اتحاد المراة التقدمي بالتعاون مع جمعية اميرة الصحراء يتابعان قضايا المراة العربيه في الجنوب-ندوة في قضية الطلاق

-

اتحاد المراة التقدمي بالتعاون مع جمعية اميرة الصحراء يتابعان قضايا المراة العربيه في الجنوب-ندوة في قضية الطلاق
نظم اتحاد المرأة التقدمي بالتعاون مع جمعية أميرة الصحراء في النقب، في الرابع عشر من الشهر الجاري، ندوة لبحث موضوع الطلاق في المجتمع العربي في الجنوب وتأثيره وتداعياته.

وقد عقدت الندوة في المركز الجماهيري في مدينة رهط بمشاركة قاضي محكمة بئر السبع الشرعية ذوقان العطاونة، ومديرة قسم الرفاه الاجتماعي في البلدية شفاء الصانع، والأخصائي النفسي د.بديع القشاعلة، والشيخ سامي أبو فريح، والمحامية إنصاف أبو شارب.

أدارت الندوة المربية أمان أبو صيام حيث اثنت على حضور النساء للندوة ثم رحبت بالمدعوين وحضورهم لما فيه من عمل قيم لرفع الوعي وعملية التثقيف وخاصة للأمهات التي تواجهها المشاكل الاجتماعية.

افتتحت الندوة السيدة منى الحبانين مركزة اتحاد المرأة في النقب والتي أشرفت على تنظيم الندوة حيث حيت جمهور النساء والمدعوين وأكدت على ضرورة الاستمرار في تنظيم النشاطات المماثلة لمتبعة قضايا المرأة العربية في الجنوب، بجرأة والكشف عن قضايا حساسة في المجتمع قلما يتم بحثها والتداول فيها كقضية الطلاق التي تهدر فيها حقوق المرأة ما بين القانون العشائري والشرعي.

وعرضت الحبانين عددا من الحالات الاجتماعية وكان نصيب المرأة فيها الإجحاف بحقها وظلمها.

الشيخ سامي أبو فريح تطرق إلى القضية من وجهة نظر دينية، فيما تطرقت شفاء الصانع إلى قضية حضانة الأطفال بعد الطلاق في المجتمع العربي في الجنوب. مشيرة إلى أنه من وجهة نظر عادات وتقاليد المجتمع تحسم قضية الحضانة إلى الأب في الأرجح وتتعرض الأم للظلم. وشرحت عن دور مؤسسات الرفاه في حسم قضية الحضانة عن طريق التقارير التي تفحص أهلية احد الوالدين وتحويلها إلى المحكمة الشرعية، وتطرقت إلى دور القضاء العشائري الذي لا ينصف المرأة، وإلى حقوق المرأة التي يمكن ان تحصل عليها بطرق قانونية. كما عرضت بعض من القضايا التي عالجتها في مجال مهنتها، وشددت على أن للمرأة كرامة يجب أن تصان ,ونحن النساء لن نقبل الإهانة وننبذ كل أشكال العنف ضدنا.

المحامية إنصاف أبو شارب من لجنة الأحوال الشخصية تطرقت إلى عملية اختيار النساء التوجه إلى القضاء المدني في قضايا الأحوال الشخصية ودوافع هذا الاختيار والتفضيل. وأكدت انه من حق كل امرأة الاختيار بين المحكمة الدينية –الشرعية وبين المحكمة المدنية (محكمة شؤون العائلة في قضايا الأحوال الشخصي) ما عدا قضايا الزواج والطلاق الممنوحة على الإطلاق لصلاحية المحكمة الشرعية، وفي قضايا النفقة وحضانة الأطفال والوصاية واثبات النسب يتم تطبيق الأحكام ألدينيه مع الأخذ بالتشريعات ألمدنيه بعين الاعتبار كمبدأ مصلحة القاصر ومبدأ المساواة بين الجنسين في قضايا الحضانة، وتخلو من التمييز ضد النساء. ويلاحظ في المحاكم المدنية أن مقدار النفقة هو اكبر بكثير مما يحكم به في المحاكم الدينية، وأشارت إلى ان هناك الكثير من النساء ترى بالمحكمة الشرعية مؤسسه تخدم الرجال، وإمكانية إهدار حقوق النساء فيها وارده جداُ قياساً للمحكمة المدنية، وهذا يعود بالأساس الى العادات والتقاليد التي تتغلب في كثير من الأحيان على أحكام الشريعة الإسلامية ضاربة عرض الحائط في كل حقوق المرأة الأساسية فترى المرأة بالمحكمة الشرعية امتدادا للقضاء العشائري الجائر الذي يسلب المرأة جميع حقوقها الشرعية كتطليقها غيابيا بدون موافقتها بلا مهر مؤجل وبلا نفقة عدة وتحرم من حضانة أولادها عنوة ويكون عقابها أشد اذ قامت بالتوجه الى مركز الشرطة بعد ان تتعرض للعنف والإهانة. وأشارت إلى انه يتم المصادقة على الطلاق التعسفي من قبل المحكمة الشرعية وتوافق المرأة على الإجراءات الخارقة ولا تستطيع التفوه بأي كلمه أو تطعن به أمام المحكمة لأن الجميع من حولها رجال والأمور محسومة مسبقاً.

