تفاعلات جماهير الداخل مع إضراب الأسرى في سجون الاحتلال/ هاشم حمدان

تفاعلات جماهير الداخل مع إضراب الأسرى في سجون الاحتلال/ هاشم حمدان

منذ أعلن أبطال الحركة الوطنية الأسيرة معركة الأمعاء الخاوية، إحتجاجاً على الظروف غير الانسانية االتي يعيشونها داخل المعتقلات الإسرائيليةً والتي تخالف جميع المواثيق والأعراف الدولية، لجأت إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والسياسية، إلى مختلف أساليب القمع بهدف تحطيم معنويات الأسرى والنيل من عزيمتهم وإصرارهم لكسر الإضراب عن الطعام.

من الواضح أن الحركة الأسيرة بإعلانها الإضراب قد وضعت إسرائيل، " واحة الديمقراطية المزعومة في الشرق الأوسط"، في مأزق حرج للغاية، على المستويين المحلي والدولي، خاصة بعد أن تجاوز الإضراب يومه الرابع عشر وباتت حياة الآلاف من الأسرى في مواجهة خطر الموت، ويرافق ذلك الإرتفاع في وتائر الفعاليات التضامنية مع الأسرى شعبياً ورسمياً.

وكان من الطبيعي أن تتفاعل الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر مع الإضراب وذلك بحكم إنتمائها وهويتها الوطنية الفلسطينية، وإستمراراً للتلاحم بين أبناء الشعب الواحد في جميع المحطات النضالية. ونشير في هذا السياق إلى أن عدد أسرى الداخل قد تجاوز المائة أسير بعد الإنتفاضة الفلسطينية الثانية وهبة الأقصى، منهم 22 أسيراً اعتقلوا قبل توقيع إتفاقيات أوسلو.

وعبرت الجماهير الفلسطينية في الداخل عن تضامنها مع الأسرى بمختلف الفعاليات والنشاطات إبتداءاً بالتظاهرات وإقامة خيام الإعتصام وعقد الأمسيات الوطنية، وإنتهاءاً بإعلان الإضراب عن الطعام.

في التقرير التالي يستعرض موقع "عرب48" بعض النشاطات التضامنية ويستطلع أراء عدد من المشاركين في اقامة خيام الاعتصام والنشطاء دفاعا عن حقوق الاسرى الفلسطينيين والعرب.

خيمة عرابة البطوف



داهش عكري: "الأسرى هم الشريحة الأطهر من أبناء شعبنا"
منير منصور: "الفعاليات التضامنية ترفع من معنويات الأسرى وتدعم صمودهم"
توفيق عبد الفتاح: "إن الوقوف مع الأسرى في إضرابهم هو دفاع عن إنسانيتنا وكرامتنا"


بادرت القوى الوطنية في منطقة الجليل ومن خلال التنسيق مع جمعية أنصار السجين إلى إقامة خيمة الإعتصام في عرابة البطوف، قرب النصب التذكاري لشهداء هبة الأقصى، وتواصل نشاطاتها حيث تستقطب الخيمة يومياً عشرات وفود الإعتصام والتضامن، وتنظم الأمسيات والندوات الوطنية في ساعات المساء.

وفي أمسية الإفتتاح ألقيت عدة كلمات، حيث تحدث الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، والأسير السياسي، سابقاً، داهش عكري. وألقت والدة الأسير ربيع حسين، كلمة جمعية أنصار السجين. وحضرت الأمسية وفود من أهالي الأسرى وحركة المعروفيين الأحرار، ووفد من قرية البعينة ترأسه رئيس المجلس المحلي السابق، عبد الرحيم فقرا، ووفد اخر من قرية نحف ومن قرية كفر ياسيف ترأسه رئيس المجلس المحلي، عوني توما.

وتحدثت في الأمسية الثانية المحامية عبير بكر، من مركز "عدالة"، عن حقوق الأسرى وحضر الأمسية وفود من كوكب وطمرة وشفاعمرو واالرينة وشخصيات وطنية وسياسية أخرى.
في الأمسية الثالثة إستقبلت لجنة الخيمة بحفاوة بالغة وفود تضامن أجنبية من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

الأمسية الرابعة كانت أمسية شعرية وفنية، حيث ألقى الشاعر حنا إبراهيم، من قرية البعنة، بعض قصائده، بالإضافة إلى إلقاءات شعرية للأسرى قدمها الشاب فادي عاصله من عرابة البطوف. ورافق الأمسية الفنان فؤاد عبد الفتاح في أغان لمارسيل خليفة والشيخ إمام.

وفي الأمسية الخامسة تحدث الأخصائي النفسي د. صالح كناعنة عن الإنعكاسات النفسية للسجن على الأسير وعلى أهله، إلى جانب مداخلة للأخصائي أحمد نصار. وحضر الأمسية وفود من معليا والبعنة وسخنين.

