المؤتمر الأول للتجمع في المثلث الأوسط: عرس وطني في المثلث

النائب زحالقة يحذر من موجة الاحصائيات الكاذبة الموجهة والتي تبثها بعض محطات الإعلام الإسرائيلي المجنّد * عوض عبد الفتاح: أثبتت المقاومة أنها قادرة على هزيمة الإحتلال

المؤتمر الأول للتجمع في المثلث الأوسط: عرس وطني في المثلث
لم تفلح الأمطار ولا أحوال الطقس الصعبة الباردة ، في منع الناس من الوصول وحضور المهرجان الافتتاحي الأول لمنطقة المثلث الأوسط، فحضروا من جسر الزرقاء والفرديس وعارة وعرعرة وكفر قرع وباقه وجت وزيمر، فتحوّل المهرجان الافتتاحي للمنطقة والذي عقد في قاعة "ليالينا" للأفراح في باقة الغربية، الى عرس وطني عندما التهبت نفوس المئات من الحضور وهم يستقبلون ويصفّقون ويغنون كلّ أغاني الوطن مع الشبيبة التجمعية وهي تلوّح بالأعلام، تلك الشبيبة التي زادها الكساء البرتقالي التجمعي بهجة ورونقا وبهاء، فزادت على حماسة الأجواء حماسا.

الدكتور محمد يونس، تولى عرافة المهرجان ورحب بالحضور الوافدين من قرى ومدن المنطقة، وافتتح بمقدمة وملخص عن أهم المحطات الرئيسية في تاريخ النشاط التجمعي عامة والمنطقة خاصة، كما ووقف يونس عند الدور المهم والفعّال للتجمع في تنظيم الأقلية العربية في البلاد قوميا. كما ودعا الأحزاب العربية الى تصويب سهامها الى الأحزاب الصهيونية من أجل كنسها من الشارع العربي، لأنها هي الخطر الذي علينا الوقوف في وجهه كما جاء في كلامه.

من بين العديد من التحيات التي وصلت الى المؤتمر ، برزت بشكل خاص تحيّة السجناء السياسيين.

والتي قرأها د.يونس على مسامع الحاضرين، اذ عبّروا عن جلّ تقديرهم واحترامهم وبعثوا بتحيّاتهم لحزب التجمّع وللمؤتمرين، على الوقفة والمواقف الشجاعة في الصفّ الأمامي للحركة الوطنية، في وجه الغطرسة والهجمة المنفلتة الأمريكو اسرائيلية على لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، وفي النهاية تمنوا النجاح والعمل المثمر في لمؤتمر المنطقة بكافة أيامه.

رئيس مجلس زيمر – د.فتحي دقه، قال بدوره أنه بالامكان الجمع بين العمل الوطني والإداري السليم في المجالس والبلديات. وفي زيمر خير دليل على ذلك ، عندما تصدى الأهل وحالوا دون توطين العملاء من خلال اللجان الشعبية والوطنية. "هذا النهج الذي تواصل وترسّخ عندما توليت رئاسة المجلس المحلّي، وهذا مانفعله اليوم من خلال ادارتنا الشفافة المكشوفة لجمهورنا الذي نخدمه رغم صعوبة الأوضاع وشح الميزانيات.
المربية وجدان عثامنه، عضو بلدية باقة - جت ، ألقت بتحيتها باسم البلدية والبلد المضيف، وعبّرت عن فخرها واعتزازها في تمثيل التجمع الوطني الديمقراطي في بلدية باقه جت وأضافت:" لقد أثبتنا في أكثر من موضع وأكثر من محل، أنه بامكان المرأة أن تكون شريكا كاملا في بناء مجتمعنا وبامكانها أن تشغل مناصب ريادية وقيادية في خدمة أهلها ومجتمعها ووطنها، هذا ما سأحاول جاهدة فعله من خلال عضويتي في البلدية وأسأل الله النجاح فيما نويت ونوينا ".

روضه غنايم ، ألقت بتحية اتحاد المرأة التقدمي ، وقدّمت عرضا سريعا عن النجاح الباهر الذي لاقاه المؤتمر الأول لاتحاد المرأة التقدمي الذي عقد في الناصرة قبل أيام، وحثّت النساء على ممارسة الدور الفعّال والمساهمة في بناء المجتمع عبر كل المساحات وفي كلّ مناحي الحياة، للنهوض به الى الفلاح والنجاح والرقي أسوة بباقي الشعوب المتحضّرة .

