الحملة ضد قادة المجتمع العربي في البلاد تهدف وقف تطوره الطبيعي../ د. مسعود إغبارية

-

الحملة ضد قادة المجتمع العربي في البلاد تهدف وقف تطوره الطبيعي../ د. مسعود إغبارية
الحملات الشعواء التي ينفذها قادة المجتمع اليهودي في إسرائيل باستخدام جميع سلطات الدولة الأربع التشريعية والتنفيذية ممثلة بالأجهزة الأمنية المختلفة، والقضائية ووسائل الإعلام العبرية وبعض العربية المجندة بشكل لم يسبق له مثيل ضد قادة المواطنين العرب في البلاد، والتي استهدفت بداية د.عزمي بشارة، ثم الشيخ رائد صلاح، ومؤخرا النائبة حنين زعبي، هي في جوهرها وأهدافها حملة واحدة مترابطة ومنسقة تهدف إلى ضرب وشلّ قيادات المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني بشتى الوسائل من أجل وقف تطوره الطبيعي.(1)

يعتقدون، وهم مخطئون بهذا، أنهم قادرون على ضرب قيادة المجتمع العربي كي يصبح هذا المجتمع "قطيع غنم"، يمكن التصرف بأفراده بسهولة، ربما ليتسنى لهم تطبيق سياسات خطيرة قادمة قد تصل إلى تطهير عرقي جماعي من جديد بعد أن أيقنوا أن سياسات التطهير العرقي التدريجي التي تنفذ ضد المواطنين العرب منذ قيام إسرائيل لم تأت بثمارها المرجوة.

على سبيل المثال، المواطنون العرب برؤيا بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، وهو محسوب عند أوساط معينة في إسرائيل على المعتدلين في معسكر اليمين المتزايد قوة في إسرائيل، غرباء على هذه الأرض يجب معالجة قضيتهم.

ومؤخرا، سجن الشيخ رائد صلاح، وبعد يومين قامت جرافات الحكومة الإسرائيلية في 27 تموز 2010 بهدم جميع بيوت قرية العراقيب في النقب عن بكرة أبيها من اجل إخلاء أصحابها العرب، وهو ما وصف بأنه "تطهير عرقي". بعد يوم، أي في 28 تموز هاجم مستوطنون يهود، تحت حماية قوات الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي، بناية كبيرة في حي السعدية في القدس المحاذي تماما للمسجد الأقصى وهو خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى واخلوا بالقوة والعربدة 7 عائلات فلسطينية يسكنون هناك بشكل شرعي حتى وفق قرارات المحاكم الإسرائيلية على اختلاف مستوياتها ليحتضن أفرادها إما الشارع أو ليجبروا على إخلاء القدس أو حتى إخلاء الوطن فلسطين.

الحملة تأخذ أشكالا مختلفة منها سن قوانين، اعتقالات وتوجيه اتهامات، زج في السجون وحتى محاولات اغتيال ولا ينسون تحضير الجو وخلق شرعية وهمية لممارساتهم باللجوء إلى "دراسات أكاديمية". أمثلة: اعتقال ومحاكمة نشيط المجتمع المدني أمير مخول، والدكتور المبدع عمر سعيد، ومحاولات نزع مواطنة النائبة العربية حنين زعبي، ومحاكمات نواب عرب آخرين.

ومن أجل خلق شرعية وهمية، سبق وواكب هذه الممارسات نشاط "أكاديمي" قام به مجموعات مختلفة في إسرائيل من بين أبرزها سامي سموحا وعدد من الموالين له من جامعة حيفا حين "كشف" في أبحاثه الميدانية الأخيرة، أن القيادة العربية "متطرفة" وهي بعيدة عن جماهيرها. بكلمات أخرى الرسالة التي أراد سموحا ومن والاه إرسالها لمنفذي سياسات الظلم في إسرائيل تجاه قادة الجماهير العربية هي: بإمكانكم ضربهم والهجوم عليهم لأنهم متطرفون ولا تخشوا ردود فعل الجماهير العربية لأنهم معزولون عن مجتمعهم.

