في مقابلة مع "بي بي سي"؛ النائب د.زحالقة: "الضفة على أعتاب انتفاضة ثالثة"

في مقابلة مع

** ما يحدث في الضفة الغربية هو أنه هناك هدوءًا ولكن يمكن أن يغرّر هذا الهدوء بالناس، لأنّ ما يحدث خلف هذا الهدوء هو حالة غضب وحالة احتقان تزيد يومًا بعد يوم، ولا بد أن تنفجر.

إذا راجعنا الانتفاضات السابقة الكثيرون اعتقدوا أنه لن تكون هناك انتفاضة ولكن كفى أن يكون هناك ما يشعل هذه الانتفاضة حتى اندلعت بقوة.

باب المفاوضات الذي أعطاه الشعب الفلسطيني فرصة أُغلق تمامًا، ولا يوجد أي تحرك في هذا المجال، وباعتقادي أن الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الاحتلال لا يمكن أن يصبر طويلا. الشعب الفلسطيني التقط أنفاسه بعد الانتفاضة الثانية والأرضية جاهزة لانتفاضة ثالثة.

** في الضفة الغربية بالأساس، وباعتقادي أنَّ هذه الانتفاضة ستأخذ شكلاً مختلفًا عن الانتفاضات السابقة.
** نحن نعرف كيف تبدأ الانتفاضات ولكن لا أحد يعرف كيف تنتهي. للتذكير الانتفاضة الثانية بدأت كانتفاضة سلمية ولكن القمع الاسرائيلي حولها إلى انتفاضة عسكرية وجرت عسكرة هذه الانتفاضة.

هناك تحركات ودلائل على أن النضال ضد الاحتلال لن يتوقف، وكانت هناك عمليات عسكرية وهناك تزايد في النضال المدني والشعبي ضد الاحتلال الاسرائيلي. باعتقادي أن هذه الانتفاضة هذه المرة ستكون انتفاضة شعبية وجماهيرية وليس فقط أعمالا عسكرية.

ولكن السلطة الفلسطينية لها موقف واضح من موضوع الانتفاضة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث مؤخرًا عن التوقعات المتزايدة من احتمال حدوث انتفاضة، وقال إنه لن يسمح بذلك ولن يوافق على أي شكل من أشكال الانتفاضة.

** يعني هناك غضب من الواقع. الفلسطينيون غاضبون. هناك استفزازات اسرائيلية مستمرة في القدس وفي الخليل وفي أماكن أخرى. وما حدث في الخليل في الأسابيع الأخيرة وما يحدث في بلعين وما يحدث في أماكن كثيرة هو دليل أن هذه كلها بشائر ودلائل على أننا أمام تغيير في الواقع وأن الهدوء لن يستمر في الضفة الغربية.

من الصعب أن نحدد التوقيت. بالمناسبة تقديرات الكثير من المحللين الاسرائيليين تقول إن الانتفاضة على الأبواب.

* الهدف السياسي بإعتقادي يجب أن يكون اجبار اسرائيل على الخروج من الضفة الغربية وأيضا إنهاء الاستيطان. هذه أمور قابلة للتحقيق إذا تضافرت جهود فلسطينية جدية في هذا الموضوع.

السؤال هل القيادة الفلسطينية جاهزة لاستثمار الانتفاضة؟ نحن لا نرى باستثمار الانتفاضة أمرا سلبيًا، بالعكس تمامًا. إذا كانت هناك قيادة فلسطينية يمكن أن تستثمر الانتفاضة لتحقيق انجازات للشعب الفلسطيني. هذا هو السؤال الكبير.

أنا اعتقد أن لليسار دورًا مهما جدًا. نحن في سباق مع الزمن، على اليسار أن ينظم صفوفه وأن تبنى جبهة وطنية فلسطينية عريضة لمواجهة الاحتلال واستثمار الانتفاضة بشكل صحيح مع افق سياسي واضح ومطالب عينية.

** لا يوجد شعب في العالم يعيش مثل الشعب الفلسطيني. حالة انقسام. اللاجئون مفصولون عن الوطن، الضفة مفصولة عن القطاع، القطاع مفصول عن كل العالم، القدس مفصولة عن الضفة، الفلسطينييون في الداخل مفصولون عن الضفة والقطاع والشتات، هذه حالة لا مثيل لها في العالم. وباعتقادي أن واجب الحركة الوطنية الفلسطينية أن توحد هذا الشعب من الناحية السياسية حتى لو لم تستطع أن توحده جغرافيا.

الهدف الذي يجتمع حوله الفلسطينيون هو المحافظة على الكيان الوطني ووحدة الشعب الفلسطيني وعلى الكيان الفلسطيني فنحن شعب واحد.