جمال دقه- سكرتير منطقة المثلث ، قدّم تقريرا عن المنطقة ونشاطاتها الحزبية، واستعرض أهم المحطّات والمشاكل والعوائق التي تخصّ منطقة المثلث الأوسط.
وعن جدار الفصل العنصري وعن شارع عابر اسرائيل، قال:" لم تحوّل قرانا ومدننا الى سجون فحسب، بل وضيّقت الخناق على الناس من الناحية الاقتصادية فوصل الحال بالتجار الى وضع يصعب احتماله".
وعن الأحزاب الصهيونية المقنّعة بقناع جديد قال " أحذّر أهلنا من الوقوع في الشراك التي تنصبها لنا الأحزاب الصهيونية وكأنها تغيّرت وأتت بحلّة جديدة .. فهي ذاتها التي تضطهدنا وتسلبنا حقوقنا وتريد أن تسرق أصواتنا أيضا " .
ومن جهته ألهب عوض عبد الفتاح ، سكرتيرالتجمع الوطني الديمقراطي، الحضور بكلمة حماسية ناريّة، شدّد من خلالها على دور التجمّع الوطني والحركة الوطنية في حماية مجتمعنا من الاحباط في ظروف الردة والانهيارات.

وكان قد عبر في بداية كلمته عن غضبه الشديد واستنكاره لجريمة القتل النكراء التي ارتكبها العملاء، أول أمس، في قرية أم القطف في وادي عارة.

وقدم عبد الفتاح العزاء لذوي الشهيد، وقال: " إننا نقدم العزاء لأنفسنا لأن الشهيد هو إبن هذا الشعب وقد دفع حياته ثمناً لموقف أخلاقي ووطني نتبناه جميعاً".

وقال إن للسلطة هدفان من تسكين العملاء في القرى والمدن العربية؛ الأول يدخل في إطار السيطرة والتحكم بالمواطنين العرب، والثاني من أجل تطبيع العلاقة مع العمالة والخيانة في صفوف العرب. إلا أن أهالي أم القطف، وعلى صورة شعبهم، كانوا لهم بالمرصاد إذ تصدوا بشجاعة لهذه السياسة ولهؤلاء العملاء.

وأضاف:" تحية لأهالي أم القطف وللآلاف من الجماهير الذين تقاطروا من البلدات العربية المجاورة إليها في ليل الجريمة لنصرتها والتضامن معها".

أما بالنسبة للمؤتمر، فقال:" لا نعقد هذا المؤتمر مكابرة ولا استعراضاً لقوتنا، بل هو جزء من عملية نضالنا وعملية تنظيم الحركة الوطنية، وجزء من عملية تنظيم المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل. وسنواصل جهدنا وعملنا في هذا الإتجاه دون كلل، وهذا واجبنا الوطني والأخلاقي تجاه شعبنا وأنفسنا وخاصة تجاه الأجيال الشابة".


كما تحدث في سياق كلمته عن مقاومة الإحتلال فقال:" لقد أثبتت المقاومة في جنوب لبنان وفلسطين والعراق، أنّها قادرة على هزيمة الاحتلال الأمريكو اسرائيلي، مهما بلغت غطرسته وقوته وجبروته. أمّا هنا فليس لنا ضمان لعيش كريم في وطننا، سوى الوعي الوطني والهوية القومية والانتماء والكبرياء. عليها نربي في التجمع الوطني، وعلى هديها نسير".
د .جمال زحالقه، اختتم المؤتمر ببيان ختامي شامل تطرّق فيه الى ضرورة تقوية وتعزيز الحركة الوطنية في هذه الأيام تحديدا، أمام الهجوم السلطوي والتمييز العنصري الذي تمارسه الدولة ضد المواطنين العرب، وضرب في أحداث أم القطف مثلا وعبرة، على سياسة السلطة وعملائها الماضية في استهداف الناس وقتل الأبرياء.

كما وحذّر زحالقه، من موجة الاحصائيات الكاذبة الموجهة والتي تبثها بعض محطات الاعلام الاسرائيلي المجنّد، بهدف تضليل الناخبين العرب، وتستهدف أصواتهم لصالح الأحزاب الصهيونية، وأضاف،" تشير كل الدلائل والاحصائيات الحقيقية التي قمنا بها، أن قوة التجمّع في ازدياد وتصاعد مستمر وفي هذا المؤتمر الذي تحضرونه خير دليل على ما نقول، ولكن يجب العمل وبذل الجهود من أجل رفع نسبة التصويت، عندها سيزيد التمثيل العربي في البرلمان بكل تأكيد".

وعن الوحدة والتحالف أضاف،"التجمع هو أول من طرح فكرة التحالف، ولا زال يؤمن بها مبدئيا شريطة أن يتم هذا التحالف على أسس متّفق عليها وآليات عصرية مدروسة، تحتكم لها التيارات الثلاث الفاعلة وتنتظم بموجبها الأحزاب العربية. ولكن على ما يبدو أن هناك أحزابا عربية غير حزبنا، لا تريد التحالف فيما بينها، فتشترط شروطا تعجيزية تمنع حدوثه. التجمع لم يكن مرة العائق أمام التحالف الذي يريده الناخب العربي، بل كان السبّاق الى طرح السبل والآليات اللازمة من أجل تطبيقه".

التعليقات