"صوت العامل" توسع ساحة نضالها ضد مخطط "ويسكونسين" الى المثلث الشمالي..

-

بينما تفاخر وزير المال الأسبق بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع بـ"الإنجاز" الذي حققته سياسته الاقتصادية المعادية للشرائح الاجتماعية الضعيفة، العربية منها خصوصاً، بارتفاع معدل النمو الاقتصادي بنسبة 6.6 في المئة، نشرت صحيفة "فصل المقال" بعض شهادات المتضررين العرب من سياسته الاقتصادية، الذين اعلنوا نضالا جماهيريا ضد مخطط "ويسكونسين" (صنيعة نتانياهو) في المثلث الشمالي، بالتعاون والتنسيق مع جمعية "صوت العامل" النقابية، التي تخوض نضالاً ناجحاً جدا ضد المخطط ذاته في منطقة الناصرة.

وتظهر الابحاث ان مشروع "ويسكونسين" سجل فشلا كبيرا في نيويورك الاميركية، حيث ابتكر، إذ استطاع إيجاد عمل لـ3 في المئة فقط من العاطلين عن العمل أو متلقي مخصصات ضمان الدخل.

وكان الاجتماع التحضيري لإنطلاق النضال في المثلث الشمالي قد عقد يوم الجمعة الماضي في مكتب النائب جمال زحالقة في مدينة باقة الغربية، وبمشاركته ووهبة بدارنة ويوسف رحال من جمعية صوت العامل، والمدير السابق في شركة اغام مهليف في حي بير ابو الجيش خليل عباس، وعدد من متضرري مخطط ويسكونسين.

وقال النائب زحالقة في معرض حديثه: "اجتمعنا لنعالج قضية ويسكونسين في المثلث الشمالي الذي يشمل 4500 من العمال والعاطلين عن العمل من متلقي مخصصات ضمان الدخل، نصفهم من العرب. كنا نرغب الانطلاق في النضال وتنظيم المتضررين قبل 3 أشهر، لكن أجلنا ذلك بسبب الانتخابات لكي لا يدعي البعض انه دعاية إنتخابية، ومنذ بدء تطبيق المشروع قررنا ان يتركز النضال في منطقة الناصرة لكي لا يتبعثر النضال والمجهود في عدة مناطق، لأنه اذا فشل المخطط في الناصرة جراء نضال جمعية صوت العامل صاحبة خبرة وتجربة عالية في خوض نضالات العمال، فإن المخطط سيفشل بالتالي في كل المناطق، وإذا نجح فسيطبق في مناطق اخرى".

وأضاف زحالقة: "هدفنا كان إفشال المخطط في الناصرة من تركيز النضال هناك، خصوصا ان كل المتضررين في الناصرة هم عرب (5000 شخص تحديدا)، والنضال هو على الغاء المخطط كله وليس تحسين الظروف والشروط، وإنما كسره تماما لأنه مخطط فاشل ليس فيه سوى ضرر للناس. من جهة اخرى لا يمكن ترك المتضررين في المثلث الشمالي ان يعانوا، ولدى جمعية صوت العامل الخبرة في التعامل مع شكاوى المتضررين رغم قدراتها البشرية والمادية المحدودة، لكنها استطاعت فرض تغيير السياسة على الشركة المنفذة للمخطط في الناصرة، ولديها اثباتات بأن الشركة تخرق القانون حتى ان النضال ضد المخطط امتد حتى وصل الى مراقب الدولة الذي يبحث في عمل الشركات".

وأشار زحالقة إلى انه تقدم بمشروع قانون لالغاء المخطط قبل ثلاثة اسابيع، من خلال الغاء البند السابع في الخطة الاقتصادية لعام 2004، إي البند الذي أقر المخطط، وأكد "ان النضال عبر البرلمان لا يكفي من دون نضال جماهيري وشعبي يسند العمل البرلماني، لذلك عملنا على تشكيل طاقم من المتضررين لخوض نضال ضد الخطة، بمساعدة جمعية صوت العامل".