والهدف السياسي هو أيضا أن تكون هناك نهاية للصهيونية لأنَّ الصهيونية هي التي سببت هذه المآسي للشعب الفلسطيني. والافق الديمقراطي يجب أن يكون حياة مشتركة بين اليهود والعرب بدون صهيونية.


** يعني بنهاية المطاف، وعلى المدى الاستراتيجي أعتقد أن هذا هو الحل، لكن هذا ليس بديلا للنضال ضد الاحتلال أو حتى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. يمكن الوصول إلى دولة واحدة مباشرة ويمكن الوصول إليها من خلال محطة الدولتين.

** ليس فقط تهديدًا ديمغرافيًا، رئيس الشاباك الاسرائيلي قال إننا التهديد الاستراتيجي لـ التعريف لإسرائيل كدولة يهودية، ونحن نعترف بأننا تهديد استراتيجي للعنصرية والظلم وحتى للصهيونية لأننا نتحداها. نحن في صراع على مدى عشرات السنين وهذا الصراع سيستمر.

من يعتقد أنه سيكون هناك حل لقضيتنا نحن في الداخل منفصل عن حل القضية الفلسطينية فهذه أضغاث أحلام. قضيتنا مرتبطة عضويًا بالقضية الفلسطينية وجزء لا يتجزأ منها ولهذا السبب الحل سيكون في إطار القضية الفلسطينية.


** لأنَّ اسرائيل قامت على أنقاض الشعب الفلسطيني ونحن نخسر ذاتنا حين نضطر إلى إعلان الولاء للدولة العبرية. وبالمناسبة أرادوا أن يسنوا قانونا للولاء لاسرائيل وأنا أعلنت أننا سنقوم بعصيان مدني إذا فعلا طلب من المواطنين الفلسطينيين في الداخل أن يفعلوا ذلك، واضطرت المؤسسة الاسرائيلية إلى التراجع عن مثل هذا القانون بعد أن تحول الرفض له والتهديد بإعلان عصيان مدني إلى موقف الجماهير الفلسطينية في الداخل كلها من خلال لجنة المتابعة العليا في الداخل.

** أولا المؤسسة الإسرائيلية تمنح امتيازات لليهود في فلسطين، ولا أحد يتنازل عن هذه الامتيازات إلا إذا اضطر أو أجبر أو فرض عليه هذا الأمر. هذا أولا ولهذا السبب هذه الفكرة لا تحظى بتأييد كبير من اليهود. ولكن أعتقد أن على المدى البعيد من حق كل طفل يهودي وكل طفلة أن يعيشوا في سلام وفي حرية وفي ديمقراطية بدون صهيونية كما يعيش اليوم البيض في جنوب إفريقيا بعد نهاية نظام الأبرتهايد (الفصل العنصري).

من الناحية الدولية أعتقد أن إسرائيل مدللة من قبل المجتمع الدولي لسببين: الأول هو عقدة الذنب في أوروبا بسبب المحرقة ضد اليهود، والسبب الثاني أن اسرائيل استطاعت وبخدعة كبيرة جدا -ربما الخدعة الأكبر في القرن العشرين- أن تعرض نفسها كدولة ديمقراطية وكواحة للديمقراطية في صحراء الديكتاتوريات العربية.

ونحن نقوم بدورنا في فضح هذه الصورة وإظهار حقيقة العنصرية الاسرائيلية التي يجب أن تواجه وأن تفضح.


** نحن نرفض ذلك لأن إسرائيل تريد أن تضم القدس وتضم المستوطنات إليها وفي المقابل تُضم بعض القرى الفلسطينية في الداخل إلى السلطة الفلسطينية .هذه مساومة مرفوضة. نحن لا نقبل مبادلة القدس بأم الفحم. هذا أولا. ثانيا الهدف الاسرائيلي هو إضعاف الفلسطينيين في الداخل وهذا ليس في مصلحة الشعب الفلسطيني ولا في مصلحة النضال ضد الحركة الصهيونية....
** حتى الآن هناك تطمينات وتوضيحات من قبل كل القيادات الفلسطينية بما فيها الرئيس أبو مازن بأنهم لن يقبلوا بمثل هذا العرض. ولكن إذا طرح هذا الأمر مستقبلا فنحن نرفضه وهناك اجماع على رفض مثل هذا العرض لأن فيه تنازلاً عن حقوق الشعب الفلسطيني في مناطق الـ67 وأيضا محاولة لضرب الأقلية الفلسطينية في الداخل التي لها دور وطني واستراتيجي وهي ذخر للشعب الفلسطيني والأمة العربية.

التعليقات