اليوم: انطلاق المسيرة الدولية لفك حصار غزة والقوى الوطنية في الداخل تؤكد على ضرورة المشاركة الفعالة

وتجمع على إدانة بناء الجدار الفولاذي على حدود مصر مع قطاع غزة * عبد الفتاح: العالم وقواه الشعبية تحديدا لن تكون قادرة على نصرتنا طالما لم ننتصر لأنفسنا

 اليوم:  انطلاق المسيرة الدولية لفك حصار غزة والقوى الوطنية في الداخل تؤكد على ضرورة المشاركة الفعالة
تتواصل الاستعدادات لإنجاح المسيرة الدولية التي ستنظم على حاجز بيت حانون (إيريز)، اليوة الخميس 31/12/2009، ضد استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة. وتأتي هذه المسيرة في الذكرى السنوية الأولى للحرب العدوانية على قطاع غزة.

وكانت قد دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، في اجتماع، عقدته الثلاثاء الماضي، العرب في الداخل، للمشاركة في المسيرة الدولية التي ستقام على حاجز " بيت حانون (إيريز) على تخوم قطاع غزه في الساعة الحادية عشرة صباحا يوم الخميس 31/12/2009 لدعم ومساندة كسر الحصار، وأيضا في الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة.

وعُقد الاجتماع بمشاركة ممثلين عن قوى سياسة وسكرتيري أحزاب وعدد من المؤسسات و الجمعيات الأهلية.

وأكد المجتمعون على أهمية توحيد الهتاف و الشعارات وعدم رفع الأعلام الحزبية. وسيتحدث في الاعتصام ممثلو القوى السياسية وفي مقدمتهم رئيس لجنة المتابعة، محمد زيدان.

يشار إلى أن المسيرة تنظم بمبادرة من العديد من الهيئات والمؤسسات والشخصيات الدولية المناصرة للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني، وبمشاركة جماهير فلسطينية من الجهة المقابلة من حاجز "إيريز" وقوى تضامن عالمية مع الشعب الفلسطيني.

من جهته اعتبر أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، تنظيم المسيرة الدولية لفك الحصار، ليس إحياءً لذكرى مرور عام على العدوان الصهيوني الوحشي على الأهل في غزة فحسب، بل خطوة هامة من أجل التذكير بتواطؤ ما يسمى بـ"المجتمع الدولي" (أمريكا وأوروبا) وأنظمة العار العربي وتغطيتهم المستمرة على الجريمة المستمرة، واستنفار القوى والأوساط المناهضة للظلم والاحتلال والعدوان وشتى أنواع القهر في معركة فك الحصار الإجرامي ووضع حدّ لآخر استعمار استيطاني وعنصري في العالم.

وأضاف في حديثه مع عــ48ـرب: "أنه في الوقت الذي نشيد بكل القوى المحبة للسلام والمناصرة للحق والعدالة في العالم، فإننا كشعب فلسطيني وقواه الوطنية، مطالبون بأن تكون المحفّز الأساسي لتوسيع وتقوية حركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني، لأن العالم وقواه الشعبية تحديدا لن تكون قادرة على نصرتنا طالما لم ننتصر لأنفسنا.. وطالما لم نفجر طاقات هذا الشعب المعطاء في تطوير المقاومة الشعبية الشاملة.. وهذا يتطلب انتهاء الإستنزاف الداخلي ووقف فضيحة ملاحقة المقاومين.. ووضع استراتيجية نضالية طويلة الأمد تأخذ بالاعتبار كل مقومات الصمود والاحتمال، وشروط استقطاب الرأي العام العالمي".

ودعا جماهير شعبنا وقواه الوطنية إلى التجنّد والمشاركة في هذه المسيرة، وإلى تطوير برامج شعبية دائمة لفكّ الحصار، ودعم النضال من أجل تحطيم نظام الأبارتهايد الإسرائيلي.

وفي حديثه مع موقع عــ48ـرب، أكد السيد محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة، على ضرورة المشاركة الفعالة لإنجاح المسيرة التي تأتي بالتنسيق مع منظمي "قافلة شريان الحياة". كما أكد على ضرورة مشاركة العرب في الداخل تضامنا مع أهلنا المحاصرين في قطاع غزة، ورفع الصوت عاليا ضد الحصار والتجويع، معتبرا أن التضامن هو واجب وطني وديني وأخلاقي وإنساني.

وأضاف "إننا وأهل قطاع غزة شعب واحد، يؤلمنا ما يؤلمهم"، مشيرا إلى أن المسيرة تأتي في الذكرى السنوية الأولى للحرب العدوانية على قطاع غزة.

وأشار إلى أن لجنة المتابعة قد اتخذت قرارها بالمشاركة، حيث تشارك جميع الأحزاب والفعاليات باسم لجنة المتابعة، كتعبير عن الموقف الرافض لاستمرار الحصار، والمطالب بفك الحصار وفتح معابر القطاع لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا المحاصرين.