من جانبه قال رئيس جمعية صوت العامل، وهبة بدارنة، إن أول النضالات سيكون في المشاركة في المظاهرة القطرية ضد مخطط ويسكونسين في مدينة القدس التي تنظمها الجمعية الاسبوع بعد المقبل، مشيرا إلى ان الانجازات التي حققتها الجمعية في محاربة المخطط في منطقة الناصرة، اكسبتها تجربة غنية وسجلت نجاحات قانونية يمكن الاستفادة منها في المثلث الشمالي، ورغم تواضع الامكانات في جمعية صوت العامل إلا إننا سنخوض نضالا ضد شركة اجنس المنفذة لمخطط ويسكونسين في المثلث الشمالي.

وقال المدير السابق في شركة اغام مهليف، خليل عباس، الذي استقال من إدارة الشركة وانضم إلى صفوف جمعية صوت العامل: " بدأت العمل قبل ان تفتتح الشركة ابوابها، وفي اكتوبر الماضي قدمت استقالتي الاولى فرفضت، فقدمتها مرة ثانية بعد ان وصلت لقناعة ان الشركات لا تتماشى مع ضميري في ما يتعلق بايجاد اماكن عمل للعاطلين عن العمل، ورغم الاغراءات لكي اسحب استقالتي صممت على الاستقالة وانضممت الى نضال جمعية صوت العامل التي تثير رعب تلك الشركات".

وأكد عباس الذي اصبح ناشطا بارزا في جمعية صوت العامل: "هناك تمييز في التعامل مع العرب واليهود المشتركين في المخطط، إذ أن 50 في المئة من المشتركين في المخطط هم عرب، فيما نسبتنا السكنية هي 20 في المئة، وذلك يعني أن المخطط ضد العرب في الدرجة الأولى".

أما الناشط في جمعية صوت العامل، يوسف رحال فقال: "ساد شعور بالاحباط بداية في مواجهة المخطط في المثلث الشمالي، لكن تجربة محاربة المخطط في الناصرة تؤكد وتثبت العكس، لأننا خضنا نضالاً لكشف الخداع في عمل الشركات المنفذة بحق المتوجهين، وكانت رسالتنا واضحة وهي الغاء المخطط من اساسه وليس تحسين الشروط... وفقط بفضل النضال الشعبي وتجنيد المتضررين يمكن ان نحبط ويسكونسين ونمنع تنفيذه في اماكن اخرى".

السيد يوسف أبو حسين من مدينة باقة الغربية (تجاوز سن الستين عاما) الذي يعاني الامريْن بسبب المخطط وتدهور حالته الصحية التي على ما يبدو لا تكترث شركة اجنسي بها طمعا في جني مزيد من الارباح. قال لـ"فصل المقال": "في شهر 3 الماضي استدعيت للمخطط وجلست مع المستشارة في الشركة المنفذة، ووضعت لي برنامجا يوميا للدوام لساعات في مكاتب الشركة فرفضته لأن حالتي الصحية لا تسمح لي بذلك. في الجلسة الثانية ادعت المستشارة إنني اعمل سائق سيارة اجرة واحصل على 20 شيكل مقابل السفرة الواحدة، ورغم نفيي توقفوا عن دفع مخصصات ضمان الدخل وبالتالي لا أقدر على شراء الادوية لي ولزوجتي، فيما معاناتي تتكرر يوميا من دون حق وفقط لأني رفضت ".

ويضيف أبو حسين: "تبين لي لاحقا ان الشركة ادعت ذلك بعد ان نقلتُ في سيارة قريب لي زوجتي الى المستشفى، فأوقفني شخص على دراجة نارية وقام بتصويري وأنا في داخل السيارة بصورة مخابراتية، ليدعوا لاحقا اني سالم واستطيع قيادة سيارة، رغم ان كل ما فعلته هو ان نقلت زوجتي المريضة إلى المستشفى، ومنذ اربعة اشهر لم اتلق مخصصات ضمان الدخل وربنا الساتر".

