في الإجتماعات الإحتفالية لفروع التجمع، عبد الفتاح: هناك من زاد قوته، ولكنه لم يستطع التعبير عن فرحتة والسبب أن التجمع خيب آماله المريضة..

ويُشيد بكوادر وأعضاء وأنصار الحركة الوطنية على دورهم في تحقيق الإنجاز الرائع * "سيسعى التجمع بصورة جدية إلى استئناف العمل من أجل بناء المرجعية القومية الجامعة المنتخبة"..

في الإجتماعات الإحتفالية لفروع التجمع، عبد الفتاح: هناك من زاد قوته، ولكنه لم يستطع التعبير عن فرحتة والسبب أن التجمع خيب آماله المريضة..
دعا امين عام حزب التجمع عوض عبد الفتاح، كل القوى السياسية في الداخل المعنية إلى استئناف العمل بصورة جدية من أجل إقامة مرجعية سياسية قومية منظمة ومنتخبة، وإلى السعي الجدي لإحداث تغيير جذري في البنى التمثيلية القائمة وفي آليات واستراتيجيات العمل الوطني العام. وقال، أن نسبة التصويت المستمرة في الإنخفاض بين عرب الداخل تؤكد الحاجة لإقامة هذه المرجعية وتطوير سبل العمل والنضال والبناء، وقد لا تنفع المناشدة وحدها في المرة القادمة لتشجيع الناس على التصويت. وأشار إلى أن من أهم نتائج هذه الإنتخابات في الوسط العربي، هو التخلص من معظم نفوذ الأحزاب الصهيونية، والأمر الثاني هو تعاظم دور وتجربة التيار القومي ونجاحه في إفشال المؤامرة السلطوية والداخلية والمحاولات المحمومة لإزاحة هذا التيار عن الساحة السياسية وهذا بحد ذاته فائدة عظيمة لشعبنا.

كما ودعا عبد الفتاح، كوادر وأعضاء وقيادات فروع التجمع في جميع أنحاء البلاد إلى العمل الدؤوب للحفاظ على الإنجاز الكبير الذي حققه التجمع في انتخابات الكنيست، وذلك من خلال زيادة العضوية في الحزب، والتواصل الدائم مع أوسع شرائح المجتمع ومع همومها اليومية والحياتية، وخاصة مع جمهور النساء والشباب.

هذا ورحّب بالمنتسبين الجدد الذين بدأوا ينتسبون مباشرة بعد إعلان النتائج.

وجاء ذلك في اجتماع المكتب السياسي الذي التأم يوم السبت الماضي، لإجراء تقييم أولي لنتائج الإنتخابات والإنجاز الذي حققه الحزب، وفي كلمته أثناء اجتماعات احتفالية عقدتها عدة فروع هذا الأسبوع. مثل: عبلين، عرابة، كفرمندا، كوكب، دبورية، دير الأسد.

وعكس عبد الفتاح في مداخلاته الشعور العام في أوساط الحزب والحركة الوطنية عمومًا وأصدقائها وأنصارها، الشعور بالإنتصار على المؤامرات ومحاولات الشطب وحملات التحريض، وكذلك الحملات النفسية المريضة التي شنها خصوم الحزب.

وقال هناك من زاد من قوته، ولكنه لم يستطع أن يعبّر عن فرحته والسبب أن التجمع حقق نصرًا باهرًا.. مسقطًا مراهنات هؤلاء وهذه حالة مرضية حقيقية تفشت عند هؤلاء، ومن المؤسف أنها تنقل إلى شبابهم، إلى الأجيال الشابة التي من المفروض أن تنشأ وتنمو فكريًا وسياسيًا وأخلاقيًا بصورة طبيعية، وبدون تشوهات. وينتظر من هؤلاء العمل جديًا على الخروج من هذه الحالة لأنها تنعكس سلباً على عموم مجتمعنا والعلاقات الداخلية.

وواصل حديثه: "إن عدونا الرئيسي هو السياسة الإسرائيلية أو المشروع الصهيوني العنصري وما يفرزه يوميًا من قوانين وسياسات وممارسات معادية وعنصرية تستهدف الإنسان الفلسطيني في كافة مجالات حياته، وقد كان التجمع، وسيظل كذلك، في طليعة المواجهة مع هذا المشروع وفي طليعة القوى التي تبني الإنسان الفلسطيني وتحصّنه وتنظم المجتمع العربي، باعتبارها مجموعة قومية وجزء من شعب وأمة لهما تاريخ وحضارة وهوية وحق في تقرير المصير.

عوامل النصر

وشرح عبد الفتاح عوامل النصر الذي حققه التجمع فقال: "إنه إنجاز للحركة الوطنية عموماً؛ وقد ساهم في ذلك عدة عوامل؛ أولاً: الإستنفار الكامل لأعضاء وأنصار وأصدقاء الحركة الوطنية في مواجهة الحملة المعادية والتحريضية التي تعرض لها التجمع, والشعور أن هناك إصرار وامنية من قبل الأعداء والخصوم لإسقاط التجمع.. إما عبر الشطب وإظهار الحزب على أنه متطرف وتخويف الناس، أو عبر شن حملة نفسية من قبل الخصوم تروّج لحتمية سقوط التجمع. ولذلك فإن العديد من الأصدقاء الذين كانوا يكتفون بالتصويت، لعبوا هذه المرة دورًا فعليًا في الحملة الإنتخابية. العامل الثاني: التحالف مع النائب عباس زكور ومجموعته الذي مهّد لتطبيق فكرة التحالف القومي الإسلامي. الأمر الثالث وهو الأهم والأساسي: استبسال كوادر وأعضاء التجمع الذين أظهروا أداءً غير مسبوق في جلب المواطنين إلى صناديق الإقتراع.