الأمسية السادسة كانت أمسية سياسية تحدث فيها الشيخ كمال خطيب عن الحركة الإسلامية، والأخ سهيل صليبي عن حركة أبناء البلد، والمحامي سعيد نفاع عن التجمع الوطني الديمقراطي، كما تحدث المحامي محمد كناعنة حول زيارته لبعض الأسرى المضربين عن الطعام. وتشكل الحضور من جمهور محلي ووفود من القرى المجاورة.

وفي حديث لعرب48 مع الأسير السياسي،سابقاً، داهش عكري، عضو لجنة خيمة عرابة يقول: " ألأسرى هم الشريحة الأطهر من أبناء شعبنا، لذلك، كلما امتد الإضراب يجب القيام بخطوات تصعيدية من مظاهرات ومسيرات ورفع شعارات وما إلى ذلك. في إعتقادي إن تفاعل الجماهير مع الإضراب ليس كافياً، المطلوب تفاعل أكبر وتحشيد أكبر".

أما الأسير السياسي، سابقاً، منير منصور، والذي يشغل منصب رئيس جمعية أنصار السجين فيقول:" الفعاليات التضامنية مع الأسرى جيدة رغم عدم وجود تنسيق بين مختلف القوى السياسية التي تشارك في الفعاليات مما جعل بعض الفعاليات تأخذ طابعاً عشوائياً, إلا أنه في المحصلة يمكن القول ان التجاوب كان ايجابيا. وهنا نؤكد على ضرورة الإستمرار في الفعاليات وضرورة رفع وتيرة التضامن مع إستمرار الإضراب الذي يدخل في مرحلة عصيبة بعد اليوم العاشر ويظهر أثر الإضراب جلياً على الأسرى. الفعاليات التضامنية ترفع من معنويات الأسرى وتدعم صمودهم. وهنا أتوجه إلى لجنة المتابعة لتأخذ دوراً أكثر فاعلية في توجيه الفعاليات كجسم وحدوي يتيح لجميع القوى السياسية العمل تحت سقفه. وفي الوقت ذاته أناشد المحامين العرب تكثيف زياراتهم إلى لسجون، وكذلك الأطباء لمتابعة الوضع الصحي للأسرى، وكل ذلك من أجل تشكيل ضغط كاف لإنجاز مكتسبات لصالح الأسرى".

أما الأسير السياسي، سابقا، توفيق عبد الفتاح، وعضو لجنة الخيمة في عرابة البطوف فيقول:" كان التجاوب الجماهيري مقبولاً والفعاليات التضامنية ناجحة في الحد الأدنى ولكن ليس في مستوى الحدث، واقتصر على العناصر الملتزمة، بيد أننا نلاحظ الآن تطورات من حيث المشاركة وبدأ العمل يأخذ طابعاً أكثر جدية. أنا شخصيا لم أتوقع الأفضل بسبب قراءتي للوضع السياسي والإجتماعي والثقافي والإقتصادي، وباعتقادي فان ذلك بمثابة الضوء الأحمر للجنة المتابعة التي لم ترتق إلى موقع القيادة الحقيقية في مستوى التأثير، وإن كانت تلك نتيجة طبيعية ومتوقعة بالنظر إلى تركيبتها السياسية والإجتماعية. ومن الأهمية بمكان الآن توجيه دعوة، بل صرخة لجميع النخب لممارسة دور ريادي والإلتحام بقضايا شعبهم، وفي حالتنا هذه فإن الوقوف مع الأسرى في إضرابهم هو دفاع عن إنسانيتنا وكرامتنا".


خيمة باقة الغربية


سناء سلامة: "هناك أهمية بالغة لتنظيم المظاهرات أمام السجون والمعتقلات خاصة"


افتتحت خيمة الإعتصام في باقة الغربية بتظاهرة تضامنية ووجهت التحية للأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية. وشارك المئات من الأهالي، وخاصة أهالي الأسرى في منطقة المثلث والنشطاء السياسيين في المظاهرة، ورددوا الشعارات التي تعبر عن التضامن مع الأسرى في معركتهم ومنددين بالسياسة الإسرائيلية بحق الأسرى.

ومنذ أن أقيمت خيمة باقة الغربية تنظم يومياً الفعاليات والنشاطات التضامنية، ونشير هنا إلى أنه تنظم يومياً تظاهرات رفع الشعارات في السادسة من مساء كل يوم، ويتم عرض الأفلام الوثائقية والهادفة، منها فيلم "جنين جنين" و"أولاد أرنا" و"ردم" و"مد وجزر". وكذلك تنظم الندوات والمحاضرات السياسية والتعبوية وخاصة عن السجون وحياة الحركة الأسيرة، وينظم كذلك يومياً إلقاء الشعر وقراءة القصائد الوطنية.

