امتحان اللغة العربية للمتقدمين بطلبات عمل في جهاز التربية والتعليم في ندوة لجمعية الثقافة العربية..

د.إلياس عطا الله: امتحان واحد لا يزيل عفن عقود.. * د.أيمن إغبارية: أزمة في التعليم العربي وتأهيل المعلمين * البروفيسور محمد أمارة: تساؤلات حول أهمية الامتحان وأهدافه..

امتحان اللغة العربية للمتقدمين بطلبات عمل في جهاز التربية والتعليم في ندوة لجمعية الثقافة العربية..
بمبادرة من جمعية الثقافة العربية ومشاركة لجنة أولياء الأمور العامة في سخنين، نظمت ندوة حول امتحان اللغة العربية للمتقدمين بطلبات عمل جهاز التربية والتعليم، اليوم السبت، وذلك بحضور العشرات من المهتمين والمعلمين والمعلمات إلى جانب نخبة من المتحدثين؛ د.إلياس عطا الله، ود.أيمن إغبارية، والبروفسور محمد أمارة، والمحامية لينا أبو مخ زعبي، ورئيس لجنة أولياء الأمور حسين خلايلة، وبحضور رئيس البلدية ما زن غنايم والنائب مسعود غنايم.

افتتحت وأدارت الندوة مدير جمعية الثقافة العربية د.روضة عطا الله التي أكدت على كون اللغة هي من أهم مقومات الهوية الثقافي. كما أكدت على أن اهتمام جمعية الثقافة المتزايد بموضوع اللغة العربية يأتي لتعزيز وتحصين الهوية الثقافية والقومية الطلاب والمعلمين العرب.

وأشارت إلى نشاط الجمعية في هذا السياق حيث نظمت الجمعية عدة دورات لمعلمي ومعلمات اللغة العربية إلى جانب وبرامج ومؤتمرات إلى جانب الأبحاث في شؤون اللغة.

تحدث أستاذ علوم اللغة العربية د.إلياس عطا الله الذي انتقد فكرة الامتحان للمتقدمين بالقول: إن امتحانا واحدا لن يزيل عفن عقود..

وطرح عدة تساؤلات حول الهدف من هذا الامتحان، وحول إذا كانت العلامات تكفي لتأهيل المعلم وتمكينه من اللغة.

وقال: "أنا لست ضد الامتحان لكن عليهم هم أن يجيدوا اللغة قبل أن يعلموها. العلامات للمتحنين لن تساعد لأنهم سيعودون ويعلمون باللغة العامية أو العبرية، كما أن معرفة القواعد لاتؤدي إلى ترجمتها وتطبيقها على التدريس باللغة العربية والحديث والتعبير باللغة الصحيحة.

كما تساءل أيضا "ماذا ستعمل الوزارة مع المعلمين المثبتين في الوزارة؟، مشيرا إلى أن استخدام طريق اجتياز الامتحان وعدمه هو موطن ومدعاة شك وضبابية وغموض حول الامتحان.

وبدوره أشار المحاضر في قسم السياسات التربوية د.ايمن اغبارية إلى أن موضوع الامتحان كشف عن مدى الأزمة التي يعانيها التعليم العربي والسياق الأكبر في تأهيل المعلمين العرب، ناهيك على أن هناك محاولة لفرض الامتحان دون التشاور مع أحد. وأكد أن هناك خللا كبيرا قائما في السياسات التربوية.

وأشار د.اغبارية إلى ضعف الكليات العربية وليس إلى ضعف التعليم الرسمي فقط، والى ضعف العمل الطلابي المنظم في الكليات عموما. وقال "بل أكثر من ذلك إنما يتم تجيير العمل وتدجين الطلبة في هذه الكليات على عكس ما يحدث في لجان الطلبة في الجامعات".

وقال: "هناك اعتقاد خاطئ وتوهم أن غالبية الخريجين من المعلمين هم من الكليات الأربع؛ ألقاسمي وسخنين وبيت بيرل ودار المعلمين ، علما أن 56% منهم لم يتخرجوا من هذه الكليات بل من غيرها ومن كليات ليست عربية".

وقال الخبير في علم اللسانيات والسياسات اللغوية بروفسور محمد إمارة: لدي الكثير من التساؤلات حول مصداقية وأهداف الامتحان، رغم أنني اؤيد أن يتمتع المعلم العربي بكفاءات عالية في اللغة المعيارية "الفصحى" مهما كان مجال تخصصه.

واضاف أنه إذا لم يحدث تغيير جوهري في مركبات التربية اللغوية المختلفة فلن تتغير الصورة بشكل جوهري في جهاز التعليم العربي. وقال "أدعي أيضا أنه بتعزيز اللغة العربية وقيامها بالمهام المنوطة بها من شأنها تعزيز التحصيل في المواضيع الأخرى".

ونوه إلى أن القيام بالامتحان بهذه السرعة وعلى هذا النحو دون التشاور مع هيئات المجتمع العربي ومهنييه ممن لهم باع في هذه المجالات يثير تساؤلات كثيرة، ويضع الكثير من علامات الاستفهام حول مصداقيته وأهدافه.

كما طرح بروفسور أمارة عددا من التساؤلات حول ماذا يفحص الامتحان؟ وهل يعقل أن يعطى الامتحان لجميع المتقدمين؟ولماذا يعطى لفئات ولا يعطى لفئات أخرى؟ وهل يعقل أن يكون امتحان اللغة العربية بطاقة دخول للبعض وبطاقة خروج لآخرين؟ واعتبر أمارة أن القرار هو قرار سياسي بيّن.

كما تحدث كل من رئيس لجنة أولياء الأمور العامة في سخنين حسين خلايلة، ورئيس البلدية مازن غنايم، والمحامية لينا أبو مخ زعبي التي تقدمت باسم عدد من موكليها المعلمين بالتماس إلى المحكمة العليا. كما استعرضت في حديثها الجوانب القانونية في الموضوع وأكدت أنها ستواصل متابعة الموضوع قضائيا.......

التعليقات