معركة المجالس العربية الدرزية .. مؤشر لتحولات جذرية آم هي مجرّد ثورة غضب؟!

-

معركة المجالس العربية الدرزية .. مؤشر لتحولات جذرية  آم هي مجرّد ثورة غضب؟!
لاشك ان اي جولة استطلاعية خاطفة لقرانا العربية والدرزية منها خاصة ,ستضعك امام حقيقة بل حقائق ومظاهرموجعة حتى النزيف, ولايستدعي مهارات خاصة لمعرفة عمق اثارالتشوه الذي احدثه الغبن التاريخي الذي لايتصحح الا بصحوة الوعي والوجدان لدى اهله , وادراك جهنمية ما يحاك للعرب في الدولة العبرية الرائدة في عنصريتها وقهرها , و هي التي تدير صراعا يستهدف النيل من مواطنيها العرب التي تعتبرهم تحديا وخطرا استراتيجيا , ويقول البعض ان ليست مقولة وحدة الدم والمصير بين الدولة العبرية والعرب الدروز ,الا استخفافا واستهتارا بالعقول وبالدم والمصير لطائفة تمتد جذورها العروبية والاسلامية الموغل في وجدان تاريخ الامة العربية والاسلامية.. وبعضا اخر يؤكد ان الاخلاص للدولة لن يكون الا مقرونا بالحقوق الكاملة لطائفة خدمت الدولة العبرية على مدار ستون عاما ,لكن يبقى السؤال الاساس امام كل هذا هل ما يتم من حراك احتجاجي وسخط وغضب وتغير في لغة الخطاب في معركة المجالس المحلية الدرزية, هو مؤشر لبدايات الخروج من حلف الدم المخادع ,والالتحام مع ابناء الشعب الواحد لخوض المعركة الحقيقية لاحقاق الحق دون عتاب او توسل, ام مجرد غضب عابر لا يتعدى المطـــــــــــــــالب الخدماتية ؟؟؟,.. ولفهم بعض ما يدور في هذا الشان قامت فصل المقال في جولة ميدانية في عدد من القرى العربية الدرزية استطلعت خلالها بعض الاراءلعدد من النشطاء وممثلي الجمهور في القرى العربية الدرزية.

● جبر حمود : اخلا صنا للدولة مقرون بحقوقنا الكاملة رغم انني لا اعتقد بان الدولة ستستجيب لكامل مطالبنا..وذلك سيبقي ابواب المعركة مفتوحة..
يرى جبر حمود رئيس مجلس ساجور يرى ان المعركة تتم في اطار المواطنة الاسرائيلية بمنطق الحقوق مقابل الواجبات وتحت العلم الاسرائيلي لكنه لايؤمن ان ذلك سيتحقق ليبقي الباب مفتوحا على تطورات قد تحمل ابعادا اخرى ليقول:
اينما وجدوا الدروز كانوا مخلصين لدولتهم كما في لبنان وسوريا ونحن مخلصين للدولة لكن هذا سيكون اليوم مقرون بالحقوق , وهذه المعركة تاتي كوننا مواطنين في دولة اسرائيل وانا كشخص خدمت هذه الدولة ,وقرية ساجور بغالبيتها الساحقة تخدم في اجهزة الامن وكنا مخلصين ,لكن نحن كطائفة لم نكن متنبهين بانهم يريدوننا مرتزقة , ولا نقبل ان نكون فقط متساوين بالواجبات وان تكون الحقوق لليهود فقط, وانا لا اعتقد بانه سيكون من السهل الاستجابة لكل مطالبنا ,لذلك اعتقد بان هذا النضال سيطول ولا يكفيه سنة او سنتين , اما الى اين سيؤدي هذا فانا لا اعلم , لكن ما استطيع ان اؤكده هو اننا لم نعد نقبل بالوضع السابق , فالواجبات يجب ان تكون مقرونة بالحقوق الكاملة , وانا دعوت لعدم المشاركة بيوم الجندي الدرزي , مع ان الاخ صالح فارس سيشارك اليوم الخميس في هذا اليوم في قرية حرفيش..

● الشاعر سليمان دغش:لم يحدث في التاريخ ان يتم تجريد هوية مجموعة عن انتمائها وفضائها القومي الطبيعي وصناعة قومية خاصة لها..
وفي منظور مغاير ورؤيته العروبية القومية يرى سليمان دغش ان هذا الحراك انما يحمل في طياته ابعاد اخرى غير المعلن عنها وان المعركة ليست عابرة كسابقاتها ,بل ستتطور بشكل موضوعي لتعيد الطائفة الى موقعها الطبيعي كجزء من شعب وليس شظايا طوائف وهويقول:

