة، الذين انقطع التواصل بينهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948، ومنذ ذلك الحين لم يتمكنوا من الالتقاء. ومن ناحية القانون الدولي، فإن القيام بهذه الزيارات هو حق من حقوق الأقليات الاثنية والقومية والدينية. ففي المادة 27 من المعاهدة الدولية بشأن الحقوق المدنية والسياسية (1966)، التي وقعت عليها اسرائيل في سنة 1966 وصادقت عليها عام 1991، جاء انه "في تلك الدول التي توجد فيها اقليات اثنية، دينية أو لغوية، لا يسلب من الاشخاص الذين ينتمون الى هذه الاقليات الحق في ممارسة ثقافتهم، والتمسك بدينهم والحفاظ على فرائضه، أو استعمال لغتهم، سوية مع الاعضاء الآخرين في مجموعتهم".

ثمة احساس لدى الطائفة الدرزية في اسرائيل، بأن الحكومة الاسرائيلية تتعامل معهم بمعايير مزدوجة. وفي هذا السياق لا يرى الشيخ علي معدي أي سبب لتعامل الدولة معه بشكل مختلف عن بقية الطوائف غير اليهودية التي تعيش في اسرائيل، ويؤكد: "نحن لسنا ضد اسرائيل ولا ضد أمنها، وقد قلت ذلك لكل المحققين. ولكن لماذا يذهب كل سنة نحو 5000 مسلم سني الى مكة للحج؟ ولماذا كان المسيحيون يدخلون قبل سنة 1967 الى بيت لحم والقدس، اللتين كانتا تحت الحكم الأردني الذي كان دولة عدو؟ واليوم كهنة ورجال دين مسيحيون يسافرون الى سورية ولبنان، لأنهم يحملون جوازات سفر من الفاتيكان؟ والبهائيون يذهبون الى ايران، حتى ان بعض اليهود يذهبون الى تونس والمغرب واليوم الى العراق ايضا. وكل هذه هي دول عدو، ولكن لماذا ابناء الطائفة الدرزية فقط ممنوعون من السفر ويقومون بالتحقيق معهم بعد عودتهم؟". ويستطرد: "لن نسمح لأحد بأن يتعامل معنا بمعايير مزدوجة حتى لو كان ذلك المحكمة او الحكومة. كل ما نريده هو التعامل بمساواة وبعدل. وما نطلبه لا يتناقض مع القانون الدولي ووثيقة الاستقلال والقوانين السماوية التي تمنح الحق لأبناء الاقليات داخل الدولة في القيام بزيارة وممارسة الفرائض الدينية والتواصل مع عائلاتهم خارج حدود الدولة".

ويلخص الشيخ زيدان المقابلة معه بنبرة غضب: "هذا الوضع لا يطاق، ويجعلنا نشعر بأننا مضطرون الى اعادة حساباتنا بما يتعلق بالدولة التي نعيش فيها. يجب ان نقوم مجددا بحساب نفس داخلي وخارجي!!".

التعليقات