الجيش يجعل من قلنسوة مسرحا للتدريبات العسكرية و"مستعربون" يجولون شوراع الطيرة!!

-

الجيش يجعل من قلنسوة مسرحا للتدريبات العسكرية و
تشهد مدن المثلث الجنوبي نشاطا امنيا للشرطة والجيش في الاسابيع الاخيرة تثير فزع وقلق المواطنين، خصوصا التدريبات التي يقوم بها الجيش في ساعات متأخرة من الليل في البلدات العربية كما روى شهود. ووصلت صحيفة "فصل المقال" شهادات من مواطنين من مدينتي الطيرة وقلنسوة اعربوا عن امتعاضهم وسخطهم لتحويل بلداتهم لمعسكرات تدريبات عسكرية كما الحال في مدينة قلنسوة.

منذ عام ونصف يقوم الجيش الاسرائيلي بتدريبات عسكرية في مدينة قلنسوة في ساعات الليل المتأخرة. وروى لـ"فصل المقال" بديع متاني الذي يسكن في الحي الجديد غرب المدينة وشاهد مرات عدة تدريبات الجنود في احياء المدينة: "منذ فترة طويلة يجري الجيش تدريبات في المدينة، على الاقل مرتين او ثلاثة في الشهر، وقد شاهدت نحو 50 جندياً في ساعات ما قبل الفجر عند الدوار الرئيسي في المدينة... في بادئ الامر ظننت أن هنالك عملية كبيرة خصوصا انني شاهدت عددا من الجنود منبطحين على الأرض وبعضهم فوق سطح احد المحلات التجارية يهمسون في ما بينهم... المشهد كان مرعباً، إذ وجدت نفسي بين عشرات الجنود المسلحين يصوبون اسلحتهم اتجاهي وبعد ان سألت احدهم ماذا يفعلون صاح بي بأن اغادر سريعاً، وامام هذا الكم من الجنود غادرت المكان من دون تردد لأن الشارع تحول إلى ساحة حرب وميدان قتال".

لم يكن متاني الوحيد الذي اصطدم بالجنود الذين يتنقلون بين احياء المدينة اثناء تدريباتهم، خصوصا في البلدة القديمة، كأنهم في مهمة عسكرية مزودين بالاسلحة والكاميرات ويتنقلون بحرية في اروقة المدينة التي على يبدو يعرفونها جيداً.

الشاب مهران حمودة كان هو الآخر شاهدا على تدريبات الجيش في المدينة وقال لـ"فصل المقال": "تفاجأت اول مرة التقيت فيها جنود في المنطقة التي اسكن فيها. ففي ساعات من متأخرة من الليل سمعت اصواتا غريبة خارج البيت، وعندما خرجت وجدت عشرات الجنود في الشارع وعلى احد الاسوار وعلى ما يبدو ان وجودي لم يهمهم فاستمروا في ما كانوا يفعلون وخلال دقائق غادروا المكان...".

شاهد آخر هو الشاب ايهاب خطيب الذي يسكن في الحي القديم في المدينة قال: "في احدى الليالي سمعت ضجيجا في ساحة البيت الخلفية، فخرجت برفقة والدي الى الساحة لنجد ان نحو 100 جندي في حالة استنفار يتواجدون في الحي المكتظ بالبيوت، وبعد ان استوعبنا ما يجري طلبنا من الجنود مغادرة فتوجه الينا ضابط قال لنا ان البلدية سمحت لهم بإجراء التدريبات وانهم يملكون خرائط للبلدة".

واضاف خطيب: "يبدو انهم يجرون تدريبات على نموذج لقرية فلسطينية، لأنهم يختارون الاحياء القديمة في البلدة...".

ويضيف حمودة: "بعد ان شاهدتهم في الحي الذي اسكن فيه، شاهدتهم مرات عديدة في احياء اخرى في المدينة، اذ انهم لم يكتفوا بإجراء التدريبات في أحياء البلدة القديمة وإنما في جميع الاحياء والملعب البلدي، ويتنقلون من حي الى حي برفقة جيبات عسكرية من دون رقيب او حسيب، فلا احد يعلم ماذا يفعلون في المدينة وما الهدف من وراء ذلك، هل هو فقط تدريب عادي ام انهم يتدربون ويخططون لهدف محدد وهذه المرة ليس في الضفة وإنما هنا؟".