وقامت خيمة الإعتصام في باقة الغربية والتي تضم نشطاءً من التجمع الوطني الديمقراطي وبالتنسيق مع جمعية أنصار السجين، بتنظيم تظاهرة رفع شعارات، أمام سجن هداريم. ورفعت أثناء المظاهرة شعارات تندد بسياسة مدير مصلحة السجون ووزير الأمن الداخلي، تساحي هنغبي.

وشارك في التظاهرة النائب د. عزمي بشارة، وناشطون من جمعية انصار السجين ووفد من الجولان السوري المحتل ووفد من خيمة الاعتصام في عرابة البطوف، وأهالي أسرى من الجليل والمثلث ووفد ضم يهوداً يساريين. ومن أبرز الشعارات التي رفعت أثناء التظاهرة: "محققو سجن أبو غريب هم خريجو مديرية السجون الإسرائيلية".

في نهاية التظاهرة توجه الأهالي والمشاركون الى خيمة الإعتصام في باقة الغربية حيث استقبلوا وفداً زار الخيمة عن جمعية "أطباء لحقوق الإنسان". وقد ألقى كلمة الجمعية صلاح حاج يحيى، حيث حيى الحضور وأكد على التضامن مع الأسرى وأشار الى أنهم قد قدموا التماساً الى المحكمة العليا للسماح للأطباء بزيارة الأسرى المضربين عن الطعام.

وتحدث عضو الكنيست، د. جمال زحالقة، من التجمع الوطني الديمقراطي عن قرار لجنة المتابعة بتنظيم مظاهرة قطرية يوم السبت القادم على مفرق اللجون مقابل سجن مجيدو العسكري.

الهجمة التي يتعرض لها الأسرى في كافة السجون ممنهجة ومدروسة


في حديث لعرب 48 مع سناء سلامة، وهي من المبادرين لهذه الفعالية التضامنية وناشطة أيضاً في جمعية أنصار السجين، بالإضافة الى كونها عضوة في اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي، تقول:

"تمكنت الحركة الأسيرة من إعلان الإضراب المفتوح عن الطعام في ظروف سياسية بالغة الصعوبة، وهذا بحد ذاته يعتبر انتصار كبير إذ لم تتوقع إدارة مصلحة السجون أن يتمكن الأسرى من إعلان الإضراب وراهنت على صعوبة الوضع السياسي وعلى الإجراءات القمعية التي تنفذها يومياً بدون رحمة وعلى مدار الساعة. ونحن نشهد تصاعد الفعاليات التضامنية مع الأسرى وتنظم هذه الفعاليات من قبل عدة جهات، ولكن بالإمكان تكثيف وزيادة هذه الفعاليات خاصة وأن الهجمة التي يتعرض لها الأسرى في كافة السجون ممنهجة ومدروسة، وفي إطارها جاء كلام الوزير هنغبي أنه بإمكان الأسرى الإضراب حتى الموت. وأعتقد أن هناك أهمية بالغة لتنظيم المظاهرات أمام السجون والمعتقلات خاصة. خاصة وأن الأسرى يتعرضون لحرب ليست جسدية فحسب وإنما معنوية ونفسية لكسر إرادتهم وإذلالهم. ونحن نعتقد أن الأيام القادمة ستشهد تطورات وتحديداً في خيمة باقة الغربية وخيمة عرابة البطوف.


اعتصام الناصرة



في الناصرة، نظمت المؤسسة العربية لحقوق الإنسان إعتصاماً وإضراباً عن الطعام في ساحة عين العذراء، وأكدت على مساندتها لكافة المطالب التي يعرضها الأسرى والتي تتلخص بكونها من أبسط حقوق الإنسان الأساسية التي أكدتها المواثيق والتشريعات الدولية وأجمع عليها العالم وأبرزها حق الأسير في الحفاظ على كرامته الإنسانية وحمايته من كافة أشكال التعذيب الجسدي والمعاملة القاسية والمهنية.

وبادرت المؤسسة الى توزيع بيان مطول على المؤسسات الدولية والهيئات الحقوقية العالمية لتحذيرها من خطورة الوضع الذي يعيشه الأسرى، ودعوتها للقيام بواجبها واتخاذ الخطوات اللازمة من أجل مساندة الأسرى وحمايتهم من إجراءات خطيرة متوقعة.

كما قام المحامون العرب بتنظيم تظاهرة على مفرق اللجون مقابل سجن مجيدو العسكري ورفعوا شعارات التضامن مع الأسرى، وقد وجهت الدعوة للمحامين العرب للحضور الى التظاهرة بالزي الرسمي، تعبيراً عن موقف المحامين العرب بالنسبة لمطالب الأسرى السياسيين باعتبارها مطالب عادلة وقانونية ويستحقها الأسرى من حيث المبدأ ويدعمها القانون الدولي.

التعليقات