«باعتقادي نعم وعلى عكس ما يقول البعض, ان الوضع عند الطائفة يشهد تغيرات حقيقية وجدية ومن المفروض ان تعيد حساباتها مع التجنيد الاجباري, وما الت اليه الامور لدى الطائفة العربية الدرزية هو نتيجة حتمية للتجنيد واستغلالها لدق الاسافين وتكريس التفرقة بين ابناء الشعب الواحد,وللاسف ان الاكثرية العربية ,رغم التاريخ المشرف للعرب الدروز في فلسطين وسوريا ولبنان ,حيث بدات الجريمة الاولى بالتجنيد الاجباري ,اما الثانية عندما تم ابان الجكم العسكري ومن اجل تسهيل التنقل وتغيير القومية في بطاقة الهوية من عربي الى درزي , وهذا امر غريب ولم يحدث في التاريخ وخصوصا ان الطائفة لها انتمائها العروبي واللغة عربية ومرجعها القران الشريف ورسائل الحكمة, ومع مخطط «التدريز» بدا كل ذلك يتلاشى وادى الى حالة من الضياع , وحتى ان في مناهج التعليم قاموا بفصل التربية والتعليم «جغرافيا ورياضيات وغيرها للدروز, وللاسف نجحت في فصلهم لفترة معينة , واحدثت الشرخ وماكنة السلطة مضت بالمشروع وهذا كله كان يهدف الى الاستفراد بالطائفة رغم اننا جزء من شعب منكوب منذ عام 48,لكن كان دائما لهذا المخطط على مر التاريخ مناهضين ومقاومين واعتقد ان تجربة الطائفة مع السلطة وصل الى طريق مسدود واشعر اننا بصدد تغيرواعادة نظر وعلينا استغلالها لمصلحة الطائفة والاقلية العربية واستعادة الامور الى نصابها , واذا اسانا استخدامها سوف تكون مدمرة, وانا اعول على القوى الوطنية التي اعتبر نفسي واحدا منها ويجب بداية العمل لاخراج الطائفة من دائرة هذا المخطط الاجرامي , وانا ارى في هذا فرصة بعد التجربة الملموسة على جلودنا واتوجه للرؤساء بالقول نحن عرب وجزء من لجنة المتابعة والقطرية ومنتدى السلطات الدرزية فاشل ويجب التوقف عن المراهنة.
● صالح فارس: نضالنا لايحمل اي ابعاد اخرى سوى مطالبنا المعلنة من حقوق مقابل ما قدمنا من واجبات اتجاه الدولة..

لا يرى صالح فارس سكرتير منتدى المجالس المحلية الدرزية: بهذا النضال المنفصل في اطار ما قدمت الطائفة من واجبات باخلاص الا موضوع مطلبي محض ولا يحمل اي بعد سياسي او قومي , وان وجود المنتدى الدرزي لا يتعارض مع كون الدروز عرب بل يتمنى على لجنة المتابعة ان تحذو حذوه ,واستعرض بالقول:
ان مشاركتي اليوم في يوم الجندي الدرزي في قرية حرفيش ,ليس فيها تجاوز لقرار المنتدى بل استجابة له , لان قرار المقاطعة الذي دعى له المنتدى ينطبق على الرؤساء فقط, ويجيز حضور رئيس المنتدى, وانا بدورى ساشارك من اجل اسماع صوتنا وطرح مطالبنا امام المسؤولين , لان الجندي هو ابننا ولا دخل له في هذه الامور ,ومن حقه هو وغيره العيش باحترام , اما حول الموقف السياسي فكل رئيس له موقفه ورايه ولا دخل لذلك في هذه المعركة والمنتدى هو مثله مثل باقي المنتديات التي لها قضاياها ومشاكلها الخاصة, مثل منتدى قرى الشمال او منتدى المدن المتطورة , ومنتدى القرى البدوية وغيرها, وجميعها ينضوي تحت لواء الحكم المحلي , صحيح اننا عرب , والقول فرق تسد هذا غير صحيح لان ذلك لايعني ان ليس هناك تعاون مع باقي اخواننا, و لا ارى ضرورة في الاندماج في اطار لجنة المتابعة والقطرية , بل ان لو لجنة المتابعة لو عملت بنفس الطريقة كما نفعل لكان الوضع افضل, ويستطيع كل من موقعه خوض معركته لاحقاق الحقوق في السكن والارض والتعليم ومجمل الخدمات مثلنا مثل اي بلدة يهودية,رغم ان بعضهم لا يؤدي الواجبات كما نؤديها نحن, ونحن نؤكد انه ليس هناك اكثر ولا اقل من ذلك ,ونضالنا هذا لا يحمل اي ابعاد اكثر مما هو معلن من مطالب من اجل حقوق كاملة في دولة نحن مواطنين فيها مثل اي دولة في اوروبا والعالم .