لا نبالغ إن حددنا أن أبرز ذنب ارتكبه هؤلاء القادة هو أنهم بدأوا يلعبون دورهم بشكل سليم ومؤثر وينتهجون أساليب علمية من أجل بناء مجتمع عربي عزيز كريم يصبو أبناؤه للوصول إلى العلا.(2) بعد اطلاع على مزيد من المعلومات وبعد حضور إحدى جلسات محاكمته، يظهر أن أمر اعتقال ومحاكمة أمير مخول لا يعود في حقيقة الأمر إلى مخالفات قانونية بينة، إنما أتى على خلفية نشاطه المكثف عبر سنوات طويلة في المجتمع المدني العربي في البلاد في مقارعة سياسة الظلم تجاه المواطنين العرب.

ولم يكن صدفة أن تم اعتقاله ساعات معدودة بعد مشاركته الفعالة في مؤتمر صحفي في 5 أيار/مايو 2010 أعلن فيه عن بداية حملة مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية، حيث كان مخول من وراء انضمام 28 جمعية لهذه المبادرة التي تعتبر نقطة تحول نوعية في النضال السلمي ضد الاحتلال الإسرائيلي وظلمه.

احتمال نجاح هذه الحملة ضد قادتنا السياسيين ضئيل بل ربما مستحيل لأسباب عدة من بينها:

1) يمر المواطنون العرب في البلاد بتطور طبيعي تدريجي عبر أربع مراحل متتابعة متواصلة تربطها علاقة إحصائية قوية ايجابية طردية تبدأ بزيادة الوعي وفهم طبيعة الصراع مع المجتمع اليهودي، وتنتهي بتحدي سياسات الظلم التي تمارس بحقهم.

2) هناك إدراك متزايد عند الكثير من القادة والمواطنين العرب أن هدف هذه الحملة هو وقف تطور المجتمع العربي في الداخل وإبقاؤه تابعا، مفككا، مترهلا، يستجدي رحمة أجانب في أحسن الأحوال.

3) نمت خلال عقود معينة طبقة وسطى لا تقبل الضيم والعيش غير الكريم وتعمل بكل ما تستطيع عمله من أجل تغيير الواقع المر الذي يعيش به المواطنون العرب في الداخل الفلسطيني، ولا تتردد باستخدام أساليب علمية مؤثرة وفعالة في نضالاتها.


وفي السنوات الأخيرة حدث تطور نوعي لا بد من الإشارة إليه بوضوح وهو أن كثيرا من قادتنا السياسيين بدأوا يطرحون أفكارهم بوضوح وبجرأة. أمثلة:

أولا، مشاركة كل من الشيخ رائد صلاح والسيد محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب، النائية حنين الزعبي، النشطة لبنى مصاروة، والشيخ حماد أبو دعابس في رحلة أسطول الحرية إلى غزة في أواخر أيار/مايو 2010 وتحملهم المخاطر الكثيرة يعبر عن روح تحدي الظالمين ونصرة المظلومين في قطاع غزة المحاصر.

ثانيا، ما ذكره كل من الشيخ رائد صلاح والمحامي حسين أبو حسين والنشيط السياسي رجا إغبارية في مقابلة تلفزيونية في برنامج "بالفلسطيني" في 28 تموز 2010 على قناة فضائية "القدس" يمثل روح العزة والإباء والتفكير المنطقي الصحيح والمعبر عن مشاعر ومطالب الشارع الفلسطيني في الداخل.

ثالثا، وعبر عن هذه الروح أمير مخول مدير عام إتحاد الجمعيات "اتجاه" في مؤتمر النقب في "شقيب السلام" في 29 آذار 2010 حين حدد ما يلي:

ا) نحن أصحاب الوطن وإسرائيل دولة غزاة
ب) الصراع في المنطقة هو بين حقنا وباطلهم
ج) يجب مواصلة المساعي لنزع شرعية إسرائيل دوليا ومقاطعتها وفرض العقوبات عليها وملاحقة قادتها
4) هناك شبه إجماع عند القيادات العربية في إسرائيل على اختلاف توجهاتهم السياسية أن سياسات قادة المجتمع اليهودي تجاههم تتصف بالتمييز العنصري، الأبارتهايد، تصل إلى حد عدم تحريم أو التهاون في قتل المواطنين العرب، وأن مصيرها الاندثار ولن يختلف عن مصير سياسات التمييز العنصري في جنوب أفريقيا إذا ما استمرت الجهود المناوئة لها واتسعت، على وجه التحديد، مقاطعة بضاعة المستوطنات الإسرائيلية التي من المؤكد أنها تهز قادة المجتمع اليهودي في مضاجعهم.(3)

