في ختام زيارة النائبة زعبي ووفد تجمع الإصلاح والتغيير: مستشفيات الناصرة من أكبر مؤسسات البلد وأكثرها استحقاقا للدعم

النائبة حنين زعبي: "لا يكفي أن نقاوم ونعرف حقوقنا ونطالب بها، بل ينبغي أن يكون لنا مشروع واضح في بناء مجتمعنا، يعتمد على تنظيمه عبر مؤسسات"..

في ختام زيارة النائبة زعبي ووفد تجمع الإصلاح والتغيير: مستشفيات الناصرة من أكبر مؤسسات البلد وأكثرها استحقاقا للدعم
تعتبر مستشفيات الناصرة أقدم مؤسسات المجتمع العربي التي بقيت بعد النكبة، إذ أقيمت في العقد الثامن من القرن التاسع عشر، أي قبل حوالي 130 عاما، وهي الوحيدة التي أقيمت قبل النكبة والتي حافظت على بقائها، وهي تعتبر ثاني أكبر مشغل في الناصرة بعد بلدية الناصرة.

وإلى جانب أهيمتها التاريخية، والمهمة الإنسانية التي تقدمها مستشفيات الناصرة إلى مئات آلاف المواطنين، ورغم كونها تسد فراغا طبيا هو من واجب الحكومة الإسرائيلية دون أن تتلقى أي دعم حكومي، فقد قطعت مستشفيات الناصرة شوطا كبيرا في التقدم المهني والطبي وبلغ عدد طواقمها الطبية المئات، وهي تجري آلاف العمليات سنويا، دون أي دعم محلي يذكر لا من قبل رجال الأعمال ولا من قبل البلدية ولا من قبل أي مؤسسة أو حركة وطنية.

وقد لعبت مستشفيات الناصرة دورا وطنيا بالغ الأهمية خلال فترات عصيبة مرت على شعبنا، آخرها هبة القدس والأقصى في تشرين الأول/ أكتوبر 2000، إذ استقبلت مئات الجرحى، وعالجت عشرات الحالات الصعبة، وأنقذتها من الموت الوشيك.

ونظرا لأهمية هذه المؤسسات، ونظرا لمكانتها المهنية والوطنية، ونظرا لأهمية ولواجب مجتمعنا بشخصياته ومؤسساته المختلفة دعم هذه المؤسسات، فقد قامت النائبة حنين زعبي برفقة وفد من التجمع الوطني الديمقراطي وتجمع الإصلاح والتغيير في الناصرة، يتألف من كل من السيد وائل عمري والمربي جهاد أبو العسل، والسيد توفيق مصاروة رئيس قائمة تجمع الإصلاح والتغيير في البلدية، والمحامي يوسف نخاش عضو البلدية من القائمة بزيارة لمستشفى العائلة المقدسة.

وكان في استقبال الوفد كل من الأب جون والأب بليز من رهبانية "أحسنوا أيها الأخوة"، والأم جيمس رئيسة الراهبات، والدكتور إبراهيم حربجي، المدير الإداري والسيدة فيوليت خوري، مديرة التمريض والسيد يوسف سروجي رئيس جمعية أصدقاء المستشفى، والسيدة أوديت شومر مديرة العلاقات العامة.

وهدفت الزيارة إلى إطلاع النائبة على الأوضاع والمشاكل التي يعاني منها المستشفى وإلى التطور الذي شهده المستشفى في السنوات الأخيرة، وإلى بحث سبل الدعم البرلماني والجماهيري للمستشفى تحديدا ولمستشفيات الناصرة عموما.

وقد بدأ الإستقبال المهيب والدافئ، بكلمة للأخت أوديت شومر، التي رحبت بالوفد قائلة: "يشرفننا استضافتكم في مستشفى العائلة المقدسة في الناصرة، كمجموعة تسعى نحو إزالة الفجوات القائمة كنتيجة للتميز والأوضاع التي نعيش. إننا نعقد آمالا كبيرة على هذه الزيارة الكريمة ومنذ اليوم نعتبرك يا حنين شريكة فعالة لدعم وتعزيز موقع مؤسسات الناصرة".

وتابعت قائلة: " لا تنقصنا الكفاءات فأبناء الشعب الفلسطيني أينما حلوا وفي أية ظروف يحولون اليابس أخضر والمستحيل حقيقة". وشددت السيدة شومر على أهمية الانتماء، انتماء الفرد لشعبه، انتماء لا يكتمل دون احترام مؤسسات وإنجازات شعبه.

