الإعلان عن تأسيس «اتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية» في الداخل ومئات النساء ينتسبن..

مع الإعلان عن تأسيس إتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية، مئات النساء ينتسبن إلى الإطار ويعقدون العزم على النهوض بمكانة المرأة العاملة

الإعلان عن تأسيس «اتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية»  في الداخل ومئات النساء ينتسبن..
اختتم في مدينة سخنين، مساء السبت، المؤتمر التأسيسي لإتحاد المرأة العاملة الفلسطينية، المنبثق عن جمعية صوت العامل النقابية، ويعتبر هذا التنظيم أول تنظيم نقابي للنساء العاملات الفلسطينيات منذ انهيار الحركة النقابية الفلسطينية في نكبة عام 1948.

وشهد المؤتمر إقبالا وحضورا واسعا فاق جميع التوقعات، حيث اكتظت قاعة المؤتمر بمئات النساء اللواتي توافدن من مختلف البلدات العربية، من اجل المشاركة في هذا الحدث العام في هذا اليوم بالذات، الثامن آذار، انطلاقة الشرارة الأولى لدفاع عن حقوق المرأة العاملة ورفض التمييز اللاحق بها.

وجاءت هذه المبادرة التاريخية من قبل مجموعة من العاملات والعاطلات عن العمل في جمعية صوت العامل النقابية في الناصرة والتي تعمل في مجال الدفاع القانوني عن حقوق العمال العرب في الداخل.

وقد أقر المؤتمر المبادئ الأساسية لـ"إتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية" وفي صلبه سعي الاتحاد تنظيم النساء العاملات اللواتي يتعرضن لأبشع صنوف الاستغلال من قبل المشغلين في كافة القطاعات، وكذلك الدفاع عن النساء العاطلات عن العمل اللواتي يواجهن أساليب التعسف والقهر من قبل مكاتب التشغيل في القرى والمدن العربية.

وقد انتسبت مئات النسوة إلى الاتحاد بعد انتهاء المؤتمر مباشرة، الذي سيبادر في المرحلة القادمة إلى تنظيم سلسلة من فعاليات التوعية والتعبئة لجمهور النساء في مختلف البلدات، في القضايا الحقوقية وقضايا العمل، وكذلك في بناء قيادات وكوادر نقابية في صفوف النساء لتكون مؤهلة لخوص نضالات الدفاع حن حق المرأة بالعمل وحقوقها في سوق العمل.

وهبة بدارنة: سنحارب سياسات التفقير الحكومية ولن يكون عملنا عبر الشعارات

وقال وهبة بدارنة، مدير جمعية صوت العامل النقابية التي بادرت إلى تنظيم المؤتمر، إن وضع المرأة العربية يحتم على الجميع التحرك من أجل رفع التمييز اللاحق بها لكونها امرأة فلسطينية قبل أي شيء آخر، وقال بدارنة إن مهمة الاتحاد هو انتزاع حقوق المرأة وإلغاء الغبن اللاحق بها منذ عشرات الأعوام، فلا يعقل أن نرى المناطق الصناعية في البلدات اليهودية المجاورة، فيما تقبع غالبية أبناء ونساء مجتمعنا الفلسطيني في الداخل في مستنقع الفقر بسبب البطالة وعدم سعي الحكومات الإسرائيلية إلى بناء المشاريع الاقتصادية والمناطق الصناعية في البلدات العربية.

وقال بدارنة: " منذ بداية التسعينات وحتى اليوم يشهد العمال والعاملات العرب، صراعا لم يسبق له مثيل على لقمة العيش، بعد أن فقد نحو 35 ألف عامل عربي أماكن عملهم بسبب سعي إسرائيل إلى جلب المهاجرين الروس بكثافة بالإضافة إلى الأيدي العاملة الرخيصة من الشرق الأقصى، هذه السياسة التي تتواصل حتى اليوم، عدا عن إغلاق المصانع الكبيرة التي كانت تشغل النساء العربيات ونقلها الى الخارج.

وأضاف: " إن خطوة جمعية صوت العامل بإقامة الاتحاد الذي أعلن عنه لم تأت من فراغ، بل نتيجة لمواكبتها لوضع العمال والعاملات العربيات، والنضال الطويل الذي خاضته ليس ضد مشروع "فيسكونسين" في الناصرة فحسب، بل في العديد من القضايا التي عاشها العمال العرب ابتداء من طردهم من أماكن عملهم عام 2000 في أعقاب هبة القدس والأقصى، ووقوف الجمعية إلى جانب العاملات اللواتي فصلن من أماكن عملهم بشكل تعسفي من المصانع التي عملهن فيها داخل بلداتهم وفي البلدات اليهودية".

وأردف قائلا: "إن هذا الإطار لن يكون مجرد إطار أعلن عنه ليرفع الشعارات المختلفة، بل سيكون له تأثيره على وضع العمال العرب، وسيحارب بكل قوة كافة المشاريع التي تهدف إلى سلب لقمة عيشهم كمشروع "فيسكونسين"، كما وسيعمل بكل قوة في مختلف الميادين من أجل حقوق العمال العرب وكرامتهم".

استوحينا فكرة إقامة هذا الإطار من الألم المعاناة والإجحاف اليومي الذي عشناه".

آمال كبيرة علقت على هذا الاتحاد المعلن ، وتلهف كبير كان باديا على المشاركات في المؤتمر من أجل الانخراط في هذا الإطار، شابات في مقتبل العمر أمهات عاملات، نساء يبحثن عن فرصة عمل، ومسنات أرادوا أن يعيشوا هذه التجربة الجديدة.