5) ترى أعداد متزايدة من القيادات السياسية العربية ومن عامة المواطنين العرب أن ممارسات قادة المجتمع اليهودي تعبر عن مأزق تاريخي يمر به المشروع الصهيوني بمجمله حيث يسير في اتجاه واحد ومسدود، الأمر الذي يشير إلى تفاؤل متزايد عند قادة المجتمع العربي في السنوات الأخيرة.

6) يرى البعض أن وضع العمق العربي والإسلامي قد وصل الحضيض وأي تغيير سوف يكون، وهو أمر حتمي، أكثر ايجابية مهما كانت طبيعته. فحين نجد بداية نهوض أصلي في العالم الإسلامي تمثله ماليزيا وتركيا ودول أخرى، ما زالت الأمة العربية تعيش في غيبوبة رغم وجود فضائيات عابرة للحدود تساعد برامجها على زيادة الوعي في السنوات الأخيرة ورغم نداءات صارخة وجهت لها قبل أكثر من قرن من الزمن سواء على يد إبراهيم اليازجي في عام 1868 حين نشر شفويا بائيته الشهيرة التي تبدأ ب "تنبهوا واستفيقوا أيها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب." أو على يد عبد الرحمن الكواكبي في 1902 حين حذر من أنظمة سياسية عربية مستبدة معتبرا أن الاستبداد أساس ورأس الفساد.
حين نطرح إطارا نظريا يتجسد في مراحل التطور الأربع لتفسير العلاقة بين أقليات أثنية وأغلبية مهيمنة في الدول، والمواطنون العرب في الداخل يشكلون نموذجا لهذا، فإننا نصبو إلى تحقيق ما يلي:

1) الإطار النظري يزيد الأمر وضوحا وخاصة حين نتحدث عن علاقة صراع اجتماعي ممتد (Protracted Social Conflict ) الذي يرى بإنكار حقوق الأقليات الأساسية سببا أساسيا للصراعات ما بينها.

2) بالتحديد، في نقاشاتنا من وقت لآخر يجب الاعتماد على أطر نظرية لتفسير الأحداث والتطورات ولزيادة فهمها الصحيح.(4)

3) إرسال رسالة هامة للقادة اليهود في إسرائيل بأن عليهم الاعتراف بواقع أثبت البحث العلمي صحته، وقد يكون مؤلما لهم، وهو أن هذه القيادات العربية في الداخل هي نتاج تطور طبيعي تمر به الجماهير العربية حيث مرت هذه القيادات لتعبر عن مصالحها ورغباتها وأمانيها، مؤمنة بعدالة قضيتها وبحتمية انتصارها وليس من السهل تطويعها، وأن ما توصل إليه "أكاديميون" حول وجود هوة عميقة بينهم وبين شعبهم ليس إلا غثاء وفقاعات هواء.(5)

4)الإشارة إلى والتذكير بأن العامل المؤثر على هذا التطور الذي تمر به الجماهير العربية في إسرائيل منذ الأساس هو سياسات التطهير العرقي والسطو المسلح التي يمارسها قادة المجتمع اليهودي في إسرائيل تجاههم حيث يستغلون الدولة ومؤسساتها كسوط على المواطنين العرب رغم قيامهم بدفع جميع الضرائب المستحقة للدولة.


تمر الجماهير العربية في إسرائيل على مستوى الفرد وعلى مستوى المجموعة بأربع مراحل تطور طبيعية متواصلة ومتتابعة وبينها علاقة إحصائية قوية طردية.(6) حين نقول طبيعية نشير إلى أصالة التطور وإلى صعوبة مواجهته أو عرقلته. وحين نقول متواصلة متتابعة نقصد أن كل مرحلة متواصلة مع المرحلة التي سبقتها. وحين نقول إحصائية قوية طردية نقصد أن التأثير هام ولا يمكن تجاهله أنه كلما زاد تأثير مرحلة أو نقص، كلما زاد أو نقص نفس التأثير على المرحلة التي تليها.