وبعدها قام السيد إبراهيم حربجي المدير الطبي للمستشفى بعرض التطور المهني الذي شهده المستشفى الذي أصبح يجري حوالي 2000 عملية سنويا، والذي أصبح يضم 76 طبيبا، و140 ممرضة، كلهن مؤهلات، وعدد كبير منهن حاصلات على اللقبين الأول والثاني في التمريض.

أما السيدة فيوليت خوري فقد قامت بعرض مسهب لأقسام المستشفى، طواقمه المهنية، والخدمات التي يقدمها. وأكمل بعدها السيد جفري جدع المدير الإداري، مشيرا إلى حاجة مستشفيات الناصرة للتعاضد والتكتل من أجل تحسين الاتفاقيات مع صناديق المرضى ومع مزودي الخدمات المختلفة.

وعرض السيد جفري المصاعب الإدارية والمالية التي تواجه المستشفى ومنها حقيقة عدم تمتع مستشفيات الناصرة بأي دخل إضافي للمداخيل الذاتية للمستشفى بالإضافة إلى مساهمة أصحاب المستشفى، وأن هذه المستشفيات لا تحظى بأي دعم حكومي سوى لمشاريع صغيرة بميزانيات محدودة جدا، لا غير، مقارنة بملايين الدولارات التي تصرف على باقي المستشفيات الحكومية والخاصة في الوسط اليهودي.
وفي كلمتها شددت النائبة حنين زعبي أن الدور البرلماني لأعضاء الكنيست العرب، يعتمد أولا وأخيرا على قدرتهم على التواصل ليس فقط مع هموم شعبهم وقضاياه، بل أيضا على التواصل مع منجزات شعبهم والتقاط نقاط قوته والبناء عليها. يراد لعضوة وعضو الكنيست العربي أن يكون كل شيء، رئيس حكومة يغير سياسات، ورئيس خزينة يعيد تقسيم الميزانية، ووزير تعليم يبني جامعات ويقبل جميع الطلاب العرب، وهذا لن يكون، لكننا نعرف ونقبل أن يكون دورنا أكبر وأوسع وأصعب من أعضاء برلمان في الدول الطبيعية التي لا تفكر في أن تعامل جزءا من أصحاب الأرض كأعداء.

ونوهت إلى دور المؤسسات في بناء مجتمعنا، وقالت: "لا يكفي أن نقاوم ونعرف حقوقنا ونطالب بها، بل ينبغي أن يكون لنا مشروع واضح في بناء مجتمعنا، يعتمد على تنظيمه عبر مؤسسات. ومستشفيات الناصرة هي نموذجا لطاقات ومؤهلات شعبنا". وأضافت أن "رصد هذه الطاقات ومعرفة كيفية استغلالها هي مهمة لا تقل أهمية ولا تقل صعوبة عن تعقب همومنا ومصاعبنا".

أما السيد وائل عمري، فقد أكد على ضرورة أن تحظى قضية مستشفيات الناصرة بأولوية ليس فقط ضمن نطاق الناصرة، بل ضمن نطاق مجتمعنا العربي في الداخل، وتحدث عن الاحتضان الذي احتضنه مستشفى العائلة المقدسة لمدة 6 شهور عندما كان مصابا خلال مظاهرات حرب الخليج، وتحدث عن الصعوبات التي تعاني منها مستشفيات الناصرة حسب خبرته كممرض، وكناشط.

أما المربي جهاد أبو العسل فقد تحدث عن دور مستشفيات الناصرة في إعطاء مكانة للمدينة، وفي اجتذاب سكان من خارجها.

وتحدث السيد توفيق مصاروة عن الحاجة لحس الإنتماء لهذا البلد، الذي يولد انتماء لمؤسساتها ولاحتياجاتها ولمكانتها، وأن المؤسسات التي تخدم البلد تحتاج أيضا لمن يخدمها وينتمي لها ويدعمها، وهو واجب جميع أهل البلد.

وفي نهاية النقاش، أكدت النائبة حنين أنها ترى أهمية كبيرة في القضايا المميزة التي تعاني منها الناصرة أو تلك التي تستطيع الناصرة أن تساهم بها للعرب في الداخل، بالتالي فإنها تعتبر وضع مستشفيات الناصرة، من القضايا الأساسية التي ستضعها نصب عينها، وعليه فإنها ترى في هذا الاجتماع خطوة متواضعة جدا وبداية لطريق تحتاج لمثابرة وتعاون من جهات مختلفة، وأنها ستكرس جهودها لهذا الملف.

بعد النقاش ووجبة الفطور الاحتفالية، نظم للوفد جولة استطلاعية على أقسام المستشفى.
.......

التعليقات