أغاني وطنية وأخرى ملتزمة، وسكيتشات مسرحية قصيرة، جسدت الواقع الصعب الذي يعيشه العمال والعاملات العربيات، وآخرون لم ينالوا بعد فرص العمل. "صادروا الأرض وصادروا العمل ويصادرون لقمة العيش: شعارات كتبت على الجدران التي حملت الهم العربي، ونددت بالتمييز القومي واضطهاد العمال.

" هذه مهمة تاريخية تفرض علينا الكثير من التحديات، من اجل النهوض بهذا الاتحاد، الذي سيولد نساء قيادات يحاربن التمييز والاضطهاد" قال جبران نداف من جمعية صوت العامل في كلمته الافتتاحية.

أما الناشطة زهيرة كريم أبنة الناصرة فقالت: " عشت الظلم بعينه، ورفضت العيش الذليل كما أرادوا لي ان أعيش خلال تواجدي في "فيسكونسين" في الناصرة، ووجدت نفسي أحارب جسما قويا وسياسة متسلطة، بعد ان قررت ان انضم لجمعية صوت العامل، من اجل دحر المشروع من الناصرة، وعدم المس بالحقوق الأساسية للعاطلين عن العمل، وهذا الأمر جعلني فخورة بنفسي أكثر، كوني احمل الهم النضالي الإنساني"، وأضافت : "انطلقت فكرة تأسيس "إتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية" من الواقع الصعب الذي نعيشه، ومن أجل العمل والحياة بكرامة، لأننا سنعمل على انتزاع حقوقنا ممن يحتالون على لقمة عيشنا"

الناشطة مها كريم، من مجد الكروم، قالت في كلمتها: "ان حالة الفقر في الشارع العربي، التي سببتها البطالة أولا، شقت الطريق أمام قسم من شبابنا إلى الانحدار الاجتماعي، والوقوع في مأزق السموم والمخدرات".
وقالت كريم ان المرأة العاملة تعاني بشكل عام من انتهاك حقوقها كعاملة، في الأجر، ساعات العمل، العطل وغيرها ، ولهذا فان النضال من اجل رفع التمييز يجب أن يكون منظما في إطار جدي يضع واقع المرأة العربية في صلب اهتماماته".

"السياسات الحكوميات أوصلت العرب الى البطالة والى مستنقع الفقر"
قالت الناشطة الاجتماعية راوية شنطي، في كلمتها، أن العاطل عن العمل وحده من يعرف ما معني الجلوس في البيت مرغما بلا عمل، وهو يعرف الإسقاطات النفسية والاجتماعية التي تسببها البطالة التي يعيشها، عليه شخصيا وعلى أفراد أسرته"، وأضافت: " المرأة والرجل في مجتمعنا العربي يعانون من الاضطهاد القومي، والمرأة تعيش الاضطهاد كونها امرأة وكونها أمرآة فلسطينية ثانيا"، ولذلك فان التغيير المنشود في حقوق المرأة ومسيرتها النضالية يحتاج إلى الدعم من جمهور النساء أولا".

المحامية سونيا بولس من جمعية حقوق المواطن قالت إن الواقع السيئ الذي تعيشه المرأة العربية في سوق العمل، والاضطهاد الناجم عن السياسات الحكومية، يحتم علينا بناء أطر نقابية عربية تدافع عن حقوق العمال العرب، يأخذ دور التوعية أوليا، ويسعى إلى تحويل النضال الفردي إلى نضال جماعي من اجل تحقيق الانجازات". ونوهت بولس إلى عدم تمثيل نقابة الهستدوت ونعمات للعمال العرب متسائلة: "أين كانت هذه النقابات، حين خرج العمال ضد فيسكونسين، أم أن الهستدروت تمثل القطاعات العليا وعمال الشركات الحكومية؟"

وذكرت بولس ان المشكلة الأساسية في البطالة في الوسط العربي، هي انعدام المناطق الصناعية الحقيقية، التي توفر فرص عمل للعرب، وان انعدام المواصلات العامة يشكل عقبة جدية أمام النساء العربيات في التحرك والوصول لاماكن العمل، أما إذا انخرطت المرأة العربية في العمل فعادة ما يتم انتهاك حقوقها، وتشغيلها في أجر منخفض للغاية أحينا لا يتعدى العشرة شواقل للساعة!. وحتى إذا توصلت المرأة إلى قرار بالتوجه الى القضاء لاسترداد حقها فأن ضغوطات اجتماعية تمارس عليها من أجل عدم تنفيذ قرارها.

هذا وقد أرسلت مركزة إتحاد المرأة التقدمي، أماني إبراهيم برسالة تحية ومباركة لإتحاد لجان المرأة العاملة، معبرة عن أملها في أن يسهم هذا الإطار في رفع مكانة المرأة العاملة، ونيل حقوقها، كما وأرسل أمين عام التجمع الوطني، عوض عبد الفتاح، تحية مماثلة.

وقد قدمت الشاعرة فتحية خطيب مقتطفات شعرية خلال المؤتمر، وقدمت الفنانة حنان واكيم فقرات غنائية ملتزمة، كما وقدم الفنان نضال بدارنة عروضات مسرحية قصيرة هادفة، وكذلك قدمت فرقة المجد من مجد الكروم عرض للدبكات الشعبية، وقد تولت عرافة المؤتمر السيدة مها مناع.
......,...,

التعليقات