المرحلة الأولى هي مرحلة زيادة وعي الجماهير العربية لطبيعة السياسات التي يمارسها قادة المجتمع اليهودي في إسرائيل مستغلين أجهزة الدولة تجاههم. يتحقق الوعي عبر سنوات طويلة من الممارسة والتجارب ونتيجة قراءات وسماع ورؤية ونقاشات، ولا يصعب الحصول عليه لأن السياسات عنصرية واضحة تميز ضد المواطنين العرب ولا تريد لهم الخير بل ولا تريد لهم البقاء على أرض الوطن، أرض آبائهم وأجدادهم.

المرحلة الثانية تتمثل في زيادة التوجه عند المواطنين العرب نحو التفتيش عن الهوية والمصلحة الجماعية، حيث أن حجم المؤامرة التي يتعرضون لها، بعد إدراكها ووعي نتائجها السلبية، تدفعهم للاعتقاد انه لا مفر من التكاتف.

المرحلة الثالثة تتمثل بالعمل من خلال مؤسسات ومنظمات مختلفة وقد تكون متنافسة، مثل الأحزاب والجمعيات والتنظيمات المهنية والطلابية على مختلف الأصعدة.

والمرحلة الأخيرة تعكس تحدي سياسات الظلم التي يمارسها قادة المجتمع اليهودي تجاه المواطنين العرب.(7) بدأت مرحلة التحدي منذ النصف الثاني لسنوات الخمسينيات من القرن الماضي، وازدادت عنفوانا منذ النصف الثاني من سنوات السبعين من القرن العشرين. خلال هذه المرحلة يتم تحديد الإستراتيجيات العامة والأساليب وقد يبرز خلافات بين مختلف القوى.على سبيل المثال، منهم من يرى الممارسة البرلمانية وسيلة فعالة لنجاح التحدي، ومنهم من يرى أن النشاط المؤثر يجب أن يكون على مستويات أخرى من أبرزها النضال الشعبي. في نهاية المطاف، كلاهما يحمل في طياته منطقا وكلاهما يلعب دورا ايجابيا في زيادة تمكين المجتمع العربي إذا حدث تفاهم وقوي الترابط بين الأوساط النشطة الصادقة لأن مصيرهم واحد وجميعهم مستهدفون ولا يفرق قادة المجتمع اليهودي بين أحد وآخر حتى لو كان من بين الموالين لهم.

ليعرف قادة اليهود في إسرائيل أن ممارساتهم العدوانية تجاه قادة المجتمع العربي ستزيد الصراع تأجيجا. وفي هذا الواقع لا يوجد خيار أمام القيادة العربية سوى الصمود والتحدي ومقارعة كل من يحاول انتهاك حقوقهم الأساسية والمرتبطة ارتباطا عضويا بنيل الشعب الفلسطيني الحرية والكرامة على أرض وطنه كونهم بشرا.

وليكن واضحا أن هذه السياسات لن تأتي بالخير على أحد، وعليهم بالتاريخ الذي يعلمنا أنها كانت قد مورست بواسطة قوى كبرى مثل بريطانيا في أمريكا وفي الهند وفي مصر وفي فلسطين، ولم تجن بريطانيا من ممارساتها سوى المآسي. في نفس الوقت من الأهمية أن نؤكد أن هناك إجماعا وقناعة لدى القيادة السياسية العربية في الداخل يشير إلى أن استمرار نشاطات المواطنين العرب للدفاع عن حقوقهم يشكل عاملا هاما لإجبار قادة المجتمع اليهودي على وقف هذه الحملة الشعواء لأنها تحتوي في جوهرها على ممارسات لا أخلاقية تتناقض مع مسيرة التاريخ الإنساني واستمرار ممارستها يعكس ضعفا في مشروعهم الصهيوني. نعم، الوقت يلعب في صالح المطالب والحقوق العادلة لمجتمعنا العربي في إسرائيل ولشعبنا العربي الفلسطيني مهما طال الزمن، وليس أمامنا إلا التسلح بروح التفاؤل والأمل وبروح "إن الفجر لقادم".