وأكد وهبة بدارنة انه "يوجد لدى الشركات مخبرون بلباس مدني يصورون ويتعقبون متلقي مخصصات ضمان الدخل والمشاركين في المخطط، رغم ذلك لا يمكن قطع المعاش لأنك قدت سيارة لمرة واحدة أو أكثر، لكنهم يستغلون ذلك لتيئيس المشاركين في المخطط. فما دام المشارك لا يملك سيارة أو لا يقود سيارة بصورة دائمة فلا يحق للشركة قانونيا قطع مستحقاته".

أما حال السيد محمد مصالحة (56 عاما) فهي اشد غرابة. يقول مصالحة: "اضطر يوميا الى الدوام في مكاتب شركة اجنس المنفذة للمخطط على مدار 4 ساعات يوميا، رغم ان حالتي الصحية لا تسمح لي بذلك وهم يعون ذلك جيداً. فأنا اعاني من السكري وارتفاع ضغط الدم وغيره، إلا انهم يحتجزونني يوميا ويمنعونني من الخروج من الغرفة والتوجه للمراحيض، واذا لم انصع يلغون مخصصات ضمان الدخل. زوجتي ايضا تعاني من حالة صحية يرثى لها وبحاجة الى مساعدة دائمة لكنني اضطر لتركها لوحدها".

واضاف مصالحة: "ابلغتهم اني مستعد ان اعمل لكن بقدر ما تسمح حالتي الصحية، فأرسلوني الى مكانين للعمل فرفضاني لأنني عربي ".

ويروي زياد يحيى (40 عاماً) الذي يعاني الامرين في مكاتب شركة اجنس بسبب وضعه الصحي وحركته المقيدة: "تعرضت لحادث طرق وكسر حوضي وأجريت لي عمليات عدة واصبحت مقيد الحركة واحتاج لمساعدة الاخرين لارتداء ملابسي، الا انهم يصرون على احضاري يوميا لمكاتب الشركة والدوام لساعات".

ويضيف يحيى: "زوجتي هي الاخرى اضطرت الى الكف عن العمل بعد حادث الطرق، واصبحنا عاطلين عن العمل ولم نتلق منذ ستة اشهر مخصصات ضمان الدخل بسبب شروط شركة اجنس، الذين يدعون اني املك ارضاً رغم ان الارض بيعت منذ عشرات السنين".

ويؤكد يحيى إن المتضررين في المثلث الشمالي مصممون على خوض نضال شعبي لالغاء المخطط بالتعاون مع جمعية صوت العامل.

حال السيد محمد أبو واصل تختلف بعض الشيء عن حال المتضررين الاخرين، إذ إنه مستعد للعمل رغم اقتراب سنه الى الستين، لكن الشركة لم توفر له مكان عمل وتحتجزه يوميا.

وقال ابو واصل: "ليست لدي مشاكل صحية بل ابلغت شركة اجنس اني مستعد للعمل، إلا انهم لم يوجهوني الى مكان عمل واحد واضطر للدوام 5 ايام في الاسبوع".

ويضيف أبو واصل: "زوجتي ايضا مشاركة في المخطط رغم انها تعرضت لجلطة في الدماغ وحالتها الصحية حرجة، رغم ذلك يجبرونها على الحضور الى مكاتب الشركة في باقة الغربية على مدار أربعة ايام في الاسبوع. ازاء هذا الواقع الاليم لا مجال لنا الا خوض نضال يومي ضد المخطط الذي يقهر العرب والضعفاء بالاساس، وحالتي تكشف ان المخطط لا يهدف الى تشغيل الضعفاء بل تعجيزهم وتطفيشهم لتتخلص الدولة من مسؤوليتها تجاهنا".


عن صحيفة "فصل المقال"

التعليقات