كما أكد السيد زيدان على 3 رسائل موجهة لثلاثة أطراف؛ أولها موجهة للطرف الإسرائيلي مفادها أن إحكام الحصار على قطاع غزة لا يخدم مصلحة السلام ولا يوفر الأمن لإسرائيل. والرسالة الثانية موجهة للأخوة في مصر، ومفادها أن إحكام الحصار وبناء الجدار الفولاذي لا يوفر الأمن لمصر، وأن غزة لا تهدد أمن مصر، وإنما العكس تماما، كما أن حصار قطاع غزة ليس له أي علاقة بالسيادة المصرية وبأمن مصر.

أما الرسالة الثالثة فهي موجهة إلى شعبنا الفلسطيني، مفادها أن المشروع الوطني الفلسطيني بحاجة إلى وحدة وطنية قبل كل شيء، وأن هذه الظروف يجب أن تكون محفزا لطرفي الانقسام لإعادة اللحمة لشعبنا الفلسطيني.

وباسم "ميثاق المعروفيين الأحرار" أكد سكرتير الميثاق حمد صلالحة على المشاركة في الفعالية، ودعا أبناء شعبنا في الداخل إلى أوسع مشاركة. وفي الوقت نفسه دعا إلى مواصلة الفعاليات المنددة بالحصار.

واستنكر السيد صلالحة استمرار فرض الحصار على أهلنا وأبناء شعبنا في قطاع غزة، كما أدان شروع مصر في بناء الجدار الفولاذي الذي من شأنه تشديد وإحكام الحصار على أبناء شعبنا.

وفي ختام حديثه مع عــ48ـرب، أكد على ضرورة إنهاء الانقسام، وأهمية تحقيق الوحدة الوطنية في هذه الظروف.

وبدوره أكد الشيخ علي معدي، رئيس لجنة التواصل الدرزية، وباسم جميع الوطنيين والأحرار من بني معروف على تضامنهم مع أهلنا الصامدين في قطاع غزة، وطالب بفك الحصار الجائر المفروض عليهم بشكل يخرق كافة المواثيق الدولية والديانات السماوية والمنطق الإنساني.

وأضاف: "نطالب مصر العروبة بالعودة إلى دورها القيادي في احتضان أبناء الأمة العربية، والعمل على فتح كافة معابر القطاع أمام شعبنا المحاصر، بدلا من بناء الجدار الفولاذي الذي يعني تشديد الحصار".

كما ناشد الشيخ معدي كافة الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية دعم نضالات شعبنا بما يحقق له حريته واستقلاله.

ومن جهته نوه د.أسعد أبو شرخ، وهو كاتب وأكاديمي فلسطيني في جامعة الأزهر في مدينة غزة، إلى أن الحصار في القانون الدولي يعتبر جريمة حرب، ويجب محاكمة وملاحقة مرتكبيها. وقال: "كل من يقوم بفرض الحصار يجب محاكمته كمجرم حرب حسب القانون الدولي".

وأشار إلى تحرك بعض أصحاب الضمير العالمي، عربا وأجانب، من أجل كسر الحصار الظالم الذي تسبب بمآس كثيرة وكبيرة وسط مؤامرة صمت عالمية. ولفت في هذا السياق إلى "أننا نفاجأ بأن بعض الدول العربية تقف بوجه مسيرة التضامن وتضع العراقيل أمامها".

وفي حديثه مع عــ48ـرب عن الحصار المفروض على القطاع تطرق إلى الجدار الفولاذي الذي يتم بناؤه على حدود القطاع مع مصر. وقال إن بناء خط (الجدار الفولاذي) قريب من "خط ماجينو" يتسبب بمذبحة للشعب الفلسطيني وهو بمثابة موت يومي بطيء لسكان قطاع غزة.

وأضاف: "في الوقت الذي نؤكد أننا لا نعترف بـ سايكس بيكو، ونؤكد أننا أمة عربية واحدة، فإننا نلفت إلى أن هناك امتدادا أسريا بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية. والجدار هو جدار كراهية يصنع الكراهية والحقد كبديل لعلاقات الترابط الأسرية والجوار والتاريخ والانتماء التي نحن بأمس الحاجة إلى تدعيمها".

وطالب د.أبو شرخ المجتمع الدولي برفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء الاحتلال، ومحاكمة كل من يحاصر ويساهم في فرض الحصار حسب القانون الدولي سواء كان إسرائيليا أم فلسطينيا أم عربيا أم دوليا. كما طالب الشعوب العربية والإسلامية والشعوب المحبة للسلام بالوقوف مع الشعب الفلسطيني، والانطلاق في مظاهرات عارمة في الشوارع لرفع الحصار وإنهاء الاحتلال وإيقاف بناء الجدران، سواء كان "جدار الكراهية الفولاذي" أم "جدار التفرقة العنصرية"، على حد تعبيره.

وطالب أيضا بـ"تطبيق توصيات تقرير غولدستون على مجرمي الحرب الصهاينة الذين تسببوا بمآس كثيرة للشعب الفلسطيني".

التعليقات