بعد معاناة سنوات طويلة من سياسات مشابهة في جنوب أفريقيا وإن كانت أقل حدة كما يكتب عدد ممن قارنوا بين ما تقوم به إسرائيل وما كان موجودا في جنوب إفريقيا، قال البيشوف ديسموند توتو، احد أبرز أركان مقاومة نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا بعد زيارته لفلسطين والاطلاع على الأوضاع المأساوية في قطاع غزة التي تعود إلى الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948: "حاول النظام العنصري في جنوب أفريقيا استعمال القوة للدفاع عن نفسه لكنه فشل. وتم إحلال السلام فقط حين اعترف النظام بحقوق واحترام الإنسان دون تمييز عنصري." (8)
1- لعبت صحيفة عربية تصدر في الناصرة دورا هاما في تنفيذ الحملة التي هدفت لإبقاء المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة خارج الوطن حين روجت، وقد يتوقع القارئ من أين مصادرها، أن التهم الموجهة للدكتور بشارة خطيرة.

2- تم وصف دورهم بأنه "ممتاز" بواسطة المحامي حسين ابو حسين، وهو ابرز المحامين في الداخل الفلسطيني في مقابلة خلال برنامج "بالفلسطيني" في قناة القدس الفضائية بتاريخ 28 تموز، 2010

3- لم يتفاجأ الزعماء العرب من نشر كتاب تحت عنوان توراة الملك" תורת המלך" للراب إسحاق شابيرا، رئيس مدرسة دينية تحمل اسم "يوسف ما زال حيا" في مستوطنة يتسهار في أكتوبر 2009 حيث به يحلل قتل الاغيار، غير اليهود، وان احد الوصايا العشر "لا تقتل" لا تخص الا اليهود أي يحرم على اليهودي قتل اليهودي فقط. فالسلطات الإسرائيلية نفسها، ناهيك عما يقوم به يهود عاديون ولا يلاقون عقابا ملائما بل غالبا يفلتون من العقاب بعد الحصول على توصية أنهم "مختلون عقليا"، تقوم بقتل الكثير من العرب دون معاقبة المجرمين اليهود او معاقبتهم بشكل بسيط. ومثال صارخ ما حدث في أكتوبر 2000 حيث استشهد 13 مواطنا عربيا ولم يتم معاقبة القتلة من الشرطة وحرس الحدود رغم دلائل قاطعة على ارتكابهم جرائم قتل.

4- على سبيل المثال، كان الأمر ملحاً في ندوة أقيمت في جمعية الجليل على شرف الدكتور فوزي الأسمر والدكتور محمد أبو النمر (كلاهما يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية) في مركز جمعية الجليل للأبحاث العلمية، شفاعمرو، في 14 تموز 2010، شارك فيها العديد من الأكاديميين العرب.

5- ذكر الشيخ رائد صلاح في المقابلة مع فضائية القدس، خلال برنامج "بالفلسطيني" الذي يغطي عرب الداخل في 28 تموز 2010 ان إهود باراك، في حينه رئيس وزراء إسرائيل، قد بعث له مبعوثا خاصا يعرض عليه دفع مبلغ 50 مليون شيقل، حين كان الشيخ رائد رئيس بلدية ام الفحم، بشرط ان يكف عن الاهتمام بالمسجد الأقصى، فرفض الشيخ هذا الإغراء.

6- للمزيد من تطوير نظري لهذا العرض، يمكن مراجعة أطروحة الدكتوراه للكاتب "المواطنون العرب في إسرائيل: الصراع المستمر بين اليهود والعرب" جامعة ماريلاند، كولج بارك، الولايات المتحدة الأمريكية، 1991.

7- في هذا الإطار النظري يتحدث المؤرخ البارز ارنست توينبي عن "التحدي والاستجابة" وهو الذي يصنع الحضارات ويسطر صفحات التاريخ الإنساني.

8- مقابلة مع البيشوب توتو، صحيفة هآرتس 28 آب، 2009

التعليقات