ويتساءل عبد القادر جمهور هو الاخر : "ما الهدف من وراء هذه التدريبات ولماذا اختاروا قلنسوة بالذات... فالدعوات الاخيرة للتبادل السكاني وضم بلدات عربية في المثلث الى السلطة الفلسطنية، تثير الشكوك بأن هناك مخططات جاهزة او يجري العمل عليها. لكن هذه تقديرات وتكنهات. اما السؤال الاهم هو من سمح للجيش بإجراء تدريبات عسكرية داخل منطقة سكنية، هل يجرون تدريبات من هذا القبيل وفي ساعات متأخرة من الليل في نتانيا مثلاً او اية بلدة يهودية من دون اعلام المواطنين؟".

ويتساءل بديع متاني: "هل توجد علاقة لهذه المشاهد المرعبة والمستفزة والترويج للخدمة المدنية والعسكرية وهدفهم خلق مناخ عسكري واحتلالي وما دور رئيس البلدية الذي يعمل لصالح حزب كديما؟. لماذا لم يمنعهم من انتهاك حرمة البلد في ساعات الليل ودب الذعر بين الاهالي؟"



روى أكثر من مواطن في مدينة الطيرة فضلوا عدم كشف هوياتهم عما شاهدوه في الايام الاخيرة عندما تجولوت مجموعة من المستعربين، خمسة افراد تحديداً، متسترين بـ"ملابس عمال عرب"، وتحول وجود المستعربين الى حديث الشارع يوم الثلاثاء الماضي خصوصا لدى اصحاب المصالح التجارية والورش الصناعية المشغلين عمال من الضفة الغربية وغزة، والذين بادروا بالاتصال ببعضهم البعض للتحذير من "زيارات" المستعربين لهم.

احد الشهود قال لـ"فصل المقال": "لحظت لدى وجودي في احدى المحلات التجارية مجموعة افراد تسير في الشارع الرئيسي، وللوهلة لم يلفت انتباهي شيء خاص، ولكن عندما ادار احدهم ظهره لاحظت انه يخفي مسدسا تحت قميصه، ولولا ذلك لظننته مجرد شخص عادي او احد العمال الفلسطينيين الذين يعملون في البلدة".

مواطن آخر فضل عدم كشف هويته، والذي بعث بصور المستعربين لـ"فصل المقال" قال: "شاهدت المستعربين ينزلون من سيارة تجارية عادية تشبه سيارات النقليات، وشاهدت احدهم يضع قبعة على راسه ويخفي سلاحا تحت قميصه، فلم أظن انهم مستعربون بداية لكنني قررت تصويرهم خشية من ان يكونوا نشطاء من اليمين المتطرف تخفوا بزي عمال عرب ويحملمون اسلحة بغية تنفيذ اعتداء في البلدة، لكن ما ان نزلوا من السيارة حتى تفرقوا الى مجموعتين واتجهوا غربا في الشارع الرئيسي فيما السيارة التي انزلتهم غادرت المكان الى جهة غير معلومة".

وبعد ان لاحظ بعض المواطنين وجود المستعربين ليتحول وجودهم الى حديث الشارع، خصوصا وان وجودهم صادف ساعة خروج طلاب من المدارس الذين بدورهم ايضاً لاحظوا وجود المستعربين الذين تجولوا قرابة الساعة في الشارع الرئيسي في الطيرة.

وبعد ان تجول المستعربون في البلدة توجهوا في النهاية الى المركز التجاري "اخوان سمارة" عدة دقائق حتى وصلت دوريتان من حرس الحدود يبدو انهم كانوا على اتصال معها ليعتقلوا في النهاية ثلاثة فلسطينيين تواجدوا في المكان.

وقد اثار تصرف المستعربين سخط واستفزاز المواطنين الذين تواجدوا في المكان جراء تصرفات المستعربين.

وتاكيداً على شهادات التي وصلت "فصل المقال" عن ان وحدات مستعربين تعمل في البلدات العربية، فقد اعلنت الشرطة قبل سنتين عن تشكيل طاقم تحقيق في الشرطة يضم ثلاث شعب، الاولى استخباراتية تضم افرادا من وحدة المستعربين في حرس الحدود التي عملت حتى الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة، والثانية شعبة تحقيق واخرى تنفيذية ، وجميعها تحت اشراف لواء الشمال في الشرطة الاسرائيلية .

وللحصول على رد وزارة الأمن الاسرائيلية بشان وجود المستعربين في الطيرة توجهنا الى الناطق باسم الشرطة في لواء المركز الا ان الرد لم يصل حتى ساعة اغلاق العدد.


"فصل المقال"

التعليقات