● مفيد مهنا: نضالنا هذا يأتي في إطار نظرة مستقبلية وايجاد حلول جذرية بعد ستون عاما من الغبن والتضليل
مفيد مهنا نائب رئيس مجلس البقيعة: وان كان يثني على هذه النضالات الا انه ولحجم القضايا الحارقة فهو غير مؤمن في احقاقها بنضالات منفردة ومشتتة الا في اطار نضال عربي عام وفي اطار رؤية استراتيجية موحدة ويدعو للانخراط في اطار المؤسسات الوطنية وهو يقول: اعتقد ان جيل الشباب من الرؤساء جائوا في برامجهم بما يلخص غبن ستين سنة وهم متمرسون في العمل البلدي والسياسي والذين توصلوا لاسباب ما تعانيهالقرى الدرزية من تمييز واجحاف , وارى ان ما يميز المعركة هذه المرة بانها ليست مجرد مطالب تسديد الديون ودفع المعاشات وجمع النفايات انما ياتي هذا في اطار نظرة مستقبلية وايجاد حلول جذرية بعد ستون عاما من الغبن والتضليل ,وطرح مجمل القضايا الحارقة مثل الارض والسكن والعمل والتصنيع وتطوير البنى التحتية بما فيها التعليمية والثقافية بما يتلائم مع كوننا ابناء شعب له حضارته وثقافته وتاريخه ,ولا يعقل ان نبقى نزج بابنائنا في الجيش والاجهزة الامنية على حساب تعليمهم ومستقبلهم وانتمائهم الامر الذي يجب ان يحول مقاومة الخدمة الالزامية مسالة نضالية من الدرجة الاولى , واعتقد ان عهد التوسل والاستجداء قد ولى والحديث عن المساواة هو تشدق سياسي ولن يدوم , وان كانت هناك استجابة لبعض المطالب ,لكن باعتقادي ان المسائل الحارقة ستبقى عالقة ولن يكون امامنا طريق سوى الانخراط في اطار نضالات شعبنا وفي اطار لجنة المتابعة وضمن نظرة مستقبلية للعرب فتاريخنا وحاضرنا ومصيرنا واحد, واعتقد بالتالي اننا امام بوادر تحولات جديدة ليس على صعيد المطالب الخدماتية فحسب بل على المستوى الوطني والقومي العام.

● الشيخ علي معدي رئيس لجنة التواصل: اعتقد ان هناك مؤشر لبدايات تحول جذرية ولا استبعد بانها قد تتطور لتتخذ طابع سياسي وقومي..

لدى الشيخ علي معدي قناعة شبه راسخة ان الاستخفاف بالمواطنين سيبقى قائما وان التداعيات ربما ستؤدي الى انتفاضة ستكون اثارها وخيمة ,ولا احد يتوقع عواقبها فيما استمر هذا الغبن وهذا الاجحاف وهو يستعرض ويؤكد:
منذ قيام الدولة نعتبر ان بقاء اي مواطن على ارضه هو عمل كبير لكن مقابل هذا ونتيجة بعض العلاقات بين قيادات الطائفة والدولة اجبروا بعض القيادات توقيع اتفاقية حلف الدم , والخدمة في الجيش وبعد ان اصبح هناك مجالس محلية وتراجع القيادات الاسرائيلية عن التزاماتها في تقديم الخدمات والحقوق لمس الجيل الجديد ان هناك لا ديمقراطية ولا مساواة, اذ ان الجندي المسرح الذي يعطي زهرة شبابه لا يستطيع الالتحاق بالتعليم الجامعي او الزواج والسكن وان الشباب لم يعودوا ليقبلوا بالغبن والتمييز والمساواة بالواجبات وغيابها في الحقوق , وهناك مطالبة بان تكون الخدمة طوعية واختيارية كما لدى الطوائف الاخرى رغم انهم لم يلتزموا بالاتفاق الموقع بعدم تجنيد الفتيات ومطالبتهم بان يلتحقوا الفتيات بالخدمة المدنية , رغم اننا بهذا الشان لن نسمح لاسرائيلا ولا لغيرها بتجنيد الفتيات , وبالتالي اقول اذا لم تغير الدولة من قوانين التمييز وتبقى ماضية في سياستها ستكون هناك انتفاضة تحرق الاخضر واليابس .

● نفاع نفاع: يجب أن يندرج نضال هذه المجموعة من شعبنا ضمن النضال القومي العام الذي تفرضه التحديات الراهنة

نفاع نفاع جمعية الجرمق للتطوير الثقافي: بيت جن
اي توجه نضالي هو عمل مبارك وتحت اي اسم كان لانه بالاصل موجه ضد المؤسسة والتمييز الذي يقوم على اساس قومي , لكن باعتقادي حصر هذا النضال في اطار طائفة بعينها قد يخدم ويكرس سياسة فرق تسد ويقود الى تشتت الجهود وا ضعاف نضالنا القوي المفترض,بل من الطبيعي ان يكون موحدا , ويجب ان يكون هناك ادراك ووعي بان هذا النضال لمجموعة من شعبنا يجب ان يندرج ضمن النضال القومي العام الذي تفرضه التحديات الراهنة ,وما حالة الاحتقان والغضب التي برزت الان لدى ابناء الطائفة العربية الدرزية الا نتيجة حتمية لما لحق بابائنا واجدادنا من غبن وقهر متراكم منذ قيام الدولة, ليكتشف الجيل الجديد بانه ليس فقط على الهامش بل على هامش الهامش وان هناك استخفاف واستهتار بعقول ومشاعر البشر وانه يتم التعامل معنا باعتبارنا مرتزقة نحمل السلاح ونواجه مصائرنا بايدي فارغة , اي ليس هناك الا مساواة في الموت وفي الحياة لنا ربا يحمينا.

...

التعليقات