وهذا يؤكد مما لا يدع مجالاً للشك، أن هذا الحزب، بكوادره واعضائه، أصبح حزبًا مجربًا ليس فقط في النضال السياسي والشعبي، بل أيضًا في المعارك الإنتخابية، سواء المحلية التي جرت قبل ثلاثة أشهر أو في انتخابات الكنيست، الدورة الأخيرة.

المهام الملقاة على عاتقنا

ودعا عبد الفتاح جميع الفروع إلى مواصلة عقد الإجتماعات لتقييم تجارب الفروع أثناء الحملة الإنتخابية للإستفادة من نقاط القوة والعمل على تعظيمهما ونقاط الضعف والمباشرة بإصلاحها. وقال: "نحن لسنا حزب انتخابات، نحن حزب سياسي مكافح له مشروع قومي شامل يشمل القضايا القومية والقضايا اليومية، والإنتخابات هي مناسبة هامة للتثقيف السياسي ومواجهة الإجماع الصهيوني والأحزاب الصهيونية في القرى والمدن العربية وما تجلبه من تبعية وذلّ، وهي مناسبة لشرح تميزنا عن غيرنا وإعادة توضيح معالم مشروعنا القومي والديمقراطي وتجذيره في التربه الشعبيه. وتوضيح موقنا من قضايا الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والعربي- الإسرائيلي، وقضايا الساحة الفلسطينية الداخلية.

وقال: "ربما هذه المرة، وصلت معالم مشروعنا وحقيقة مواقفنا بوضوح وبدرجة أكبر من أي فترة سابقة إلى الناس، ولكن مع ذلك يجب مواصلة العمل الدعائي والتثقيفي والإعلامي والميداني لتعريف المزيد من الناس بأهمية مشروعنا. لأن محاولات العداء والتشويه لهذا المشروع الصادرة عن المؤسسة الإسرائيلية أو التيار المتأسرل وبعض الأوساط الإنتهازية الأخرى لن تتوقف.

الخريطة السياسية الحزبية

وتطرق عبد الفتاح إلى الصورة المتوقعة للخريطة الحزبية والعلاقات الداخلية والتوجه العربي العام في الداخل قال: "بالنسبة للتشكيلة الحاكمة في إسرائيل، لا يتوقع أن يحدث تغيراً جذرياً في سياسة إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية أو تجاه عرب الداخل، فالثوابت الإسرائيلية العنصرية لا تزال كما هي؛ لا انسحاب كامل من أراضي الضفة المحتلة عام 67، ولا دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ولا اعتراف بحق العودة، وفي ظل ذلك المتوقع أن يتوسع النضال السياسي والإعلامي الشعبي ضد إسرائيل في الخارج، خاصة بعد العدوان على غزة، وبالتالي فإن إعادة الوحدة إلى الحركة الوطنية الفلسطينية ووضع استراتيجية بنائية وكفاحية يصبح لازماً وملحاً.

أما بخصوص عرب الداخل، فإن المؤسسة الإسرائيلية ، لا تزال ترفض حق التعبير القومي لهذا الجزء من شعبنا، ويتجلـّى من خلال التفاهمات بين حزبي كاديما ويسرائيل بيتينو، وهو الأمر الذي يكرس نظرة إسرائيل إليهم على أنهم خطر استراتيجي وبالتالي تكريس حرمانهم من حق التطور الطبيعي.

أما بخصوص آليات مواجهة هذه السياسات والمشاريع العنصرية، سواء الترانسفيرية الفعلية أو الترانسفيرية السياسية، فإنه لم يعد بالإمكان التقدم بدون استراتيجية حقيقية شاملة، تشمل البناء والوسائل. إن الإمعان في الإنعزال عن الحركة الوطنية الواسعة، أي جماهيرنا الشعبية الواسعة، والهروب إلى أوساط في اليسار الصهيوني وغير الصهيوني ليس إلا خطوة إضافية في تهميش الذات.

وأوضح: إن متطلبات مشروع البناء والمواجهة يقتضي تحقيق التوازن السياسي والأخلاقي بين مشروع بناء الأقلية القومية العربية في الداخل وبين التوجه الديمقراطي، المتمثل بالمواطنة الكاملة. ونحن في هذا السياق نقدر موقف الشخصيات والمثقفين اليهود المعادين للصهيونية الذين يساندون التجمع وبرنامجه الديمقراطي وحقه في النضال من أجل الحفاظ على هوية العرب القومية وترجمتها عبر بناء المؤسسات.

وأضاف: "نحن سنباشر في التحرك والإتصال المنتظم مع كل المعنيين في إعادة بناء لجنة المتابعة أو بناء مرجعية سياسية قومية جامعة منتخبة لعرب الداخل. لأن الظروف لم تعد تسمح بإبقاء الوضع يراوح مكانه، أو يسمح بترك الآخرين يواصلون عرقلة المشروع القومي ووضع العصا في عجلته.

التعليقات