وقد بدء فضيلة القاضي السيد ذوقان العطاونة بالقول " أرى أن المستقبل للنساء في ظل ركود الرجال بالمبادرة في عقد هذه المؤتمرات المهمة – تناول القاضي في محاضرته إلى الإحصائيات التي تدل على انخفاض في نسبة الطلاق في المجتمع العربي في الجنوب حيث عرض انه
سنة 2005 نسبة الطلاق 20% - سنة 2006 19% - سنة 2007 18% سنة 2008 15%.

وفي ظل ازدياد نسبة الزواج ثم قام بشرح عن أنواع الطلاق الرجعي – البائن بينونة صغرى – البائن بينونة كبرى وطلاق الخلع وما يترتب عليه من شروط وقد قام بالاستماع إلى مشاكل طرحتها النساء ورفع إليه طلبات من قبل الجمهور النسائي ومنها : التشديد على حضور المرأة حين يتم تطليقها، نقل بناية المحكمة الشرعية إلى بناية المحاكم في مركز مدينة بئر السبع ودعم الفتيات من خلال دورات في المرافعة الشرعية من اجل تثقيف النساء من خلال المراكز والجمعيات النسائية .

أما الأخصائي الدكتور بديع القشاعله تناول في محاضرته اثر الطلاق على الأطفال فقال : الطلاق هو عباره عن حالة مركبة ومعقدة يجب النظر اليها من زاويتين:
1- انه يعتبر حل اجتماعي
2- تفكك اسري
وقال: لا شك أن الحالية المثالية للأطفال هو وجود الطرفين الأب وألام . إلا انه توجد حالات لا بد من حدوث الطلاق كحل للطرفين وللأطفال .

وتطرق إلى آثار الطلاق على الأطفال ، قائلا: يؤثر الطلاق على الأطفال بشكل سلبي وقد يسبب لهم اضطرابات نفسية اذا لم يتم التعامل معه بشكل ايجابي . كما تنشأ لدى الطفل الكثير من الصراعات الداخلية ، فقد يحمل عدوانية تجاه والديه ، وباقي أفراد المجتمع .
وتابع: قد ينتقل الطفل من مقر الأسرة المتفككة ليعيش غريبا مع أبيه أو أمه، فيواجه بذلك صعوبات في التكييف وقد يتسبب له ذلك باضطراب نفسي.

وأضاف: يتحمل الطفل كالآباء تماما ، عبئ التفكير الدائم في مشكلة الانفصال. ويقوم الطفل بالمقارنات الدائمة بين أسرته المتفككة والحياة الأسرية التي يعيش فيها باقي الأطفال مما يولد لديه الشعور بالدونية وعدم الثقة بالنفس ، وقد يتحول إلى عدوانيا بالأخص مع أطفال الأسر السليمة.
وأشار إلى أن الأطفال لا يدركون عادة ما هي الأهداف من وراء الصراعات بين أبويهم ، وقد يستخدم هو كأداة من قبل الأبوين لتحقيق النصر، كل على الآخر . وهذا يعرض الطفل إلى الكثير من الاضطرابات والاهتزازات في الشخصية .

كما حيى مدير المركز الجماهيري في رهط السيد إبراهيم أبو شارب النساء على الحضور وعقد مثل هذه الندوات والدراسات ووعدهن بإفساح المجال لأي فعاليه تقوم بخدمتها ووعد بإقامة غرفة جانبيه للأطفال ليتسنى للأمهات المشاركة في الندوات.

وشكرت السيدة منى الحبانين اتحاد المرأة التقدمي – التجمع الوطني الديمقراطي لدعمهم لها في إقامة مثل هذه الفعاليات الهامة.

....

التعليقات